"مهند إيهاب" شاب مصري يبلغ من العمر 18 عاما، اعتقل للمرة الأولى بعد مذبحة فض ميدان رابعة العدوية عام 2013 وخرج بعد عدة أيام بسبب حداثة سنه. وفي 2014 قبض عليه للمرة الثانية، واتهمته النيابة بقتل15 جنديا وخطف مدرعتين، وبقي في "الأحداث" لمدة 3 أشهر خرج بعدها على ذمة القضية، ليعتقل للمرة الثالثة في يناير الماضي في سجن برج العرب بالإسكندرية، وهناك أصيب بمرض سرطان الدم. أدى تعنت إدارة سجن برج العرب في علاج مهند إلى تدهور حالته بشكل كبير، قبل الإفراج عنه في أغسطس الماضي، ليسافر بعدها إلى نيويورك لتلقي العلاج الكيماوي، لكن الأطباء أخبروه أن الحالة متأخرة، وأن جلسات العلاج لن تؤدي إلى نتيجة. مهند أعلن على حسابه على فيسبوك عن وجود فرصة أخيرة أخبره بها الأطباء، لكنهم يتوقعون عدم نجاحها أيضا، "غير كده هقعد في بيتنا" يقولها مهند على حسابه راسما وجها يضحك متقبلا الأمر بهدوء. لم يختلف رد فعل مهند كثيرا عند معرفته بحقيقة مرضه في البداية، فلم تختف روح الدعابة التي يتميز بها، فكتب في منتصف أغسطس "فعلاً سخيف جدا موضوع إن أهلك و الدكاترة يخبوا عليك مرضك عشان أنت متزعلش و الجو ده، يعني مثلا قعدوا يقولوا لي أني عندي تلوث بعد كده أتصدم بالواقع وأكتشف إن عندي سرطان دم" مع نفس الوجه الضاحك. حساب "مهند" كان قد تحول إلى ما يشبه اليوميات التي يمر بها أثناء معاناته مع المرض وكيف يواجهه وما هي مشاعره، من ذلك قيامه بنشر صورته وهو يلعب "الدومينو" مع عدد من المرضى في المستشفى الذي يتابع حالته فيه، معلقا بسخرية "دوري المستشفيات في الدومينو.. اللعب على محاليل".