تتشابك العمليات فى سوريا الشقيق وتصل إلى حد المتاجرة بالمدنيين الذين يتم قصفهم كل لحظة، ليضغط كل طرف على الآخر، ويتم أيضًا تهميش المعارضة التى قامت بثورتها لتحرير الأرض من استبداد الحكم فى دمشق لكن ليست كل المعارضة، فرئيس الائتلاف السورى المعارض السابق، أحمد الجربا، الذى أسس حزب "الغد السورى"، الذى يدعمه بن زايد كاملاً حتى يكون له طرف قوى داخل الأراضى السورية. طرف من المعارضة السورية يدعم مخطط بن زايد وحلفائه فى جنيف "الجربا" الذى ظهر فى مارس الماضى فى القاهرة بصحبة "دحلان" مستشار مؤامرات بن زايد فى الوطن العربى، وممثلى السفارة الروسية وممثلى الانقلاب العسكرى فى مصر، ظهر أمس الأربعاء بمقر وزارة الخارجية المصرية بصحبة، سامح شكرى، وزير خارجية العسكر، لبحث الأوضاع السورية التى اشتدت فى الأيام الأخيرة وتستعد الساحة السياسية هناك لجولة مفاوضات بجنيف سيكون "الجربا" طرف فيها والتى من خلاله سيتم تمرير عمليات بن زايد فى الأراضى السورية. وحسب ما نشرته الوكالة الرسمية، فإن "الجربا" ناقش مع "شكرى" طرق الوصول إلى الانتقال السياسى السلمى فى سوريا، دون أن يوضح من هم أطراف ذلك الانتقال وهل هو متوافق مع ما أعلنته المعارضة السورية المعتدلة فى بيانها الأخير أم أنه ينتهج أجندة آخرى. تحضير لعمليات جديدة على طاولة المفاوضات تدعم المخططات فزيارة "الجربا" جائت بعد أيام معدودة من زيارة ولى عهد أبو ظبى وداعم العسكر، محمد بن زايد، الذى أنفق الكثير من المال ومازال على تيار الغد السورى الذى يترأسه الجربا، والذى تأكد حسب تقارير إعلامية ومصادر سياسية، بإن موقف "بن زايد" واضح من سوريا، وهو عدم المساس حاليًا ببشار الأسد، وهو نفس الموقف الذى أعلنه عبدالفتاح السيسى، رغم معارضة الكفيل السعودى لذلك. وحسب بيان أصدره المكتب الإعلامى لتيار الغد، فإن محور الاتفاق مع الجانب المصرى جاء على خلفية مفاوضات جنيف 1، الذى رفضته المعارضة، والذى نص على الانتقال السياسى بتشكيل هيئة حكم انتقالى يكون أحد رجال "الأسد" متواجد فيها مع ضمان رحيل الأسد بطريقة سلمية. ولم ينسى البيان ذكر وزير خارجية الانقلاب، الذى أكد دعم مصر العسكر ل"الجربا" بزعم انه ممثل المعارضة فى مجلس الأمن، رغم رفض القاهرة العديد من الاعتراضات التى قدمت للمجلس تجاه نظام بشار والمجازر التى يرتكبها بحق الشعب السورى. الجزر مقابل دعم بن زايد لمخططات الغرب فى سوريا وحسب تقرير نُشر بمجلة ألمانية فى مارس الماضى، فإن روسيا تعتمد بمساعدة الإمارات وبطلب من إيران، على تشكيل ولاءات لمخططها فى المنطقة من خلال خلق تيارات من المعارضة تدعم تلك المخططات، وعلى رأسهم الأكراد، حسب التقرير. وأوضح التقرير أن بروز الجربا في القاهرة ربما قد يخلط الأوراق ويربك المعارضة الهشة أصلا، والأهم أنه يعني البداية الفعلية ل"تقسيم الحصص ومناطق النفوذ" و"صراع المناصب والمواقع" في "خريطة سوريا الجديدة"، فما استثمروه وزرعوه في الفترة السابقة آن أوان حصاده. وثيقة سعودية مسربة تكشف المستور وفي ذات السياق، وصفت الخارجية السعودية موقف الإمارات تجاه الملف السوري، بأنه "يشوبه الغموض"، عندما تحدثت برقية مسربة من مكتب وزير الخارجية السعودي، عن تفاوض إيراني إماراتي يحكمه ضغوط من إيران على موقف الإمارات من نظام الأسد. وجاء في البرقية: "كما أفادت السفارة بأنه ترددت معلومات بأن دولة الإمارات تتفاوض مع إيران بضغوط من الأخيرة، على أن لا تنحاز ضد النظام في سوريا، وأن لا تقر موضوع التدخل العسكري مقابل عدم تشدد إيران فيما يتعلق بملف الجزر الإماراتيةالمحتلة، وهذا يفسر الموقف الإماراتي (من الملف السوري) والذي يشوبه شيءٌ من الغموض، ويبدو أنهم يجاملون المجتمع الدولي في موضوع الحصار على سوريا، ولكنهم قد لا يؤيدون التدخل العسكري".