قال مندوب ليبيا السابق لدى الأممالمتحدة عبد الرحمن شلقم، الخميس، إنه من المحتمل أن يغادر الزعيم الليبي معمر القذافي بلاده، ولكن ربما يأمر بإشعال النيران في العشرات من آبار النفط القريبة من طرابلس لدى مغادرته. وقال شلقم في مقابلة مع قناة "كورييري تي.في" التلفزيونية، التابعة لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية اليومية التي تتخذ من ميلانو مقرا لها، إن القذافي ربما يفكر في الذهاب إلى بيلاروسيا (روسياالبيضاء).
وأعرب شلقم عن اعتقاده بأن الزعيم الليبي سيغادر ليبيا في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على أقصى تقدير.
وأوضح للقناة أن القذافي يمكن أن تستهويه فكرة تدمير آبار النفط الكائنة غربي ليبيا قبل مغادرته، وهي آبار لا تزال تخضع لسيطرة قواته، مشيرا إلى أن إحداها تقع في مدينة غدامس بالقرب من الحدود التونسية.
وأعرب شلقم عن خوفه على طرابلس، معللا ذلك بأن القذافي "خطير" ولا أحد يعرف ماذا يمكن أن يفعل قبل مغادرته العاصمة الليبية.
كان شلقم واحدا من الأصدقاء السابقين للقذافي، وعمل وزيرا للخارجية في الفترة بين عامي 2000 و2009، وتم فصله من منصبه مندوبا دائما لليبيا لدى الأممالمتحدة بعد أن اتهم القوات الموالية للزعيم الليبي بالهجوم على المدنيين في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي. وبعد ذلك عُين المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض شلقم ممثلا له لدى الأممالمتحدة.
نحن مسنودون على الحائط وكان العقيد الليبي معمر القذافي قد أكد مساء أمس، أنه وقواته صامدون إلى يوم القيامة، قائلا: "إننا مسنودين على الحائط ولسنا خائفين والمعركة ضد الغرب الصليبي ستستمر إلى يوم القيامة".
وأضاف في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي، في اشادة برفيقه القديم الخويلدي الحميدي الذي قتل عدد من أفراد عائلته الإثنين في غارات للحلف الأطلسي على مقر إقامته "لسنا خائفين ولا نبحث عن الحياة أو النجاة نحن سنصمد والمعركة ستستمر إلى يوم القيامة إلى أن تنتهوا أنتم ونحن لن ننتهي".
وأضاف "ليس بيننا أي تفاهم بعدما قتلتم أبناءنا وأحفادنا (...) إننا مسنودون على الحائط.. وأنتم (الغرب) تستطيعون أن ترجعوا إلى الوراء". وأكد "نحن نبغي الموت أفضل لنا من أنكم موجودون وطائراتكم فوق رؤوسنا نحن نريد أن نستشهد كلنا" منددا بحملة صليبية على بلد مسلم تستهدف المدنيين والاطفال.
وكان موسى إبراهيم المتحدث بلسان الحكومة الليبية قال إن 15 شخصا بينهم ثلاثة أطفال قتلوا الإثنين في غارة للأطلسي على مسكن الخويلدي الحميدي أحد الرفاق القدامي للقذافي في صرمان الواقعة على مسافة 70 كيلومترا غرب طرابلس. لكن الحلف قال إنه شن غارة محددة استهدفت مركز قيادة ومراقبة على مستوى عال.
وسأل القذافي في رسالته "بأي حق تستهدفون السياسيين وعائلاتهم؟". وأوضح أن مكتب الخويلدي الحميدي في طرابلس قصف أربع مرات. وأضاف "هم يبحثون عنه لأنه بطل، لأنهم يعرفون وزن الحميدي. وعندما لم يجدوه في مكتبه حاولوا أن يقتلوه في منزله".
ودعا الأممالمتحدة لإرسال محققين لمنزل الحميدي للتثبت من أنه موقع مدني وليس موقعا عسكريا كما قال الحلف الاطلسي. ووعد بإقامة أعلى نصب تذكاري في شمال أفريقيا لتخليد خالدة، حفيدة الخوليدي التي قتلت في الغارة على صرمان كما قالت السلطات.
وقال أيضا "نحن باقون وصامدون ولن نستسلم. اضربوا بصواريخكم سنتين، ثلاث أو عشر أو مائة سنة.. الشرف لعائلة الحميدي والمجد لنا".