أكثر من 7 ملايين وظيفة عُرضة للاختفاء في أكبر الاقتصادات العالمية خلال ال 5 سنوات المقبلة في الوقت الذي يسهم فيه التقدم التكنولوجي المتحقق في مجالات مثل الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد " ثري دي" في إحداث تحول في عالم الأعمال. هذا ما حذر منه تقرير حديث صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد اجتماعه السنوي في المنتجع السويسري "دافوس" هذا الأسبوع، والذي خلص عبر البحث فيما يُسمى ب " الثورة الصناعية الرابعة" إلى أن السيدات هن أكبر الخاسرات في سوق العمل، بالنظر إلى أنهن لن يعملن على الأرجح في المجالات التي ستسهم فيها التكنولوجيا المتطورة في خلق وظائف. وذكر التقرير الذي نشرت نتائج صحيفة " جارديان" البريطانية على موقعها الإليكتروني أن أكثر الوظائف المختفية ستكون في الأعمال المكتبية والإدارية، بالرغم من أن المسح الذي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي يتوقع أن يتم تعويض تلك الوظائف عبر إيجاد أدوار وظيفية في مجالات مثل الحوسبة والرياضيات والعمارة والهندسة. وتوقع التقرير أن يحصد قطاع الرعاية الصحية نصيب الأسد من الوظائف المفقودة في ال 5 سنوات المقبلة، يليه قطاعي الطاقة والخدمات المالية بعدد متساو من الوظائف المختفية. وتوقع التقرير أيضا أن توفر الصناعة معظم الوظائف في قطاع المعلومات والاتصالات، يليه قطاعات الخدمات المهنية والإعلام والترفيه والمهن المعلوماتية. وأظهر التقرير أنه ونظرا لأن فرص توظيف السيدات في المجالات التي ستشهد توفير فرص عمل، أقل احتمالا، سيصبحن هن الخاسر الأكبر في هذا الأمر. وذكر التقرير:" الأعباء الناتجمة عن فقدان الوظائف ستقع فيما يبدو على السيدات (48%) والرجال (52%). ومع ذلك، وبالنظر إلى أن الرجال يمثلون نسبة من سوق التوظيف بوجه عام أكبر من النساء، تتُرجم تلك الزيادة حتى إلى توسيع الفجوة بين الجنسين، مع فقدان النساء خمس وظائف مقابل كل وظيفة يتم توفيرها، مقارنة بثلاث وظائف أمام كل وظيفة يتم توفيرها بالنسبة للرجال."
وأضاف:" بالنظر إلى مشاركة السيدات الضعيفة في مهن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات- واحدة من المجالات التي تنمو بسرعة في خلق الوظائف- تكسب المرأة وظيفة واحدةجديدة فقط في تلك المهن مقابل كل 20 وظيفة تفقدها في المجالات الأخرى، في حين يكسب الرجال وظيفة واحدة جديدة مقابل كل أربع وظائف مفقودة في المجالات الأخرى." وبالرغم من أنه يُتوقع أن تحرز السيدات تقدما في شغل الوظائف الرفيعة، حيث يتوقع التقرير زيادة نسبتها 9% في تقلد السيدات للمواقع الوظيفية المتوسطة بحلول العام 2020، وزيادة تصل إلى 12% في عدد الوظائف القيادية التي تشغلها السيدات. وتزعم الدراسة أنه "مع اندلاع الثورة الصناعية الرابعة في العديد من القطاعات والمجموعات الوظيفية، فإنها ستؤثر على العاملين من الجنسين". وتتوقع منظمة العمل الدولية حدوث زيادة في حجم البطالة على المستوى العالمي تبلغ 11 مليوناً بحلول عام 2020. وحذر قادة الأعمال من العواقب الوخيمة للتكنولوجيا على سوق التوظيف، من بينهم أنطوني جينكينز الرئيس التنفيذي السابق ل " باركليز" الذي قال العام الماضي إن صناعة الصيرفة العالمية ستصل إلى " مفترق طرق،" عندما ينخفض عدد الأشخاص المعينين في قطاع الخدمات المالية بمعدل النصف خلال ال 10 سنوات المقبلة. وأشارت الدراسة إلى أنه و"لتجنُّب أسوأ سيناريو، أي التغير التقني بالإضافة إلى النقص في المواهب، معدل البطالة المرتفع وعدم المساواة المتفشية، ستكون إعادة تأهيل ورفع تأهيل العمال أمراً شديد الأهمية". ومن المتوقع أن تندرج ثلثا الخسائر المتوقعة ضمن القطاعات المكتبية والإدارية، حيث تتولى الأجهزة الذكية القيام بالمزيد من المهام الروتينية، بحسب النتائج الحديثة. المنتدى الاقتصادي العالمي كان قد أدرج "الثورة الصناعية الرابعة" التي تتناول صناعة الإنسان الآلي وتكنولوجيا النانو والطباعة ثلاثية الأبعاد والتكنولوجيا الحيوية، ضمن أجندته هذا العام. واختتمت الدراسة بقولها أنه سيتم إحلال الوظائف في كافة القطاعات، رغم اختلاف التأثير إلى حد كبير، حيث تكون أكبر الخسائر في قطاع الرعاية الصحية، بما يعكس التقدم الطبي الهائل، ويليه قطاع الطاقة ثم الخدمات المالية. ومع ذلك، سوف يتزايد حجم الطلب في ذات الوقت على العمالة الماهرة، بما في ذلك محللي البيانات ومندوبي المبيعات المتخصصين.