لقرار المفاجيء الذي اتخذته حكومة الانقلاب، أمس الأربعاء، بحجب برنامج كان يتيح لأكثر من ثلاثة ملايين مصري الوصول المجاني إلى خدمات الإنترنت، يأتي في إطار الجهود التي تقوم بها لإحباط الاحتجاجات المحتملة التي ينادي بها البعض بالتزامن مع الذكرى ال 5 لثورة ال 25 من يناير 2011. هكذا علقت صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية على قيام مصر بغلق تطبيق " فري بيسيكس" free basics على موقع " فيسبوك" للتواصل الاجتماعي والتي يتيح الوصول المجاني للنسخ النصية فقط على الموقع فضلان عن خدمات أخرى، بحسب بيان صادر عن الشركة المالكة ل " فيسبوك" التي تقدم هذا البرنامج بالتعاون مع " اتصالات "، إحدى شركات خدمات الاتصالات فى مصر . ونقلت الصحيفة في تقريرها المنشور اليوم الخميس تصريحات أدلى بها مسئول في قطاع الاتصالات المصري لوكالة " رويترز" والتي قال فيها إن شركة " إتصالات" قد مُنحت رخصة شهرين ل" فري بيسيكس" الذي إنتهى العمل به أمس الأربعاء. وذكر التقرير أن قرار تعليق تطبيق فيسبوك يجيء في الوقت الذي تكثف فيه حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي جهودها الرامية لإفشال أية إحتجاجات محتملة في ذكرى ال 25 من يناير المقبلة التي أطاحت بالديكتاتور حسني مبارك ونظامه من الحكم قبل 5 سنوات. وأشار التقرير إلى الدور المهم الذي لعبته وسائل الإعلام الاجتماعي في ثورة يناير، ومن بينها بالطبع " فيسبوك"، الذي استخدمه الشباب حينها كمنصة لحشد المتظاهرين ضد مبارك. وحظرت الحكومة المصرية القيام بأية تظاهرات قبل أكثر من عامين. وفي الأيام الأخيرة، ألقت السلطات القبض على عديد من المعارضين الشباب المناوئين للحكومة والمحسوبين على ثورة يناير، كما قامت بحملة مداهمات استهدفت المنظمات الثقافية التي كانت تمثل أماكن تجمع للناشطين الشباب. وقال بيان فيسبوك إن الشركة " تشعر بالإحباط من أن ( فري بيزيكس) لم يعد متاحا في مصر." التطبيق الذي بدأ عمله في مصر في أكتوبر الماضي كان جزء من خطة طموحة ل فيسبوك تهدف لإتاحة الوصول إلى خدمة الإنترنت لمليارات الأشخاص في البلدان النامية. وأضاف البيان أن أكثر من مليون من بين ما يزيد عن ثلاثة ملايين مواطن في مصر من الذين سجلوا للدخول على التطبيق، لم يكونوا متصلين بالإنترنت في السابق. فري بيزيكس أثار موجة انتقادات، من بينها تقديم خدمة محدود لشركاء مختارين بدلا من الوصول غير المقيد للشبكة العنكبوتية، وأيضا خرق حيادية الإنترنت، التي تطالب بمعاملة خدمات الإنترنت على قدم المساواة من جانب شركات الاتصالات. وسارع مارك زوكيربيرج الرئيس التنفيذي ل " فيسبوك" إلى إطلاق حملة عدائية للدفاع عن "فري بيزيكس"، من بينها شراء إعلانات في صفحات كاملة بالجرائد وكتابة مقالة في صحيفة " تايمز أوف إنديا" الهندية تحت عنوان " من يستطيع الوقوف ضد هذا؟" البرنامج الذي يعمل في أكثر من 20 بلدا يتيح لمستخدمي الهواتف النقالة الوصول إلى مجموعة محددة من خدمات الإنترنت، من بينها الشبكات الاجتماعية ل " فيسبوك" وخدمات الرسائل النصية والأخبار وكذا المعلومات المتعلقة بالصحة والوظائف. جدير بالذكر أن السلطات التنظيمة في الهند كانت قد قررت الأسبوع الماضي تعليق برنامج "فري بيزيكس" بعدما رفضت " ريليانس كوميونيكيشنز"، شريك " فيسبوك" في الهند تقديم معلومات حول الخدمة قبل التوسع المخطط له.