لم تلقى المحليات ولا المسئولين بالا للقتلى الذين وقعوا نتيجة إهمالهم، من الغرق تارة ومن الصعق بالكهرباء تارة آخرى، ولم تتعظ الأجهزة، مما شهدته محافظاتالإسكندرية والبحيرة ودمياط الأيام الماضية، بعد أن ضربتهم موجة من السيول الشديد والطقس القاسى، أكلت الأخضر واليابس بها، وكشفت عورات المحليات الهشة بها، فعلى الرغم من إصدار محافظ القاهرة عدة قرارات خاصة بشن حملات لتنظيف بلاعات الصرف ومخرات السيول بالأحياء المختلفة إلا أن الوضع لم يتغير كثيراً بعد إصدار تلك القرارات لتفادى مصير محافظات الوجه البحرى. ففى الوقت الذى شدد فيه وزير التنمية المحلية بحكومة الانقلاب، باتخاذ كافة الإجراءات لاستقبال موسم الأمطار، إلا أن أكثر أحياء القاهرة حيوية وأكثرها قرباً من الوزارات والمديرية الأمن والأماكن الأثرية عرضة إلى مصير شديد القسوة بعد أن تعاملت الأجهزة التنفيذية مع تلك القرارات بشىء من الاستهتار. فى عدد من شوارع شارع المعز لدين الله الفاطمى والغورية والأزهر باعتبارها أكثر الأماكن التى تضم آثارا فاطمية وتعتبر من أهم المزارات السياحية فى قاهرة المعز، ولكن الأمر ينبئ بخطورة شديدة مع اقتراب موسم السيول بحلول فصل الشتاء، فقد امتلأت بالوعات الصرف بأكياس الحلوى والأتربة التى أدت إلى انسدادها بالكامل دون أن يقترب منها أحد لإزالة تلك التراكمات. كما أن بعضا من هذه المصارف المتواجدة على جانبى الشوارع العمومية الأثرية بقلب العاصمة يضع عليها الباعة الجائلون بضائعهم، فلا تظهر تلك البالوعات الصغيرة لعمال النظافة ولا لعمال شركة المقاولون العرب المسئولة عن تسليكها وتمهيدها لاستقبال الأمطار. لم يتوقف الأمر عند ذلك، فبمرورك من شوارع وسط القاهرة التابعة لحيى عابدين وغرب القاهرة، تجد أن الأكثرية من أعمدة الإنارة الموجودة بتلك الشوارع أسلاكها مكشوفة، لا يمكن لأحد المرور بجانب أى عمود منها حتى لا يصاب بصاعقة كهربائية شديدة تودى بحياته، كما أنه بحلول موسم الأمطار ستصبح تلك الأعمدة مصدر خطورة يهدد كل من يسيرون بالشارع بالموت.