فجر القرار الروسى الأخير بسحب القوات الرئيسية من الأراضى السورية التى كانت تدعم بشار الأسد، مفاجآت مدوية فى الوسط السياسى بالوطن العربى وخارجة، ورغم إعلان وكالات الأنباء السورية الأمر على أنه متفق عليه مع روسيا، إلا أن الصمت الذى يحيط بالدولة العربية التى تشهد توترات شديدة فى الفترة الأخيرة، يؤكد أن الأمر كان مفاجئ لنظام الأسد والموالين له. حيث نشرت وكالة الأناضول، خبرًا أكدت فيه عن مصادر مقربه من حزب الله اللبنانى الداعم لبشار الأسد، أنه انسحب منذ ثلاثة أيام من الأراضى السورية، فى سرية تامة لتفجر المفاجأة الثانية بوجه "بشار" ونظامه التى رجحت مصادر بإن الأمر كله متفق عليه وأن كل هذا انسحاب وهمى، لكن لم يتسنى لنا التأكد من ذلك. وقالت المصادر، أن حزب الله سحب مئات المقاتلين التابعين له من سوريا تنفيذًا لاتفاق أمريكى- روسى، يدعم الحل السياسى فى البلاد. وفى سياق متصل نشر موقع "جنوبية" الموالى لحزب الله فى لبنان، أن الحزب بدأ منذ عصر الأحد الماضى سحب عناصره من سوريا، وأمرهم بالعودة إلى منازلهم فى الضاحية الجنوبية بشكل مفاجئ، دون سابق إنذار، حسب الموقع. وقال رئيس تحرير موقع "جنوبية"، عرفنا من مصادر متقاطعة ومتعددة قريبة من حزب الله أن الحزب سحب المئات من مقاتليه في سوريا، وبدأوا العودة إلى منازلهم وقراهم في لبنان منذ نحو 3 أيام". وكشف أن هذا الانسحاب "يأتي تنفيذًا لاتفاق روسي - أميركي، يقضي بدعم العملية السياسية جديًا في سوريا، ومن ضمن ذلك انسحاب حزب الله وتثبيت الهدنة، وجاء تتويج ذلك بإعلان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مساء أمس بدء سحب أجزاء كبيرة من القوات الروسية في سوريا". ولفت رئيس تحرير "جنوبية" إلى أن "الحزب سيسحب جزءًا كبيرًا من مقاتليه في سوريا، لكن ليس جميعهم"، مرجحًا أن "لا يعلن الحزب عن ذلك بشكل رسمي". وشدد الأمين على أن "الانسحاب سيكون من مناطق مثل حلب، لكن الحزب لن ينسحب من دمشق والمناطق المحاذية للحدود اللبنانية مثل القلمون والزبداني".