أبعاد خطيرة للقرارات الاستيطانية في غور الاردن على تطلعات الشعب الفلسطيني أيا كانت المشاريع الاسرائيلية المطروحة، فهي لا تعدو كونها خططا متفق عليها بين واشنطن وتل ابيب لتمرير تسوية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، يتمثل باقامة دولة فلسطينية مؤقتة ضمن حدود شارفت اسرائيل على رسمها وتحديدها. وما تريده اسرائيل هذه الايام وبدعم امريكي هو تمرير مشروع الحل المتمثل بالدولة المؤقتة وبالتنسيق مع الجانب الفلسطيني، الذي يتعرض لضغوط شديدة لدفعه الى القبول بهذا الحل ببنوده التي صاغها اريئيل شارون ويقوم ايهود اولمرت بتنفيذها على ارض الواقع. وتأتي قرارات اسرائيل الاخيرة باقامة المستوطنات في منطقة غور الاردن لتعزيز المشروع الاسرائيلي، ووضع الترتيبات النهائية من كل الجوانب لمشروع الدولة المؤقتة، واغلاق اي ممر حر لدولة حقيقية باتجاه العالم الخارجي، وما تسعى اليه اسرائيل من وراء قرار اقامة المستوطنات في غور الاردن هو تكثيف الوجود البشري اليهودي في منطقة الاغوار، وطرح برامج الاستثمار لجلب المستوطنين اليها، واضفاء الطابع المدني لمعسكرات الجيش الذي بدأ اعادة توزيعه وانتشاره في الغور. وغور الاردن الذي يحتضن خزانات المياه، والمتمتع بمناخ داعم للسياحة والزراعة، وصاحب الموقع الاستراتيجي في المنطقة الشرقية شكل احد أهم مطامع اسرائيل منذ سنوات طويلة، وبالتالي، فان الموقف الاسرائيلي، من هذه المنطقة وما تقوم به تل ابيب هذه الايام من تعزيز للاستيطان يؤشر الى خطورة الحلول الامريكية الاسرائيلية على القضية الفلسطينية، وتطلعات الشعب الفلسطيني لاقامة دولته المستقلة استنادا الى قرارات الشرعية الدولية . ورغم انتقاد بعض الاصوات في المجتمع الدولي للخطوات الاستيطانية في غور الاردن، الا ان هذا الانتقاد لا يصل الى درجة التأثير الجدي الكافي لحمل اسرائيل على التراجع عن خطواتها وسياساتها، ولذلك، مطلوب فلسطينيا وعربيا التحرك السريع في كل الاتجاهات لاحباط المشاريع الاسرائيلية، وتحديدا في منطقة غور الاردن، وافشال تسوية الدولة المؤقتة لصالح الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ، وهو تطلع عادل للشعب الفلسطيني، تدعمه وتكفله قرارات الشرعية الدولية.