أكد شهود عيان في العاصمة الليبية طرابلس أن طائرات حلف شمال الأطلنطي "الناتو" شنت عدة غارات متواصلة على مقر الزعيم الليبي معمر القذافي بطرابلس، ما أسفر عن سماع دوي انفجارات عنيفة، في وقت مبكر صباح اليوم الخميس. ذكر ذلك قناتا "العربية " و"الجزيرة" الإخباريتان، وأشارتا إلى تصاعد أدخنة اللهب والدخان على إثر سماع هذه الانفجارات، وكانت تقارير إخبارية واردة من ليبيا الليلة الماضية قد أفادت أن الثوار تقدموا في اتجاه طرابلس على ثلاث جبهات.
وأكد الليفنانت جنرال تشارلز بوشار، قائد عمليات حلف الأطلنطي في ليبيا، أن الموقف العسكري في غرب ليبيا يتطور بشكل إيجابي للغاية، وأن هناك إمكانية لإنهاء المهمة العسكرية للحلف، دون حاجة إلى القيام بهجوم بري ضد قوات العقيد معمر القذافي.
وكشف بوشار عن أن قوات الحلف تتلقى المساعدات الملائمة الكفيلة بالانتهاء من مهمتها وتنفيذ التفويض الصادر إليها بهذا الصدد من مجلس الأمن الدولي.
القذافى يفقد نصف قوته العسكرية إلى ذلك، أعلن اللواء ركن خليفة حفتر، قائد القوات البرية لجيش التحرير الوطنى فى ليبيا (التابع للمعارضة)، أن العقيد معمر القذافى فقد نصف قوته العسكرية نتيجة لقصف قوات حلف شمال الأطلنطى "الناتو" ومقاومة الثوار. وأوضح حفتر فى مقابلة مع "العربية" أن موعد الحسم سيكون مع وضع الثوار سيطرتهم على أول موقع تحتله كتائب القذافى. وأضاف أن هدف الثوار سيكون العاصمة طرابلس والقضاء على القذافى نهائياً خلال أيام. وكشف اللواء خليفة حفتر أن دور الناتو سيتعزز فى المرحلة الأخيرة والحاسمة من الصراع. وقال إنه سيكون أكبر وأهم دون أن يوضح ما إذا كان ذلك يعنى مشاركة قوات برية خاصة من النخبة فى المعارك.
جاء ذلك فيما صرح كيرسان إيليو مجينوف، رئيس الاتحاد الدولى للشطرنج، للصحفيين فى موسكو بأن القذافى قال له إن تصفيته بدنيا أو بعملية برية للناتو فى ليبيا لن تؤدى سوى إلى حرب أهلية مزمنة، وانقسام بين الشرق والغرب فى البلاد.
وأضاف مجينوف الذى التقى القذافى فى طرابلس مؤخراً أن الزعيم الليبى يرى أن شخصيته نوع من حلقة ربط بين قبائل عديدة وأن تصفيته بدنيا ستؤدى إلى حرب أهلية تستمر لسنوات كثيرة.
وميدانياً، منى الثوار فى منطقة البريقة فى شرق ليبيا بأفدح خسارة عسكرية تلحق بهم منذ أسابيع فى حربهم ضد القذافى، حيث استعرت المعارك بين قوات القذافى والثوار، خصوصاً على خط الجبهة بين أجدابيا والبريقة، فى الشرق، وأسفرت عن قتل 21 من الثوار: وقال أحد قادة الثوار "تعرض رجالنا لكمين، حيث ادعى جنود القذافى الاستسلام ووصلوا حاملين علما أبيض، ثم أطلقوا النار عليهم". وأصيب أيضاً نحو 20 من الثوار ونقلوا إلى مستشفى أجدابيا.