رفض الأمين العام لحزب الله اللبناني الكشف عن تفاصيل التصعيد الجديد في تحرك المعارضة الذي يهدف إلى الإطاحة بحكومة فؤاد السنيورة. وقال حسن نصر الله – بحسب الجزيرة - إن بيانا عن قوى المعارضة المجتمعة حاليا "سيصدر السبت أو الأحد, وسيكون شبيها بالذي دعا لتظاهرة الأول من ديسمبر الماضي, وسيشرح شكل التحرك الجديد". وأضاف:"سأترك للبيان حق الإعلان عن التحرك, وأعتقد أنه سيكون فعالا ومهما, وأدعو جميع اللبنانيين للمشاركة فيه". وكانت مصادر سياسية في العاصمة اللبنانية ذكرت أن المعارضة ستدعو إلى إضراب عام الأسبوع المقبل، وذلك في تصعيد لحملتها الهادفة لإسقاط حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة. ويأتي الإضراب قبل يومين من انعقاد مؤتمر باريس/3 الدولي لمساعدة لبنان، والذي يأمل السنيورة أن يجلب مليارات الدولارات لمساعدة الاقتصاد المنهار خاصة بعد العدوان الصهيوني عل لبنان . وأعلن نصر الله أنه شعر بالسعادة لاستقالته وتوقع أن يلحق به وزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس الوزراء إيهود أولمرت. وأضاف الأمين العام لحزب الله أن "هذه أول استقالة لرئيس أركان صهيوني بعد حرب فشلت فيها تل أبيب بتحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة. وقال نصر الله إن الهدف من الحرب الصهيونية على لبنان لم يكن استعادة الجنديين الأسيرين ولا القضاء على حزب الله فقط, بل إرساء لبنة جديدة في مخطط بناء ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد, والدليل أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قالت "هذا مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد, وهو دويلات مقسمة طائفيا على أساس عرقي ومذهبي. كما حذر العرب والمسلمين من تصور أن الشرق الأوسط الجديد سيمنحهم دولة, قائلا إن الدولة ستتحقق لكن الجزء المكوّن للمشروع هو الصراع الداخلي بين الدويلات التي ستكون متحاربة ومتنازعة فيما بينها. وهذه الصراعات ستخدم ديمومة الوجود الإسرائيلي بالمنطقة وستحميها. وأوضح نصر الله أنه "لو هزم حزب الله وحلفاؤه لحدث تغيير ديمغرافي في لبنان مثل عدم السماح بعودة مهجري الجنوب والبقاع الغربي, وتقسيم لبنان إلى دويلات, ولو هزم لبنان لفتحت حرب على سوريا ولقسمت إلى جانب العراق الذي يتحضر للتقسيم". وعن الأزمة الراهنة مع الحكومة، قال أمين حزب الله "نحن متمسكون باتفاق الطائف طالما يتمسك به اللبنانيون.. نحن لا نعترض على رئيس مجلس الوزراء باعتباره سُنيا ولكن بسبب أدائه السياسي, لم نطلب إقالة السنيورة ولكننا نطالب بحكومة وحدة وطنية لئلا يستأثر طرف واحد بالقرار السياسي". وعن المحكمة الدولية أفاد نصر الله بالقول "نريد محكمة لمحاكمة القتلة لا لتصفية الحسابات, لا يمكن أن نوقع على بياض على مسودة محكمة وقّع عليها خارج لبنان, لأنها رتبت بشكل لا يخدم الحقيقة أو يحاسب القتلة". وعن الاعصام المفتوح، ذكر أنه منذ اليوم الأول لم تعد المعارضة بأنها ستنجز مهمتها "لكن أداءنا كان فاعلا والدليل أنه بعد أول تظاهرة حدث ارتباك أو شبه انهيار في صفوف الفريق الحكومي وأبدى العديد من أعضاء الفريق الحكومي استعدادا للتسوية, فجاء التدخل الخارجي لدعمها". وأضاف الأمين العام لحزب الله "لم تشهد عاصمة عربية منذ انهيار الدولة العثمانية هذا العدد من الوفود غير اللبنانية لدعم حكومة هذه العاصمة كما شهدته بيروت خلال خمسين يوما.. لو كانت الحكومة تمتلك أرضية صلبة لماذا هذا الدعم". وعن التصعيد قال وضعنا خطوطا حمراء يجب أن ينظر لها باحترام, لأننا أقوى مما يرون ولدينا ضوابط أهمها عدم دفع البلد لحرب أهلية, نحن أكثر من نصف الشعب وعامل الوقت لا يعني أننا فشلنا في إسقاط الحكومة, نحن سننجح في التحركات المقبلة, ونحن متماسكون وفعّالون وسيجد العالم أن الحكومة اللادستورية لا تستطيع أن تحكم في لبنان, المكابرة لا تجدي نفعا, وأنا واثق أن المعارضة ستحقق هدفها في النهاية وستصل له.