المياه شريان الحياة لبلادنا، أصبحت السلاح الفتاك الذى يهددنا بالهلاك جميعًا، خاصًة مع ثبوت النظريات التى تتحدث عن بوار الأراضى الزراعية ووضع المحاصيل فى خطر حقيقى. أحد التقارير الصحفية الاستقصائية، كشف عن تفاصيل تلك الكارثة التى ندفع وسوف ندفع ثمنها غاليًا، خاصًة بعد شرعنة العسكر لسد النهضة الأثيوبى، الذى يتم بناءه على أنقاض حياة المصريين. واوضح التقرير، أن نقص المياه الشديد الذى نعانى منه فى الفترة الحالية، وجفاف الترع والمصارف، هو ما دفع الفلاحين للتظاهر خلال الفترة الماضية ومازال، ببعض المحافظات وأمام إدارت الرى، بحثًا عن أ حلول للأزمة. تأخير الزراعات الصيفية واضطر مزارعو الوجه البحري والصعيد إلى تأخير الزراعات الصيفية، في في الوقت الذي اعتبر مسؤولو الري أن الأزمة عارضة، وسوف تنتهى قريبا، وأن سببها التوسع فى زراعة محصولي الأرز في الوجه البحري والبطاطس فى الوجه القبلي. وقال التقرير المنشور على صحيفة "البديل" أن الأزمة فى محافظة البحيرة، استمرت أكثر من شهر، ما دفع الفلاحين إلى استخدام مياه الصرف فى رى أراضيهم؛ خوفا من جفافها وهلاك المحاصيل، وتفاقمت الأزمة فى مراكز المحمودية والرحمانية وكفر الدوار، إضافة إلى مناطق النوبارية ووادي النطرون، وتخوف المزارعون من حدوث كارثة صحية لهم ولأبنائهم؛ جراء استخدام مياه الصرف في ري الأراضي. ونقلت الصحيفة عن عبد الغني لبده، مزارع من قرية فيشا بالمحمودية، إن أغلب الترع تآكلت في السنوات الماضية؛ نتيجة عمليات التطهير والصيانة وتعدد الأجهزة وترك الأمور تسير في طريق الانحدار السريع، مؤكدا أن آلاف الأفدنة في المحمودية، تضررت بشدة خلال الأيام الماضية؛ جراء النقص الحاد في مياه الري، ولم يعد أمامهم سوى ري الأراضي بمياه المجاري والصرف الصحي، التي تعتبر خطرا حقيقيا على الأرض والتربة والمحاصيل، خاصة القمح. العطش يضرب آلاف الأفدنة فى المنوفية وفي محافظة المنوفية، تعاني آلاف الأفدنة من العطش، خاصه فى مركزي منوف وأشمون، حيث تعرض 3 آلاف فدان للبوار؛ نتيجة انخفاض منسوب المياه بالترعة المسؤولة عن ري الأراضي. وقال محمد رجب، فلاح، إنهم يستعدون لموسم زراعة الذرة، إلا أن انخفاض منسوب الترعة ومشكلة الري سيؤخرهم عن استكمال زراعتهم، كما أنهم عانوا الفترة الماضية في ري القمح، متهما مسؤولى الرى بالتقاعس عن مواجهة ورد النيل الذى انتشر فى الترع والمصارف. تهديد مصدر مياه الرى بالغربية.. والمحاصيل هلكت وفي محافظة الغربية، أكد بعض المزارعين أن ترعة "الملاحة" التي تغذي عددا كبيرا من القرى التابعة لمركزي طنطا وكفر الزيات، تعاني نقصا شديدا فى المياه منذ أيام، ما يهدد بتلف المحاصيل؛ بسبب عدم الري لفترة طويلة، مطالبين المحافظ بالتدخل الفوري والعمل على إيجاد حل سريع لتوفير مياه الري بالترعة المذكورة. وفى مركزي السنطة وزفتى، أشار المزارعون إلى تعرض محصول الأرز للتلف والهلاك؛ بسبب جفاف المياه فى الترع المغذية للأراضي الزراعية، رغم أن محصول الأرز فى احتياج شديد للمياه، ما ينذر بوقوع كارثة للمزارعين؛ بهلاك المحاصيل الزراعية مصدر رزقهم. بوار مئات الأفدنة فى محافظات الصعيد وتعرضت مئات الأفدنة من الأراضي الزراعية الخصبة بمحافظاتسوهاج وقنا والأقصر للعطش والبوار؛ بسبب جفاف الترع والمصارف التي يروي الفلاحون أراضيهم الزراعية منها، وسط لا مبالاة من قيادات المحافظات ومديريات الري، ولم تتأثر محافظة أسوان بالأزمة نظرًا لقربها من السد العالي وامتلاء الترع والمصارف فيها بالمياه التي تكفي احتياجات الفلاحين. وتسببت هذه الأزمة في موت الزرع وتأخر زراعة المحصول الصيفي حتى الآن، وحمَّل المزارعون المحافظين ووكلاء وزارة الري مسؤولية عدم وصول المياه إلى الترع لري أراضيهم، كما حمَّل المزارعون قائد الانقلاب العسكري المسؤولية وطالبوا بسرعة إيجاد حل لهذه المشكلة التي اعتبروها مشكلة أمن قومي . وقال المزارعون بسوهاج : "حالنا وقف وبيوتنا اتخربت بسبب موت الزرع، وهو مصدر رزقنا ودخلنا الوحيد لجفاف الترع منذ حوالي شهر تقريبًا، دون جدوى من المناشدات والاستغاثات كافة، التي أرسلناها للمسؤولين كافة بالمحافظة. وزير الرى يسخر من الأزمة وكان وزير الري قد سخر من الأزمة قائلا: " إن مياه الصرف الصحي تكفي مصر للعبور لبر الأمان عن حالة الجفاف، في الوقت الذي تنازل قائد الانقلاب عن حقوق مصر المائية بالسماح لاثيوبيا ببناء سد النهضة لتجويع وتعطيش المصريين.