واصلت نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار هشام بدوى المحامى العام الأول تحقيقاتها مع الأردني بشار أبو زيد المتهم بالتخابر والتجسس لصالح الموساد بالاشتراك مع ضابطين صهيونيين هاربين بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد ومد الموساد بمعلومات وتقارير هامة عن بعض الشخصيات المصرية بالتصنت على مكالماتهم ومحادثاتهم عبر الإنترنت. كشفت التحقيقات، التى أجراها المستشار طاهر الخولى المحامى العام لنيابات أمن الدولة عن مفاجآت تمثلت فى أن المتهم الأول تعرف على أحد الضباط الصهيونيين ويدعى "موشيه.د" عن طريق الإنترنت بطريق الصدفة خلال محادثاتهما على أحد المواقع "شات" ونشأت بينهما علاقة صداقة وطيدة، وبعد فترة طلب منه العمل معه فى إحدى شركات الاتصال بالخارج بعد إخبار المتهم الأول بأنه يمتلك شركة خاصة فى مجال البرمجيات والاتصالات.
وبعد شهرين من العمل معه طلب موشيه منه السفر إلى إحدى الدول الأجنبية للعمل معه فى الموساد الصهيونى وتقابل معه، وقام موشيه بتعريفه على أحد الضباط الصهيونيين، الذى قام بتقديم التدريبات اللازمة له فى جمع المعلومات وكتابة التقارير السرية وإرسالها إلى الموساد الصهيونى عبر الأقمار الصناعية وأجهزة الحاسب المشفرة.
وضبطت أجهزة الأمن عدداً من أجهزة الكمبيوتر المشفرة، التى كان يستخدمها المتهم فى إرسال واستقبال المعلومات.
وأوضحت التحقيقات، أن جهاز الموساد أمد المتهم الأردنى بأجهزة تنصت حديثة لربطها بالقمر الصناعى, ومن خلالها أمكن للموساد متابعة الاتصالات التى ترد إلى المسئولين والمواطنين المصريين من الخارج, ويتم استخدام ما يتعلق بمعرفة الأوضاع السياسية والاقتصادية وغيرهما، كما كان يقوم بالتصنت على بعض المحادثات الهاتفية لبعض رجال الأعمال المصريين وكبار الشخصيات بالدولة عن طريق نظام معين مرتبط بالأقمار الصناعية وشبكات هواتف محمولة صغيرة.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم أدلى باعترافات خطيرة فى تحقيقات النيابة، يتعلق معظمها بنقله معلومات عن شخصيات وجهات سيادية وأمنية أردنية إلى جهات صهيونية، وأن نشاطه لم يكن فى مصر والأردن فقط، بل امتد إلى بعض الدول الأخرى والتى كان هدفها قياس ردود الأفعال للشارع فى تلك الدول، ومدى رد فعلهم تجاه حكومات تلك الدول نحو الدولة الصهيونية، مشيراً إلى أنه حصل على أموال طائلة من الموساد الصهيونى مقابل إمدادهم بالتقارير والمعلومات.
كما تم العثور على بعض المعلومات الخطيرة على البريد الإلكترونى الشخصى للمتهم، خاصة برصد الأوضاع المصرية ومراقبة اتصالات وهواتف عدد من الشخصيات المهمة فى مصر والظروف المعيشة لبعض الأشخاص فى مصر وسيرة ذاتية لهم، كما تبين أن المتهم أنشأ العديد من المنتديات على الإنترنت لجذب المصريين إليها ومن ثمة تجنيدهم بسهولة.