قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي، إنه ليس مستغربا فى الأجواء المصرية الراهنة أن تفاجأ ذات صباح بتعديل قانونى يضيف جريمة تعاقب على "ازدراء البرلمان"، وذلك بعد أن اعتبر رئيس مجلس نواب العسكر ونوابه الذين وصفوا انتقاد المجلس بأنه محاولة لهدم إحدى مؤسسات الدولة الوطنية. كما اعتبروه إهانة ليس لأعضاء المجلس فحسب، ولكن أيضا للملايين الذين انتخبوهم. وبهذا التكييف يصبح الانتقاد فى رأيهم إحدى حلقات المؤامرة الجهنمية الوهمية التى أصبح كل مسئول يشير إليها لإسكات ناقديه. وأضاف هويدي خلال مقاله بصحيفة "الشروق" اليوم الخميس، أن ما ذكره بمثابة تلخيص مركز عن وقائع جلسة مجلس النواب التى عقدت فى اليوم السابق، وبدت الصحف القومية بدت متضامنة مع اتجاهات المناقشة التى صبت جام الغضب على انتقاد البعض لأداء المجلس، وآية ذلك أن جريدة «الأهرام» نشرت الموضوع تحت عناوين تحريضية كان منها ما يلى: النواب يشنون هجوما عنيفا على فضائيات التشويه الأعضاء: الفوضى الإعلامية تهدف إلى إحباط الشعب والتشكيك بالمؤسسات عبدالعال (رئيس المجلس): حملة ممنهجة لإسقاط الدولة بدأت بالإساءة إلى الرئيس. وأشار إلى الكلمة التى افتتح بها على عبدالعال جلسة نواب العسكر المناقشة. ذلك أنه وجه فيها مجموعة من الرسائل التى يستغرب المرء صدورها عن رئيس للسلطة التشريعية التى يفترض أن دورها الأساسى يتمثل فى الرقابة على أداء السلطة التنفيذية إلى جانب مهمتها فى التشريع. فقد ردد الرجل كلام عبد الفتاح السيسي عن التشكيك فى المؤسسات ومحاولات إسقاط الدولة والإحباط الذى يشيع بين الناس جراء نقد السلبيات وعدم التركيز على الايجابيات. واعتبر أن هناك تشويها متعمدا لمؤسسات الدولة بدءا بالإساءة إلى السيسي واستهدف الجيش "الذى يشهد الخارج والداخل بوطنيته وفدائيته". وأقحم الإشادة بدور الجيش فى السياق مرة ثانية وثالثة. وأوضح هويدي أن الشاهد أن رئيس نواب العسكر خاطب رئيس الدولة والقوات المسلحة بأكثر مما خاطب المجتمع الذى يفترض أن المجلس يمثله. وبكلمته عزز الانطباع الشائع عن أن المجلس فى حقيقة الأمر هو انتخاب السلطة التى شاركت بعض أجهزتها فى تشكيله، بأكثر منه انتخاب المجتمع. وهى نقطة افتتح بها ملاحظات أخرى منها ما يلى: وأكد أن هذا المنطق يعد دعوة مبطنة إلى تكميم الأفواه، لأنه لم يتعرض إلى موضوعية النقد وما إذا كان فى محله أم لا، وإنما قفز مباشرة إلى التنقيب فى نوايا الناقدين واعتبر كلامهم من قبيل الحملة الممنهجة ذات الأهداف الشريرة، وفى هذه الحالة فإن النقد "البناء" الوحيد المقبول، يصبح ذلك الذى يمتدح المجلس ويهلل لأدائه.