في سابقة هي الأولى من نوعها منذ انطلاق الاحتجاجات في أقليم الأهواز داخل إيران، ناشدت الناشطة أم ريسان بالصوت والصورة من خلال موقع "العربية.نت" المجتمع الدولي العمل على إيقاف ما وصفتها ب"المجازر" التي يرتكبها النظام الإيراني بحق السكان العرب في الإقليم. وفي بداية الفيلم وقفت أم ريسان إلى جوار أقدم جسر في الأهواز المعروف بأبو الهلالين الرابط بين ضفتي نهر كارون والذي قتل عليه العشرات من الأهوازيين خلال "انتفاضة 2005"، ووضعت أم ريسان صحيفة كارون المحلية التابعة للحرس الثوري التي لا تصدر إلا في الأهواز أمام وجهها وأخذت تمرر تاريخ صدور الصحيفة أمام عدسة الكاميرا التي يبدو أنها كاميرا أحد الهواتف المحمولة، وذلك لإثبات أنها موجودة في الأهواز وأن التسجيل حديث.
ومن ثم تظهر أم ريسان داخل أحد البيوت وتقول: قبل أيام التقى موقع العربية.نت بالناشطة "ابنة الأهواز" التي طالبت المجتمع الدولي بالنصرة وشرحت الوضع الإنساني المتردي في الأقليم، لكن العالم لم يتحرك.
وقالت أم ريسان إن "الأهوازيين يقتلون كل يوم، وشعبنا انتفض وينتظر من العالم المساندة"، مؤكدة أن النظام الإيراني قتل الكثير من أبناء جلدتها واعتقل العديد منهم، وإن الكثير من جثث القتلى لم يتم تسليمها لذويهم.
وتضيف بحزن: فإذا كنتم بشراً أو مسلمين أو عرباً، ساعدونا وأوقفوا هذا العدوان عند حده، وارفعوا هذا التكتيم الإعلامي عنا". وتوجه نداء للعرب: "هل فيكم من معتصم؟"، وأخذت تردد باكية: "يا أبناء عمر بن الخطاب وأبناء علي بن أبي طالب، هل فيكم من يسمع أو لا حياة لمن أنادي؟"، وصرخت قائلة: "وا إسلاماه وا عروبتاه".
الجدير بالذكر أن النظام الإيراني يرفض رفضاً قاطعاً أي تواجد للإعلام في الإقليم الذي يشكل العرب النسبة الساحقة من سكانه، وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد دانت في بيان لها التعامل الوحشي الذي ينتهجه النظام الإيراني في تعامله مع المظاهرات التي تشهدها العديد من المدن والمناطق الأهوازية، وطالبت السلطات الإيرانية بفتح تحقيقات مستقلة وشفافة في جميع عمليات القتل والتنكيل التي يتعرض لها السكان منذ بدء الاحتجاجات في 14 أبريل/ نيسان 2011.
وطالبت المنظمة أيضاً بفتح خطوط الهاتف والإنترنت المقطوعة منذ أيام في المناطق الأهوازية، والسماح لوسائل الإعلام الدولية المستقلة ومنظمات حقوق الإنسان بحرية الوصول لإجراء تحقيقات في الإقليم.
وأوضحت أنه في يوم 26 أبريل الماضي، قدمت منظمة IMHRO إلى هيومن رايتس ووتش أسماء 27 شخصاً قالت إنهم قتلوا على يد قوات الأمن الإيرانية منذ اندلاع أعمال الاحتجاج.
وقال الفريق أيضاً إن السلطات ألقت القبض على عدة مئات من المحتجين والناشطين في مجال حقوق الإنسان في نفس اليوم.
من جهتها، ذكرت المنظمة الأهوازية للدفاع عن حقوق الإنسان (AODHR)، ومقرها في لندن، أنه منذ 15 أبريل قتلت قوات الأمن الإيرانية "48 شخصاً من المتظاهرين الأبرياء، وجرح العشرات واعتقل المئات".
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الإيرانية منعت في وقت سابق وفداً من 4 أشخاص تابع لمنظمة "هيومن رايس ووتش" من دخول الأهواز.