فيما يُعدُّ إقرارًا صهيونيًّا بعدم القدرة على مواجهة حزب الله بريًّا قرَّر الصهاينةُ أمس الإثنين 31 أغسطس استدعاء المزيد من قوات الاحتياط للتوسع في العمليات البرية، وبينما تفاعلت الجهود الدبلوماسية في بيروت وردت أنباءٌ عن وجود اتجاه لدى الكيان الصهيوني لتبادل الأسرى مع حزب الله. فقد أعلنت الإذاعة الصهيونية أن مجلس الوزراء وافق أمس على توسيع العمليات البرية بالجنوب اللبناني؛ حيث سيتم استدعاء 3 فرق احتياط؛ ما يعني استدعاء ما لا يقل عن 15 ألفًا من الجنود الصهاينة؛ وذلك بغرض إبعاد عناصر حزب الله حتى نهر الليطاني، والقضاء على نسبة كبيرة من قدراته العسكرية. وحاليًا يقوم الصهاينة بمحاولات توغل برية في مناطق مختلفة من الجنوب اللبناني، إلا أن عناصر حزب الله تتصدَّى لهم، وذلك على الرغم من وجود 3 فرق احتياط تنتشر على الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني، وقد أدَّت المواجهات إلى تدمير 5 دبابات وعربة هامفي صهيونية، إلى جانب تدمير حزب الله بارجةً صهيونيةً، بينما أعلن الحزب أن 3 من عناصره قد استُشهدوا، إلا أن الصهاينة قالوا أيضًا إن مسئول الدعم اللوجيستي في الحزب جهاد عطية قد سقط خلال المواجهات، لكنَّ حزب الله لم يؤكد النبأ. إلى ذلك واصلت الطائرات الصهيونية غاراتِها على الأراضي اللبنانية، على الرغم من قرار الصهاينة تعليق غاراتهم لمدة 8 ساعات تنتهي منتصف ليل اليوم، واستهدفت الغاراتُ الصهيونيةُ اليوم الثلاثاء وادي ينطا الذي يطل على الحدود اللبنانية السورية. وفي إطار متصل نشرت جريدة (هاآرتس) الصهيونية في عددها الصادر اليوم تقريرًا أشار إلى وجود نية لدى الصهاينة لتبادل الأسرى مع حزب الله من خلال تبادل الجنديَّين الصهيونيَّين الأسيرَيْن لدى الحزب، وهما إلداد ريجيف وإيهود جولدواسر باثنين من الأسرى اللبنانيين المتواجدين لدى الكيان الصهيوني، لكنْ دون أن يكون من بينهما عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار الذي أُسِرَ في العام 1979م بعد تنفيذه عمليةً داخل الكيان الصهيوني. على المستوى السياسي أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في كلمةٍ له بفلوريدا أن الأمريكيين سوف يتحركون في الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار خلال الأسبوع، لكنه رفض وقفًا فوريًّا. بينما انتقد وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مساندة بعض الدول العربية للعدوان الصهيوني على لبنان، ووصف في تصريحات لإخبارية (الجزيرة) الفضائية أمس التخاذل العربي بأنه "غير غريب" لكنه أكد أن هذا الدعم هو الغريب، وأشار إلى أن قطر حليفٌ للولايات المتحدة ولها روابط على مستوى منخفض مع الكيان الصهيوني، وأكد وزير الخارجية القطري أن الحل في الشرق الأوسط يأتي بالتفاوض المباشر بين الدول العربية والكيان الصهيوني، كما دعت السعودية إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان، محذِّرةً من تداعيات العدوان الصهيوني.