إجابة السؤال في العنوان، باختصار، يصرون على التنكيل بالرجل للأسباب نفسها التي احترمه وأحبه من اجلها. مالا يغتفرون له جريمة لا تسامح فيها في كتابهم: معاداته لقدس اقداس "جنرالات كامب ديفيد"، أي عدائه المستعر للصهيونية والدولة العنصرية الغاصبة وعملائها في مصر، ودعمه للمقاومة الفلسطينية. كخلفية، علاقتي بمجدي أحمد حسين قديمة حتى اعتبره أخا اصغر، فقد كان من نخبة من شباب مصر التقدميين، بمعنى الحرص على الحرية والتقدم في مصر والمنطقة العربية ومعاداة الرجعية والتسلط، من مشارب سياسية متباينة، توثقت علاقتي بهم خلال السبعينيات الأولي من القرن الماضي، اثناء خدمتي كعضو شاب بهيئة التدريس بجامعة القاهرة حديث العودة من البعثة، ثم تفرقت بنا السبل واختلفت مواقع ومواقف البعض السياسية. ولكنني عدت للالتقاء بمجدي في نهايات عهد اللامبارك الأول ضمن فعاليات معارضة حكمه التسلطي الفاسد، وكان قد تبنى المنظور الإسلامي الجذري للعمل العام، ووجدته ثابتا على الحق، على الرغممن العنت الذي كان يلاقيه باستمرار من دولة القمع الباطشة، وجسورا ومتفانيا في معارضة الاستبداد والفساد واقرب لمواقفي وتفضيلاتي من جماعة الإخوان التي كانت تنتهج سبيل "شعرة معاوية" مع النظام. دعوني أولا أشرككم في بعض عناوين رئيسية للحملة البطولية التي شنها، خلفا لعمه وصديق العمر الأثير عندي، المرحوم عادل حسين، على إفساد يوسف والي لمصر، خاصة الزراعة، خدمة للأغراض المشروع الصهيوني في مصر خلال عامي 1999و2000. ولا تنسوا أن يوسف والي كان وقتها نائبا لرئيس الوزراء، متسلطا على قطاع الزراعة، مسنودا مت الولاياتالمتحدة و إسرائيل سويا، وشخصية أثيرة لدى اللامبارك الأول وشخصية قيادية في حزب الحاكم المتسلط والفاسد. • ما هذا الذي يحدث في مصر؟ نتهم نائب رئيس الوزراء بالخيانة العظنى .. والحكومة صامتة! الاتهامات الأربعة الرئيسية: تسليم جميع المعلومات عن القطاع الزراعي لإسرائيل؛ ربط شباب الحزب الوطني بالأحزاب الإسرائيلية والموساد؛ السوء المتعمد في اختيار المشروعات القومية وعلى رأسها توشكى وترعة السلام و شرق العوينات بالتعاون مع إسرائيل، ضرب الحاصلات الاستراتيجية .. وتخريب التربة والمياه بالتقاوي والمبيدات الإسرائيلية. مطلوب محاكمة شعبية للداعية الإسرائيلي يوسف والي. • والي يروج سلعا غذائية .. مخاطرها اشد من الدمار الذي تخلفه القنبلة النووية: 6 ملايين مصري مصابون بالكبد؛ 17% معدل الزيادة في الإصابة بالسرطان؛ 40% معدل الزيادة في الفشل الكلوي؛ 50% من شباب مصر يعاني من الأنيميا؛ كل العالم ضدالسلع الأمريكية التي يروجها والي في مصر؛ أوربا تحظر الذرة الأمريكية ووالي يدخلها مصر. • والي يسمم الشعب، وجريدة الشعب هي التي تحاكم: جهاز المحاسبات يؤكد: وزارة الزراعة أدخلت البلاد لحوما فاسدة؛ زالي يروج للهندية الورلثية في مجلس الشورى، وفي نفس اليوم تعلن أمريكا فرض قيود شديدة عليها. • إصرار .. وتصميم على استخدام المصريين كفئرات تجارب للسلع المرفوضة عالميا: الأمريكيون يرفضون منتجات شركةمونسانتو للهندسة الوراثسة ووالي يتعاقد معها؛ المزارعون الأمريكيون رفضوا مبذورها العقيمة باعتبارها فكرة شيطانية احتكارية؛ المستهلكون الغاضبون يدمرون منشآت مونسانتو في أوربا وأمريكا. أتفهمون الآن لماذا انحطت صحة المصريين تحت الحكم التسلطي الفاسد صديق الدولة العنصرية الغاصبة، حتى لا نقول عميلها في مصر؟ وألا تتفقون معي أن مجدي حسن، وقبله عمه عادل حسين، كانا عىل حق؟ فماذا كان رد فعل نظام الحكم التسلطي الفاسد؟ تعرض مجدي حسين، وعمه عادل، وهو في سبعينيات العمر، للسجن وإساءة المعاملة بسبب هذه الحملة الوطنية الجسورة والفريدة. كما تعرض مجدي حسين بعد ذلك للمحاكمة العسكرية والسجن طويلا بلا جريمة إلا مجرد قيامه بزيارة لغزة بعد عدوان إسرائيلي غادر عليها كبادرة دعم للمقاومة الفلسطينية أحييه عليها. فما هو وضع مجدي الآن بعد الإفراج عن معظم قيادات تحالف دعم الشرعية والإبقاء عليه مسجونا مضطهدا؟ اترككم مع مقتطف من بيان حزب الاستقلال عن التنكيل برئيسه مجدي أحمد حسين "قضى حياته كلها مناضلاً من أجل استقلال الوطن ضد التبعية للحلف الصهيوني الأمريكي والذي حارب ضد فساد يوسف والي في تدمير الزراعة المصرية واستيراد البذور المسرطنة من الكيان الصهيوني، والذي وقف ضد فساد نظام مبارك ، والذي أيدت مواقفه الجماعة الصحفية في مصر في الدفاع عن قضاياها فانتخبته عضوا بمجلس نقابتها أميناً للجنة الحريات بها، فلم يكتفي النظام السابق والحالي بغلق جريدة الشعب التي كان رئيس تحريرها دون سند قانوني، فاعتقلوه ما يقرب على عامين دون توجيه اتهام حقيقي من المحكمة وعندما اضطروا إلى إخلاء سبيله بعد قضاء مدة الحبس الإحتياطي، فاوئ بأحكام غيابية في قضايا نشر ورأي وجهوها إليه أثناء وجوده رهن الاعتقال ورغم أنهم يعلمون مكانه، إلا أنهم تعمدوا عدم إبلاغه حتى يستطيعوا أن يستمروا في قتل العدالة باستمرار حبسه مخالفين بذلك القانون وعندما عارض في الحكم تعمدوا منعه من الوصول للمحكمة ليستمر نزيف العدالة والطغيان ضد الحقوق والحريات ."