انتقد رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، قرار مجلس الأمن الخاص بالأوضاع في ليبيا، معتبراً أن القرار يسمح ب"تدخل أجنبي في دولة مستقلة ذات سيادة،" وشبه بوتين القرار ب"دعوات شن الحملات الصليبية في القرون الوسطى،" في حين شدد الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف أن بلاده لن تشارك في عمليات جوية أو برية بليبيا. وقال بوتين، خلال زيارة إلى مصنع لإنتاج الصواريخ الحربية في مدينة فوتكينسك الاثنين، إن قرار مجلس الأمن: "معيوب وخاسر ومدمر لأنه يسمح بكل شيء."
وأوضح بوتين أن الحكومة الروسية توافق على الرؤية التي تشير إلى أن نظام الزعيم الليبي، معمر القذافي، "لا يتطابق مع المعايير الديمقراطية،" غير أنها ترى بأن هذا الأمر "لا يعطي للبلدان الأخرى حق التدخل الخارجي في النزاعات السياسية الداخلية وحتى المسلحة في هذا البلد، للدفاع عن أحد الطرفين."
وأعرب بوتين عن قلقه من "السهولة" التي تتخذ الولاياتالمتحدة بها قرارات بشأن استخدام القوة على الساحة الدولية حيث قال: "إن السياسة الأمريكية تتخذ نزعة ثابتة،" معيدا للأذهان أن الولاياتالمتحدة قصفت بلغراد خلال فترة رئاسة بيل كلينتون، وأفغانستان والعراق في فترات رئاسة جورج بوش الأب ومن ثم جورج بوش الابن.
وأضاف بوتين "حان الآن دور ليبيا تحت ذريعة حماية المدنيين. أين المنطق والضمير؟ لا وجود لهما!" وفقاً لما أوردته وكالة أنباء نوفوستي الروسية الرسمية.
من جانبه، قال ميدفيديف للصحفيين، إن العملية الجوية ضد ليبيا قد تتحول إلى عمليات عسكرية برية، مشددا على أن روسيا لا تنوي المشاركة في أي منها.
وفي الوقت عينه أشار ميدفيديف إلى أن روسيا مستعدة لبذل جهود وساطة في محادثات سلام حول الشأن الليبي، معربا عن قناعته بأن المجتمع الدولي "ينبغي عليه السعي إلى وضع حد للنزاع الدائر في ليبيا عن طريق مفاوضات حتى لا يزداد ضراوة أكثر،" مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 1973 يهدف إلى تحقيق هذه الغاية.
وفي الولاياتالمتحدة نفسها، استمر الانقسام حول العملية العسكرية الجارية في ليبيا، فقد قال النائب ريتشارد لوغر، أحد أبرز أعضاء لجنة السياسات الخارجية في الكونغرس، إن اللجنة ما زالت لا تعرف بالضبط طبيعة المهمة التي تنفذها واشنطن في ليبيا.
وقال لوغر، في مقابلة مع CNN: "لا يمكنني فهم طبيعة هذه المهمة، لأنه بالنسبة للولايات المتحدة ليس هناك عمليات جارية ولا مخطط يحدد طريقة النجاح."
رفض دولي لقرار مجلس الأمن وعلى صعيد متصل، دعت الحكومة البرازيلية في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين، لوقف إطلاق النار في ليبيا حيث تشن الولاياتالمتحدة وحلفاؤها غارات جوية تهدف لمنع تقدم قوات الزعيم الليبي معمر القذافي صوب بلدات تسيطر عليها المعارضة.
وأكدت الهند اليوم الثلاثاء معارضتها للهجمات الجوية على ليبيا، قائلة إنه لا يمكن أن تتخذ دولتان فقط قرارا بتغيير نظام دولة. أعرب الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني عن معارضته الشديدة للهجمات الجوية على ليبيا، متهما قوى الغرب بالنفاق.
وكتب الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في خطاب طويل نشرته الصحافة الوطنية أن "دول الغرب تكيل دائما بمكيالين في ليبيا، حريصون للغاية على فرض حظر جوي، وفي البحرين وبلاد أخرى بها حكومات موالية للغرب، يتجاهلون أحوالا مماثلة أو حتى أسوأ".
فيما دعت الصين مجددا اليوم الثلاثاء لوقف الاقتتال الدائر في ليبيا، وعبرت عن "قلق بالغ" إزاء ما تردد عن سقوط ضحايا من المدنيين وحذرت من "كارثة إنسانية". وصعدت الصحف الصينية الرسمية أمس الاثنين من معارضة بكين لشن هجمات جوية غربية على ليبيا، واتهمت الدول المؤيدة لهذه الضربات بخرق القواعد الدولية والمساعدة في تصعيد الاضطرابات بالشرق الأوسط.
أما تركيا فطالبت الأممالمتحدة بتولي قيادة المهمة العسكرية في ليبيا. ونقلت وسائل إعلام تركية عن وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، اليوم الثلاثاء القول "ينبغي تنفيذ مهمة ليبيا تحت مظلة الأممالمتحدة. وينبغي على الأممالمتحدة اتخاذ القرارات". وقد وجه وزير الدفاع التركي محمد وجدي جونول أمس الاثنين انتقادات لفرنسا، معربا عن عدم تفهم بلاده لدورها في ليبيا.
من جانبها، أدانت كوريا الشمالية الولاياتالمتحدة اليوم الثلاثاء بسبب مشاركتها في الهجوم الدولي على ليبيا. وقال الخارجية الكورية إن الهجوم على ليبيا "يرقى إلى انتهاك للسيادة الوطنية وجريمة غير إنسانية ضد الشعب الليبي".
وكانت دول بالمجلس منها البرازيل والصين والهند وألمانيا وروسيا، قد امتنعت في الأسبوع الماضي عن التصويت على قرار مجلس الأمن، الذي سمح باستخدام القوة لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.