أعلنت وزارة الحرب البلجيكية اليوم الأحد، عن عزمها الطلب من الحكومة تخفيض عدد قواتها في أفغانستان إلى النصف بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما بدء الانسحاب من أفغانستان. ونقلت وكالة الأنباء البلجيكية "بلجا" عن وزير الحرب بيتر دو كريم قوله في حديث تلفزيوني إنه يأمل في أن يتم سحب حوالي 300 جندي بلجيكي من أفغانستان "انتهت مهمتهم".
وقال دوكريم إنه يعتزم أن يطلب من الحكومة سحب نصف عدد الجنود البلجيكيين ال580 الذين ينتشرون في أفغانستان بحلول بداية العام 2012.
وأضاف دوكريم أن الانسحاب سيتركز من مطار كابول الدولي حيث يؤمن حمايته حوالي 300 جندي بلجيكي منذ عام 2003،لافتا إلى أن بلجيكا ستحتفظ بكتيبتها في القندوز وقندهار.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن الأربعاء الماضي عن سحب عن سحب 33 ألف جندي من أفغانستان بحلول صيف العام 2012.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن بلاده ستبدأ سحب قواتها بشكل تدريجي من أفغانستان.
أفغانستان والاقتصاد الغربى وفى الشأن ذاته، قالت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية اليوم الاحد، إن كشف حساب الحرب الافغانية لن ينخفض نهائيا ، وإن النزاع المستمر منذ تسعة أعوام وثمانية أشهر وسبعة عشر يوما أسفر عن مقتل 2547 جنديا من قوات التحالف وأزهق أرواح ما يتراوح بين 14 و34 الف مدنى وشرد ملايين من اللاجئين وأحدث ثقبا أسود فى الاقتصادات الغربية وجعلها تتكبد خسائر تزيد على 500 مليار دولار.
وقالت الصحيفة إن قتل أو اعتقال زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن وإسقاط حركة طالبان كانا الهدفين الرئيسيين للحرب وأن أسامة بن لادن رحل وأن الطريقة التى تمت بها تصفيته تثبت أن القوات الخاصة والطائرات الموجهة (بدون طيار) سلاح أكثر فاعلية مع الارهابيين من الحروب نفسها.
ومضت الصحيفة تقول إن هناك انجازات لا يمكن انكارها فالدولة لم تعد بعد تحكم من قبل نظام متعصب ومتشدد وأصبحت الآن تتواجد قوات أمنية وطرق ومدارس وعيادات وارتفعت أعداد الاطفال فى المدارس وأن اقليم هلمند الجنوبى الاقليم الذى كانت تقوى فيه شوكة طالبان والذى تنتشر فيه القوات البريطانية يوجد 11 حاكما الآن فى 14 مقاطعة وأعيد افتتاح المدارس وأصبح بها 80 الف طفل تقريبا ضعف أعداد الطلاب في عام 2007 وأصبح ثلثا الافغان يتمتعون بالرعاية الصحية مقارنة بنسبة 8 فى المائة فى عهد طالبان وتم تدريب اكثر من 1000 قاض - من بينهم 200 امرأة - واصبحت تجرى انتخابات بشكل دورى ولو انها تنطوى على كثير من الفساد.
وقالت إنه مع وصول العنف إلى مستويات قياسية ووجود حكومة غير فعالة يستشرى فيها الفساد وجيش وشرطة يعجان بالأمية ويعتمدان على دعم قوات التحالف يمكن القول أن افغانستان بعيدة كل البعد عن الاستقرار، مشيرة إلى أنه على الرغم من إنفاق المليارات من الدولارات على الجيش والشرطة لتكون قادرة على قتال طالبان بمفردهم وحدها كتيبة واحدة فى الجيش تم تقييمها قادرة على العمل بشكل مستقل وذلك وفقا لقوة المساعدة الامنية الدولية.
وقالت الاندبندنت إن مؤسسة كارنيجي للسلام العالمى ذكرت فى تقرير لها بعنوان " الانتقال المستحيل " إن فكرة نقل السلطة بحلول عام 2014 غير واقعى وحذرات من أنه اذا نفذ تسليم المهام والمسئوليات الى الافغان فسوف يعزز ذلك التمرد وفى النهاية سقوط نظام كرزاى.