"عارفة يا ماما وأنتى ماشية من الزيارة وسيبانى ببقى حاسة زى وقت اعتقالى من البيت أن الأيام دي، تعبانة خالص حتى النوم بقيت بنام بصعوبة، وبصحى بصعوبة أكبر باب الزنزانة ده هيموتنى، بفضل قاعدة أدامه طول الليل وأعيط، لحد ما أنام".. بهذه الكلمات عبرت المعتقلة إسراء خالد سعيد عن معاناتها داخل السجن لتشكى لوالدتها ما تتعرض له في ظلمة السجون ووحشية السجان. وأضافت إسراء في رسالتها لوالدتها: "مكانى هنا عامل زى قصة الصخرة اللى قفلت باب المغارة على التلات رجال وفضلوا يدعوا ربهم بصالح أعمالهم أنا بفضل أعمل كده و لله في شؤون عباده حكم، بلد بتبرأ من أي حد بيحاول ينضفها براءة الذئب من دم ابن يعقوب مختتمة بقولها حسبنا الله مولانا.. وكفى بمولانا وكيل". إسراء خالد طالبة بكلية الهندسة، اعتقلت يوم 20 يناير 2015، من منزلها فجرًا، ببنى سويف وعانت من التضييق المستمر ومن الاستيلاء على متعلقاتها الشخصية، مما دفعها للإضراب عن الطعام لمدة طويلة، وتنقلت بين أكثر من سجن حتى مكان احتجازها الآن في سجن المنيا العمومي. تدهورت الحالة الصحية لإسراء، بعد وفاة والدها خالد سعيد في شهر مارس 2013 في السجن المركزى ببنى سويف، إثر تدهور حالته الصحية ورفض إدارة السجن نقله للمستشفى لتلاقى العلاج. وانهارت إسراء من البكاء أثناء إحدى جلسات محاكمتها، حينما فاجأها أحد الضباط قائلا: "أبوكي المعتقل خالد سعيد مات في السجن وأنتي كمان هتموتي في السجن قومي علشان تاخدي العزا"، لم تتحمل إسراء هذه الكلمات وأغمى عليها في وقتها لتقع طريحة على الأرض. بعدها أصيبت بانهيار عصبى أكثر من مرة ولم يشفع لها مرضها ووفاة والدها والإهمال الطبى لدى القاضى في الإفراج عنها، حيث مازالت معتقلة حتى الآن. ودشن نشطاء ببني سويف حملة للضغط على السلطة الحالية لإخلاء سبيل الطالبة بكلية الهندسة إسراء خالد على ذمة 7 قضايا ملفقة. وأطلق النشطاء هاشتاج للتعريف بالمعتقلة تحت العنوان "#إسراء_حبسك_عار"، مؤكدين تواصلهم مع منظمات دولية وحقوقية للضغط على السلطة لإخلاء سبيلها.