أعلن مسئول بمصفاة الزاوية الليبية الأربعاء، أن معارك ضارية أدت لاغلاق المصفاة وهي واحدة من أكبر المصافي الليبية، وتقع بمدينة الزاوية على بعد 50 كيلومترا غربي طرابلس. ونقلت وكالة "رويترز" عن المسئول "تم إطلاق الأسلحة الثقيلة في منطقة قريبة ولا يمكننا تشغيل المصفاة في هذه الظروف".
وكانت دبابات تابعة للزعيم معمر القذافي اقتربت من الميدان الرئيس الذي يسيطر عليه المعارضون بمدينة الزاوية، وقال مقاتل من المعارضة الليبية المسلحة من داخل المدينة "يمكننا رؤية الدبابات. الدبابات في كل مكان".
وتابع المقاتل ويدعى إبراهيم أن القوات الموالية للقذافي تسيطر على الطريق الرئيسي وضواحي الزاوية، وأضاف أن قوات المعارضين مازالت تسيطر على الميدان وأن " العدو" يبعد مسافة نحو 1500 متر.
وقال إبراهيم إن قناصة تابعين للجيش يتمركزون فوق أغلب المباني ويطلقون النار على كل من يجروء على مغادرة منزل، وأشارت إلى أن الغارات الجوية أدت إلى تدمير نصف المدينة.
ورسم صورة قاتمة للمدينة قائلا "العديد من القتلى سقطوا ولم يتسن حتى دفنهم. الزاوية باتت مهجورة ولا أحد في الشوارع ولا حتى الحيوانات ولا طيور في السماء.
وذكر أن قوات المعارضين قتلت ضابطا كبيرا من أقارب القذافي في القتال في وقت سابق هذا الأسبوع "لذلك يقصف المدينة. إنهم يريدون استعادة جثته وقد فعلوا".
وأضاف إن نحو 60 من المقاتلين المعارضين خرجوا من المدينة لمهاجمة قاعدة عسكرية تبعد 20 كيلومترا عن الزاوية يوم الثلاثاء، لكنه قال "لم يعد أحد ولا نعرف ما إذا كانوا أحياء أم قتلوا. لم نسمع منهم".
وقال أحد سكان الزاوية "الوضع ليس جيدا"، وأضاف "انهم يحاصرون الميدان بالقناصة والدبابات .. الوضع مخيف للغاية. هناك الكثير من القناصة".
وشهدت مدينة الزاوية الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين الثوار والكتائب التابعة للقذافي التي استخدمت راجمات الصواريخ وقصفت الثوار بالمدفعية الثقيلة. وأكد سكان بالمدينة، أن القناصة الذين نُشروا على أسطح المباني العالية يطلقون النار على المدنيين، وأن الكتائب اقتحمت بعض المنازل وقتلت ساكنيها بمن فيهم النساء.
ونقلت فضائية "الجزيرة" عن الناشط السياسي عبد الجبار الزاوي من مدينة الزاوية، إن كتائب القذافي فرضت "حظرا للتجول على طريقتها الخاصة" بنشر "قناصة استهدفوا كل من يخرج إلى الشوارع".
وأوضح الزاوي أن وسط المدينة تعرض لقصف بقذائف الهاون من مسافات بعيدة وفق إحداثيات مضبوطة، مشيرا إلى أن قصفا أصاب مسجدا بساحة الشهداء إضافة إلى "مسح مسجد بالكامل في منطقة أولاد عمارة".
وقال إن القوات الموالية للقذافي سيطرت على الطريق الساحلي الرابط بين شرق الزاوية وغربها، وهو الطريق الذي يصل طرابلس بباقي المدن الغربية.
في المقابل، أكد الناشط السياسي أن الثوار يسيطرون حاليا على وسط المدينة، وأنهم قتلوا أمس خلال المواجهات العميد حسين عبد الكبير ابن عم القذافي، وهو من مدينة سرت شرقي ليبيا.
الفوضى و(إسرائيل)! من جانبه، أكد العقيد الليبى معمر القذافى اليوم الأربعاء، أنه لن يغادر السلطة، محذرا من أن الفوضى ستعم المنطقة بأسرها وصولا إلى الدولة الصهيونية إذا سيطر تنظيم القاعدة على ليبيا.
وقال القذافى "أنا لا أحكم ليبيا.. فمنذ 1977 الشعب الليبى هو الذين يمارس السلطة"، وفق زعمه. إلا أنه أشار إلى أنه "إذا نجحت القاعدة فى الاستيلاء على ليبيا فان المنطقة بأسرها حتى اسرائيل ستقع فريسة للفوضى"، مؤكدا أن "الأسرة الدولية بدأت تفهم الآن أننا نمنع أسامة بن لادن من السيطرة على ليبيا وأفريقيا"، بحسب ادعاءاته.
ورفض القذافى فرض منطقة للحظر الجوى فوق ليبيا، معربا عن اعتقاده بأن "الليبيين سيرون أن هذه الدول تريد فعلا الاستيلاء على نفطهم وسيستولون على الأسلحة".
وكان القذافى حذر فى خطاب الليبيين من مطامع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا فى نفط بلادهم، مؤكدا وجود مؤامرة للاستيلاء على النفط الليبى.