أثار قرارات "مكتب الإخوان المسلمين في لندن" بإعفاء "محمد منتصر" المتحدث الرسمي للجماعة من منصبه ، وإيقافة لمدة أربعة شهور ، وتعيين د طلعت فهمي مواليد 1960 بدليًا له , وإعفاء محمد كمال عضو مكتب الإرشاد من منصبه وتجميد عضويته، إضافة إلى فصل مسؤولي وأعضاء ما يعرف داخل الإخوان ب"لجان الطلاب والإعلامية والحراك الثوري" لخروجهم عن قيادة الجماعة وعدم التزامهم بتعليمات القيادة العليا ، حالة من الجدل الواسع بين المراقبين للوضع السياسي المصري ، لكون الجماعة مكون رئيسي من السياسة المصرية ، حيث تبع تلك القرارات غضب شديد من شباب الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "تويتر" وأبرزهم "عمرو فراج" و "أنس حسن" ، حيث ارتفع سقف الاتهامات إلى مكتب محمود عزت الذي أصدر القرار ب"الخيانة والعمالة لجهات أمنية في لندن" . فمؤخرًا لاحت فى أفق أروقة الجماعة صراع شديد بين "الشباب" والعجائز ، أو بالاخص بين منتهجي درب "السلمية الخالصة" و منهج "الثورة" ، حيث ظهرت تقارير صحفية من مصادر داخل الجماعة تفيد بإقالة جميع أعضاء المكتب القديم وأبرزهم كان (محمود حسين ومحمود عزت) من المناصب الإدارية ، حيث أثبت ذلك "د.محمود حسين" القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في لقاءه مع قناة "الجزيرة مباشر". حيث قال "يُسأل محمد منتصر لتصريحاته التي قال فيها إنني لست أمينا عاما" ، وتزامن تلك التصريحات مع قرارات إقالة منتصر وعدد من قيادات الداخل التي هي بالفعل التي تدير الحراك . وهذا جزء من مقال منشور على موقع "إخوان أون لاين" يلخص الأزمة من وجهة نظر الشباب . "ربما على الجميع الآن ربط أحزمة الإقلاع في طائرة جماعة الإخوان، وعلى آخرين أن يأخذوا ساتراً خشية أن تصيبهم شظايا الانفجار الذي قارب على الحدوث، فنائب المرشد محمود عزت قرر أن يقود المعركة بنفسه، وأن ينهي كل شيء لصالحه، أو بحسب تعبيره إعادة الجماعة إلى نهجها القويم "من وجهة نظره، وجهة نظره هو وفقط". في مقالتي السابقة: "حقيقة ما يجري داخل الإخوان في أكتوبر ونوفمبر" أوضحت ما يجري داخل الجماعة، ومحاولات القائم بأعمال المرشد العام محمود عزت تحويل دفة الجماعة كلها لصالحه، وأن تدار الجماعة طبقاً لتوجهاته، وأن يكون توقيعه هو الاعتماد الوحيد لأي قرار يخص الجماعة، وأن تكون الإدارة العليا المنتخبة مؤخراً عن القطاعات الإخوانية السبعة واللجان الرئيسة منفذة لهذه التوجهات دون معارضة. لم يكن الأمر سهلاً على عزت، ولم يزل الوضع كما هو عليه، فقرارات القائم بالأعمال، بتحويل كثير من مسوؤلين العمل الثوري داخل الجماعة للتحقيق لم تنفذ بسبب رفض القطاعات والمكاتب الإدارية الإخوانية، وكذلك قرار عزت بإلغاء قطاعات هامة في العمل الثوري الموجه ضد الانقلاب، لم يتم الالتزام بها، لكونها قرارات فردية له لم يستشر فيها مجلس الشورى أو الإدارة العليا للجماعة. على مدار الشهور الأربعة الماضية تلاحظ أن أي محاولات للتقريب بين وجهات النظر بين المختلفين تنتهي بحملة اعتقالات مريبة تذهب بالمجموعة التي تميل لطرف المجموعة التي تدير منظومة العمل الثوري داخل الجماعة، ومن هؤلاء د. محمد طه وهدان، وآخرين لايجوز ذكر أسمائهم حرصاً على سلامتهم. لم يكتف الأمر بالتغييب المريب لبعض قيادات الجماعة، بل إن الأمر الذي يستدعي التفكر، هو بروز هذه الأزمات الحادة قبيل الفعاليات الضخمة التي تقررها الجماعة، إذ حدث ذلك في ذكرى تنصيب قائد الانقلاب العسكري، وذكرى الانقلاب، ورابعة، والأمر يتكرر الآن في ذكرى ثورة يناير. محمود عزت يقود معركة حاليّة ستؤدي بأي حال ليس فقط إلى إفشال حراك ذكرى يناير، بل لتدمير الجماعة، وبدلاً من أن يقوم عزت بإصدار توجيهات تساعد على إنجاح موجة يناير أصدر رسالتين جديدتين موقعة باسمه وصفته، الأولى لجموع الصف، والثانية موجهة لأعضاء مجلس الشورى والمكاتب الإدارية واستثنى منها أعضاء الإدارة العليا للجماعة." بينما أكد "عمرو فراج" أحد أبرز شباب جماعة الإخوان المسلمين في تدوينة له على حسابه الشخصي على فيس بوك ، أنه طالب التحقيق مع "محمود حسين" منذ سنة ونص ولم ينظر في طلبه ، قائلًا " طيب انا طلبت من سنتين و نص عمل تحقيق مع الحاج محمود حسين لموضوع خاص بيننا و لغاية اليوم الاخوة بتماطل و تسوف و تنخع في الطلب ... للأسف بقت ماشية ناس و ناس". فيما علق "أنس حسن" أحد شباب الإخوان قائلًا ،"لم ينتصر عجائز الإخوان طول تاريخهم إلا على شبابهم ..". بينما علت سقف الاتهامات إلى الخيانة ، وقال أحد النشطاء على مواقع التواصل "فيس بوك"قائلًا ، مكتب لندن و #رابطة_المصريين_في_الخارج (الكيان اللي ملوش اي ثلاثين لزمه) هوا وراءًكل تلك المصائب ، ليه ؟ لان #ابراهيم_منير و #محمود_الابياري عملوا للسيطره على معظم مناصب ،الجماعه خلال العامين الماضيين فتجد ابراهيم منير هو امين عام التنظيم الدولي (بالتعيين) رئيس رابطة المصريين بالخارج (بالانتختعيين) عضو مكتب ارشاد (بالتعيين) نائب المرشد العام ( على حد قوله) بالتعيين و غيره و نفس الشيء لمحمود الابياري فهو زراعه اليمين و عضو مكتب ارشاد بالتعيين و مساعده في الرابطه و مسؤل الملف الحقوقي و الاعلامي و يشتركوا مع محمود حسين في المالي ( مع حفظ الالقاب)". وفي بيانات رسمية ، رفضت مكاتب إدارية في محافظات مصرية، منها الإسكندرية، والقاهرة، هذا القرار، وأصرت على تثبيت منتصر، في مهمته، وكان لافتاً، إن قرار إقالته، وتعيين فهمي، لم ينشر حتى اللحظة، بالموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، على شبكة الانترنت. وخرجت علينا الصفحة الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين على فيس بوك ، ببيان من اللجنة الإدارية العليا للجماعة ، تعارض قرارات مكتب لندن . ونص البيان :- اللجنة الادارية العليا للجماعة: منتصر متحدثا اعلاميا .. وادارة الجماعة من الداخل تؤكد اللجنة الادارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين، انها لم تصدر اي قرارات بشأن المتحدث الإعلامي للجماعة، وأن محمد منتصر هو المتحدث الاعلامي. كما تؤكد أن كافة القرارات الادارية التي تخص إدارة الجماعة تصدر من اللجنة العليا في الداخل، ولا يجوز لاي مؤسسة في الجماعة او شخصيات اعتبارية التحدث باسم اللجنة او اصدار قرارات هي من صلاحيات لجنة الإدارة. وتشدد اللجنة على الإخوان كافة، والصف الثوري بأكمله بالانشغال بالتحضير لموجة يناير، احدى اهم المحطات الثورية في ملحمة ثوررة الشعب المصري ضد الانقلاب العسكري الغاشم. اللجنة الإدارية العليا لجماعة الاخوان المسلمين - القاهرة. وزاد الشاب أنس حسن في تدوينة قائلًا ،"إخوان لندن .. حيث تحتوي المخابرات البريطانية .. كل فروخها.. وحتى خصومها لتدجنهم وتدرسهم.. هو من أخرج لنا الهلباوي.. وهو من يتربع على عرشه ابراهيم منير وفي بدلته ربما تجد ميكروفونا للمخابرات البريطانية .. ليس شرطا العمالة .. وانما تكفيهم إدارة الانفعالات وتشكيل ردود الافعال لم يظهر كل هذا التحرك من قبل قيادات لندن إلا بعد أن بدأ التحقيق من قبل المخابرات البريطانية في ملف تسمية جماعة الإخوان جماعة ارهابيه.. بدفع من الإمارات .. وعلى الفور تحرك مكتب لندن للسيطرة على الأوضاع المتفجرة في مصر العمل النوعي والمواجهة العنيفة مع النظام كانت الهدف الذي يجب تجميده بدءا من حصار مصادر تمويله .. وانتهاءا بعزل وفصل وتجميد الهيئات والشخوص المعبرة عنه .. إنها عملية إعادة تموضع ليس فقط لرد الاعتبار أمام جيل العجزة وإنما للالتزام بأطر النظام العالمي وحدوده التي لا تقبل التجاوز عنها .. والا فالتصنيف كجماعة ارهابية سيكون مصيره سجن المتنعمين في لندن .. بعد أن أنستهم مقاعد الانجليز الرفيهة.. خشونة سجون الخمسينات والستينات". مع كل تلك المعطيات التي تخرج علينا منذ شهور ، التي تثبت وجود حرب "هرمجدون" (حرب نهاية العالم) داخل أروقة جماعة الإخوان المسلمين ، فالأكيد أن تلك الصراعات ستؤثر عليا الحراك الثوري وبالاخص على الحراك فى ذكرى يناير التي باتت على الأبواب ، ولكن الأفضل من الأكيد أن تلك الصراعات ستؤدي إلى تصفية الصفوف من "النكاسات والمنتكسين" ، أو ممكن أن تؤدي إلى نهاية الجماعة وإنشقاق داخلي . ويبقى السؤال "ثورة الداخل أم انقلاب الخارج" .