طالب حشد من كبار قيادات أحزاب وقوى المعارضة المصرية الإدارة الأمريكية بالكشف عن أسماء الشخصيات والجهات التي تلقت منحاً مالية من واشنطن غداة الثورة المصرية المجيدة وقال قياديون بارزون ينتمون لجهات وتيارات من مختلف أطياف المعارضة، إن تصريحات السفيرة الأمريكيةالجديدة بشأن منح 40 مليون دولار للمعارضين المصريين منذ مولد الثورة تمثل إهانة لثورة الخامس والعشرين من يناير وتزرع الفتنة في صفوف الشارع في وقت تحتاج فيه مصر للم الشمل. وقال محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين إن واشنطن تشعر بالهزيمة امام إرادة المصريين بعد أن نجحوا في دحر الديكتاتور حسني مبارك، والذي كان ذراع أمريكا في المنطقة وندد بديع بمحاولات قوى خارجية الغرض منها الإساءة للثورة.
وهاجم محمد سليم العوا، المرشح الرئاسي، قيام واشنطن بشراء وكلاء لها يدافعون عن مصالحها مشدداً على أن على الأمريكيين أن يعوا بأن مصر تغيرت وأن ما كان يحدث قبل الثورة لم يعد صالحاً بعدها ودعا لضروروة تفويت الفرصة على واشنطن والقوى الخارجية التي تريد تجنيد الثورة لصالح خدمة أهدافها.
وهاجم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل مرشح التيار السلفي في الانتخابات الرئاسية، الإدارة الأمريكية مشدداً على أن الأمريكيين لا يريدون للثورة المصرية النجاح وحذر من محاولات الوقيعة التي ستستمر خلال المرحلة الراهنة والمقبلة وشدد على ان واشنطن وحليفتها تل أبيب لن تقبلا بأي حال من الأحوال أن تتحول مصر لدولة قوية لأنها سوف تدخل مباشرة نحو القضايا التاريخية الفاصلة وفي مقدمتها انهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين المحتلة.
من جانبه قال ناجح إبراهيم الناطق بلسان الجماعة الإسلامية ل'القدس العربي' بأن امريكا تريد شراء عملاء لها لذا فهي تتبع أسلوبا لا يليق بدولة كبرى مثل مصر حينما تقوم بتوزيع المنح على من تشاء من رموز جمعيات أهلية بهدف خدمة قضاياها وطالب بمنع الأدارة الامريكية منح تلك المونات إلا عبر خزانة الحكومة المصرية وتساءل ماذا لو حصل بعض الأسلاميين على جزء من تلك المعونات وهم يرفضون ذلك غير أن الجميع كانوا سوف يشنون الحرب عليهم مطالباً بضروروة الاحتشاد ضد المخططات الصهيونية.
واعتبر المرشح الرئاسي حمدين صباحي تصريحات السفيرة الأمريكية بانها تكشف النقاب عن رغبة جارفة لواشنطن لإفساد المناخ العام في مصر بعد الثورة مطالباً بالكشف عن أسماء الذين حصلوا على معونة أمريكا وشدد على أن المصريين الذين يقومون في الوقت الراهن ببناء دولتهم والانطلاق نحو المستقبل لن يقبلوا بأي حال بأن تتبع الإدارة الأمريكية سياستها القديمة في الوقيعة بين المصريين والبحث عن موالين لها عبر تلك المعونات.
من جانبه أرسل حزب الوسط، خطابا إلى السفيرة الأمريكيةبالقاهرة مارغريت سكوبي طالبها فيه بإصدار بيان عاجل بشأن التصريحات المنسوبة لآن باترسون السفيرة المرشحة لتولي المنصب خلال جلسة اعتمادها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرا، والتي أكدت فيها أن الولاياتالمتحدة أنفقت منذ ثورة 25 يناير 40 مليون دولار لدعم الديمقراطية في مصر وأن 600 منظمة مصرية تقدمت للحصول على منح مالية أمريكية لدعم المجتمع المدني.
وشدد الوسط فى خطابه على ضرورة إعلان السفارة الأمريكية عن أسماء الجهات أو المؤسسات أو الأشخاص الذين حصلوا على الأموال تفصيلا متضمنا قيمة ما حصل عليه كل منهم إعمالا لمبدأ الشفافية والتزاما بأحكام القانون المصري.
وتجتاح اوساط قوى المعارضة المصرية حالة من الغضب وكشف السفيرة الأمريكيةالجديدة في القاهرة آن باترسون عن أن الولاياتالمتحدة أنفقت منذ ثورة 25 يناير 40 مليون دولار لدعم الديمقراطية في مصر، وأن 600 منظمة مصرية تقدمت بطلبات للحصول على منح مالية أمريكية لدعم المجتمع المدني.
جاء ذلك خلال جلسة عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي مؤخراً لاعتماد باترسون لخلافة مارجريت سكوبي، إضافة إلى سفراء جدد لكل من قطر والإمارات والكويت وكازاخستان.
وخلال الجلسة، قالت باترسون انه تم تخصيص 65 مليون دولار للمساعدات المتعلقة بدعم الديمقراطية في مصر، وهناك 150 مليون دولار لتشجيع النمو الاقتصادي، مضيفة أن 600 منظمة مصرية تقدمت بطلبات للحصول على المنح المقدمة لمنظمات المجتمع المدني.
المنظمات الأمريكية، مثل المعهد القومي الديمقراطي، والمعهد الجمهوري الدولي، تعمل في مصر على تشجيع الديمقراطية ودعم وتنمية قدرات منظمات المجتمع المدني المصري في المرحلة المقبلة، كاشفة عن أن واشنطن أنفقت 40 مليون دولار لدعم أنشطة المنظمات الثلاث خلال الأسابيع الماضية.
ونفت وجود شروط على المساعدات، ولكنها اعترفت بربط المساعدات الموجهة للصحة والتعليم في مصر بجوانب وأهداف محددة مشيرة إلى أن الرقابة على إنفاق المساعدات الاقتصادية في مصر تتم عبر برنامج المراجعة والمحاسبة التابع لمبادرة الشراكة الشرق أوسطية، ومكتب المراجع العام بالقاهرة، والاثنان لهما قواعد وإجراءات صارمة في المراجعة والرقابة.
وطمأنت باترسون أعضاء لجنة العلاقات الخارجية على قوة معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، مشددة على أن استمرار هذه المعاهدة 'على رأس أولويات الحكومة الأمريكية في المنطقة'.
فيما أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور جون كيري أن أغلبية المصريين متفائلون بالمستقبل، فالغد أفضل من اليوم، وهناك حالة تفاؤل إيجابي كبير، رغم ان 40 ' من المصريين تحت خط الفقر، وزادت الهوة بين الفقراء والأغنياء خاصة بعد الخسائر التي لحقت بالاقتصاد إثر ثورة يناير، كانخفاض عدد السائحين وزيادة التضخم ونفاد الاحتياطي النقدي.