أعلنت مصادر المقاومة في مصراتة، أن تمردًا وقع في صفوف فرقة بالجيش الليبي يقودها خميس نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، أثناء محاولة الفرقة الثانية والثلاثين الاستيلاء على المدينة لكنها فشلت في السيطرة عليها. ونقلت وكالة "رويترز" عن المقاوم ويدعى محمد، إن 32 جنديا انضموا إلى المقاومين الذين يسيطرون على المدينة، التي تعتبر آخر معقل كبير للثوار في غربي ليبيا، وأشار إلى أن الثوار قاموا باستجوابهم ومن بين هؤلاء لواء.
وقال متحدث باسم المعارضين يدعى جمال، إن فرقة خميس توقفت على بعد ما بين عشرة و15 كيلومترا تقريبا جنوبي مصراتة. وتفجر قتال بعد أن رفض عشرات من الجنود فكرة قتل مدنيين أبرياء في الهجوم الوشيك.
وقال جمال المتحدث باسم المقاومين عبر الهاتف من مصراتة إن القوات الموالية للقذافي تجمعت في الصباح بهدف واضح وهو مهاجمة المدينة لكن الله حماها، وأشار إلى أنه حدث انشقاق في القوات المهاجمة، وأن المنشقين انضموا للمعارضة، فيما أحجم العشرات من أعضاء الكتيبة عن قتل المدنيين الأبرياء، وتابع إن بعض الجنود لاذوا بالفرار وإن كثيرين كانوا سينضمون للمعارضة لكن القوات الموالية للقذافي أطلقت عليهم النار.
وحتى قبل هجوم السبت، كانت مصراتة التي تقع على بعد نحو 200 كيلومتر شرقي طرابلس والبالغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة تشهد هدوءا منذ صد المعارضون هجوما ضخما للقوات الموالية للقذافي في مطلع الأسبوع الماضي. ومصراتة هي ثالث أكبر مدينة ليبية وهي مركز تجاري مهم يبلغ عدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة.
وكانت القوات الموالية القذافي سيطرت الخميس على مدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي طرابلس وهي المدينة الوحيدة الأخرى الواقعة في غرب ليبيا والتي تحدت علانية حكم القذافي المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.
ويقول مقاومون وسكان في مصراتة إنهم كانوا يستعدون لهجوم للقوات الحكومية منذ أن استعادت مدينة الزاوية، لكن موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة في طرابلس أكد أنه لا يستطيع تأكيد أو نفي ما إذا كانت هناك عملية عسكرية في مصراتة، وأضاف أن الحكومة تريد أن تعطي الناس فرصة لإلقاء أسلحتهم.
وتابع أن السيناريو سيكون على غرار ما حدث في الزاوية بعض الناس سيستسلمون والبعض سيختفون ومن ثم تتقلص أعدادهم، وأوضح أن الزعماء القبليين يجرون محادثات معهم وأن الحكومة ستتعامل مع من يتبقون بطريقة مناسبة. وقال إن مصراتة بالكامل ستكون داخل ليبيا الموحدة قريبا جدا.
وقال آخرون في مصراتة إن الأدوية تنفد من المدينة المحاصرة وذلك إلى حد كبير مثل الزاوية في الأيام الأخيرة قبل سقوطها. وقال المقاوم محمد إن أكثر ما يقلقهم إزاء الوضع الإنساني هو نقص الأدوية ومنشآت الرعاية.
وشكا جمال المتحدث باسم المقاومين من وجود نقص في الأدوية والمعدات الطبية ولا توجد وسيلة للمدينة لتجديد المخزون، وأضاف ان هناك نقصا في المواد الغذائية.
من جانب آخر، واصلت قوات حكومية أخرى تقدمها شرقا واصطحب مسئولون صحفيين أجانب من طرابلس إلى بلدة راس لانوف الواقعة في شرق البلاد لإثبات سيطرة الحكومة عليها.
تليفزيون القذافي من ناحية أخرى، أكدت السيدة نادية محمود قنديل، المصرية الأصل والمتزوجة من ليبي من المرج، شرق بنغازي، أن الشاب الذي قدمه التلفزيون الليبي الرسمي على أنه "إسرائيلي" هو ابنها "ناصر محمد السلطني" المولود عام 1979.
ودللت الأم على صدق قولها بإظهار جواز سفره الذي يحمل صورته. وقالت لوكالة "فرانس برس" إن ابنها الشاب الذي كان يعمل طباخا في شركة نفطية في البريقة، التحق بالثوار منذ 17 فبراير الماضي، وكان من ضمن الشباب الذين خاضوا معارك في بنغازي.
وأضافت في شهادتها أن ابنها أصيب في معارك راس لانوف، شرق طرابلس. وكان الابن موجودا بعد إصابته في مركز راس لانوف الطبي الذي حول إلى نوع من مستشفى ميداني.
وقالت إن ابنها خُطف من المستشفى ثم تم تقديمه على التلفزيون الليبي الرسمي الأربعاء على أنه "إسرائيلي"، من قبل المذيع يوسف شاكر الشهير بولائه للعقيد معمر القذافي.
وقالت نادية إن التلفزيون الليبي قدم كذلك أسرى آخرين جميعهم موثوقو الأيدي وكلهم من منطقة المرج.
وعبر كثيرون من الأهالي في بنغازي ومنهم نادية محمود عن خشيتهم من قيام كتائب القذافي برمي جثث القتلى في البحر لإخفاء أثرهم.