اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية السبت ان السياسة الاميركية والاسرائيلية تعمل "على ايقاع الشعب الفلسطيني في اتون الحرب الاهلية" داعيا الى وقف كل اشكال "الصدام الداخلي". وعلى صعيد متصل، اكدت الحكومة الفلسطينية السبت ان زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس "لن تساهم الا في خلق حالة من الشرخ و الانقسام في المنطقة". وقال هنية في كلمة وجهها الى الشعب الفلسطيني من مكتبه في غزة ان "السياسة الاميركية الاسرائيلية على الساحة الفلسطينية هي العمل على ايقاع الشعب الفلسطيني في اتون الحرب الاهلية وصراعات فلسطينية فلسطينية لا تتوقف حتى يتحول هذا الصراع من صراع فلسطيني-اسرائيلي الى صراع فلسطيني" داخلي. واوضح "ان السياسة الاميركية والاسرائيلية في المنطقة تقوم على اكثر من ركيزة هي منع قيام وحدة وطنية حقيقية على الساحة الفلسطينية (...) تعبر عن ارادة وطموح الشعب الفلسطيني". واضاف هنية "هذه سياسة ثابتة ولن تتوقف في اي لحظة من اللحظات". وتاتي كلمة هنية قبل ساعات من وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى اسرائيل المحطة الاولى في جولة اقليمية لها. واوضح هنية "اقول لكل ابناء شعبنا الفلسطيني ما دامت ركائز السياسة الاميركية الاسرائيلية قائمة على منع قيام وحدة حقيقية وقائمة على اساس تفجير حرب اهلية فلسطينية فلسطينية وقائمة على اساس ضرب المشروع الوطني، فنحن بكل وضوح كشعب وقوى والرئاسة والحكومة لا بد ان نعتمد استراتيجية فلسطينية تقوم على حماية الوحدة الوطنية". ودعا هنية في هذا الاطار الى وقف كل "اشكال الصدام الداخلي" بين حركتي فتح وحماس خصوصا داعيا الى استئناف الحوار الفلسطيني الداخلي. وقال "اننا باسم الحكومة الفلسطينية ندعو كل ابناء شعبنا الفلسطيني وفصائله وخاصة في حركتي فتح وحماس، الى وقف كافة اشكال الصدام الداخلي ايا كان شكله". واضاف "يجب ان يتوقف الصدام تماما ونهائيا ويجب الا يستخدم الرصاص او ان يصوب الى صدر الفلسطيني ويجب وقف كافة الحملات الاعلامية التحريضية". وقال "ادعو الى استئناف الحوار الفلسطيني الفلسطيني في الداخل والخارج لتشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس وثيقة الوفاق الوطني". واعتبر هنية "ان الوحدة الوطنية الفلسطينية في هذه المرحلة هي فريضة شرعية وهي ضرورة وطنية" داعيا الى وقف كل "اشكال الصدام الداخلي". واوضح "يجب عدم السماح لاسرائيل بتنفيذ اجندتها على الساحة الفلسطينية". واكد ضرورة "العمل على اقامة حكومة وحدة وطنية تحمي الحقوق والثوابت الفلسطينية وتعبر عن الام وطموحات الشعب الفلسطيني ومنع وقوع حرب اهلية فلسطينية". وادت المواجهات بين حماس وفتح منذ منتصف ديسمبر الى سقوط اكثر من ثلاثين قتيلا لكن حدتها تراجعت في الفترة الاخيرة. وقال غازي حمد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في بيان صحافي "تؤكد الحكومة الفلسطينية ان زيارة وزيرة الخارجية الاميركية الى المنطقة و بما تحمله من افكار لن تساهم الا في خلق حالة من الشرخ والانقسام في المنطقة، كما هي السياسة الاميركية في دول عديدة بهدف اضعاف الجبهة الداخلية و فرض حلول تتساوق مع الاطماع الاسرائيلية ". واوضح "ان رايس لا تزال تتنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها حق العودة وحقنا في القدس و ازالة كافة المستوطنات". واضاف "دأبت السياسة الاميركية دوما على تعزيز الاطماع الاسرائيلية على حساب الحقوق الفلسطينية". وحذر حمد "من المحاولات الاميركية وبعض الاطراف لجر الفلسطينيين الى نفق طويل من الاستنزاف السياسي غير المحدود والهادف الى اجبار الطرف الفلسطيني على تقديم تنازلات جوهرية". واوضح "اننا نصر على ضرورة توحيد الموقف السياسي الفلسطيني" مؤكدا "ان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على اساس وثيقة الوفاق الوطني من شأنه تعزيز الجبهة الداخلية وقطع الطريق على اي تدخلات خارجية لفرض اجندة غير وطنية على شعبنا الفلسطيني". وتصل رايس اليوم السبت الى الكيان الصهيونى حيث تجري محادثات مع وزرائه على ان تنتقل الاحد الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.