تحصن زعماء صهاينة في مخبأ جديد تحت الأرض، محصن ضد الهجمات النووية، اليوم الأربعاء، في إطار مناورات سنوية في أنحاء البلاد للاستعداد لحرب صاروخية محتملة مع إيران وسوريا والجماعات اللبنانية والفلسطينية المتحالفة معهما، وقال مسئولون، إنها المرة الأولى التي تختبر فيها الحكومة الأمنية المصغرة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو المخبأ العميق الذي جرى حفره عند سفح تلال بالقدسالغربية على مدى العقد المنصرم، وأطلقت وسائل إعلام محلية عليه اسم "نفق الأمة". وتجري دولة الصهاينة بشكل متزايد تدريبات واسعة على الدفاع المدني منذ حرب لبنان عام 2006، والتي أطلق خلالها مقاتلو حزب الله آلاف الصواريخ قصيرة المدى على بلدات الشمال الصهيونى، وحدثت هجمات مماثلة من حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إلى الجنوب الصهيونى، ويقول مسئولون صهاينة، إن أي حرب ربما تندلع في المستقبل قد تشمل هجمات صاروخية غير تقليدية من سوريا وإيران.
وقال ماتان فيلنائي، وزير الدفاع المدني: "إنه تصور بعيد بالطبع"، وأطلق على التدريبات "نقطة التحول 5"، والتي تتصور قصفا كثيفا وسقوط آلاف القتلى والجرحى في عدد من الجبهات الصهيونية، وصرح لراديو الجيش، "نفترض أن أعداءنا لن يجرؤوا على التصرف بهذه الطريقة، نظرا لقوة الردع لدينا".
جدير بالذكر، أن تل أبيب التي يفترض أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط كانت قد قصفت مفاعلا نوويا عراقيا عام 1981، في إطار ما تصفه بسياسة منع الأعداء من امتلاك وسائل للتهديد بتدميرها.
كما شنت الطائرات الصهيونية هجوما مماثلا ضد منشأة سورية عام 2007، لكن تهديداتها المستترة بمهاجمة مواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية المحصنة والنائية كثيرا ما كانت توصف بأنها مجرد تهديد، نظرا للصعوبات التي تواجه هذه العملية، وتقول قوى عالمية، إنها تفضل التوصل إلى حل من خلال التفاوض مع إيران، التي تنفي السعي لامتلاك أسلحة نووية.
ودفع الكشف عن وجود مثل هذا المخبأ الحصين في القدس بعض الصهاينة إلى التساؤل عما إذا كانت بلادهم التي تطور أيضا درعا صاروخية تتخذ موقفا أكثر ميلا إلى الدفاع تجاه التهديدات النووية المحتملة، ويقول مسئولون، إن توفير ملاذ آمن سري يمكن للزعماء الصهاينة الرد منه على الهجمات، من شأنه في حد ذاته أن يمنع أو على الأقل يحتوي أي حرب في المستقبل، وقال فيلنائي "أصبحت إسرائيل أخيرا تمتلك مكانا ملائما يمكن من خلاله العمل أثناء الطوارئ".