أثار طلعت السادات، رئيس الحزب الوطني "المنحل" سابقا، الجدل من جديد، حين حل ضيفا في لقائه مساء أمس الجمعة بأعضاء نادي "ليونز" بالإسكندرية بأحد فنادق الإسكندرية، وسط حضور لافت من سيدات النادي، في لقاء غلب عليه عدم التنظيم، ليتحول ل"جلسة شعبية". لم يشارك طلعت السادات في اللقاء بوصفه رئيسا للحزب "الوطني"، ولكن كوكيل مؤسسي حزب مصر القومي، وهو حزب جديد أعلن عنه السادات، تحت شعار "السلام الديمقراطية الرخاء"، وليؤكد أن حزبه الجديد لن يكون "بابا خلفيا" لفلول النظام السابق، وبهذا يتخلى عن الحزب الوطني، بعد شغله لمنصب رئيس الحزب ل72 ساعة فقط، مؤكدا أنه قبل بتلك المهمة لإنقاذ الحزب الذي "كان صعبان عليه"، بعد مرحلة الفراغ السياسي التي تشهدها مصر، مؤكدا بلهجته العامية المعهودة "وطني مين بقى، الوطني الله يرحمه"، لكنه رغم ذلك توقع أن يفوز بقايا "الوطني" بنحو 65% من مقاعد مجلس الشعب القادم لوجودهم القوي في الأرياف، بجانب 30% لأصحاب رأس المال، أما باقي القوى السياسية فلن تنال سوى 5% فقط، على حد قوله.
كما فتح طلعت السادات النار على جميع مرشحي الرئاسة قائلاً "أتخن واحد مكنش بيقول لمبارك لأ"، موضحا أن عمرو موسى، مرشح الرئاسة، ظل وزيرا للخارجية 10 أعوام في عهد مبارك، ليحاول الظهور الآن بمظهر الثوري الذي لم يتعامل مع النظام السابق، كما أن البرادعي انحنى لمبارك ليكلله بقلادة النيل بعد فوزه بجائزة نوبل للسلام عام 2005، معتبرا أنه كان عليه أن يمتنع عن ذلك، طالما عارض نظام مبارك، أما عن أيمن نور وحمدين صباحي فلم يقل سوى "مين دول، بقى بعد مبارك نقع الوقعة السودة ديه"، على حد قوله.
ويؤكد "السادات" أنه غير طامح لأي منصب، أو أي شيء، وأنه فقط يسعى لإعادة التوازن في الحياة السياسية المصرية، بوصفه ابن لكل الثورات ثورة يوليو، وثورة التصحيح "15 مايو"، و ثورة "25 يناير"، وأن حزبه القومي يسير على قدمين ثابتتين هما "أكتوبر 1973 و25 يناير 2011"، ليجمع كل التواريخ في لقاء واحد بوصفه "رجل كل المراحل" ويجيد "الظهور" في كل العصور.
واعتبر "السادات" أن الحالة السياسية المصرية تسير على النهج التركي، بعد شغل حزب إسلامي للسلطة هناك، مؤكدا أن الإخوان المسلمين سوف ينحون المجلس العسكري جانبا، لكنه شدد على أن بيننا وبين تركيا 25 عاما لنصل لهم.
بلاش نبهدل مبارك وأضاف السادات "لا يصح أن نقول عن الحزب الوطنى إنه حزب الفاسدين والحرامية، لأن فيه ناس كتير محترمة ونضيفة، وأنا كنت عاوز أطهره، والدليل إنى أول ما دخلت الحزب مضيت على 60 قرار بفصل أعضاء من الحزب، لأن العملية داخله كانت كلها غلط".
وتابع "مبارك له نقطة مضيئة يجب أن نتذكرها له وهى حرب أكتوبر، وبدل ما نحطه فى طرة دلوقتى نسيبه فى المستشفى.. إحنا ربنا كرمنا وادّانا أكتر من اللى كنا بنحلم بيه.. بقى معقولة (شوية شباب) فى ميدان التحرير يرعبوا مبارك ويخلوه يتنحى، ودى كلمة حق لازم نفتكرها لمبارك، ولو فيه فساد يتحاكم عليه، والفلوس المتهربة ترجع".
وطالب السادات بأن يتم اختيار عدد من الوزيرات، خاصة فى وزارات الشباب والمالية والشئون الاجتماعية، لأن المرأة هى الأقدر على إدارة أى أمور تتعلق بالمال، وفق قوله، منتقدا "عدم اختيار أى من الشباب فى حكومة الدكتور شرف".
وقال "المرحلة الحالية تحتاج إلى فكر ثورى، لأن الفكر التقليدى لا يصلح لمواجهة الأمواج العالية التى تمر بها مصر الآن". وطالب بأن "يعود جهاز الشرطة إلى هيئة خدمية فى حدود القانون دون انتهاكات".
وردا على سؤال حول ما إذا كان تأسيسه حزبا جديدا يعد محاولة للالتفاف على حكم المحكمة بعد حل الحزب الوطنى قال "لا خلاص، الحزب الوطنى الله يرحمه، أنا مش طمعان فى منصب ولن أترشح لأى انتخابات، لكن تفكيرى فى تأسيس الحزب الجديد كان بهدف إصلاح الخلل الموجود فى الحياة السياسية".
وأضاف أن الثورة كشفت عن وجود فجوة بين تفكير الشباب وبين من ينادون بالإصلاح، وأن الشباب "اللى بينزّل بنطلونه على وسطه قدر يخلع الرئيس"، على حد تعبيره.
وحول الأموال المهربة فى الخارج قال "الناس اللى فى طرة لو اتعاملت فى السجن بنفس الطريقة التى استخدمها حبيب العادلى فى السجون هيجيبوا الفلوس اللى أخدوها فى ساعة زمن". وطالب السادات بأن يكون الرئيس المنتخب المقبل لا علاقة له بالبيزنس، وقادراً على اتخاذ القرار "بصراحة كده يكون عسكرى لأن الحاكم الضعيف فتنة"، على حد قوله.
وأضاف "تعديل الدستور لبّس الثورة فستان مرقع وأنا باكره الترقيع، ولذلك قاطعت الاستفتاء، ونفسيا كنت رافضا التعديلات".