إنه يبحث عن "مخرج مشرف"، كان ذلك ما خلص إليه السفاح قاتل الأسرى المصريين عضو الكنيست بنيامين بن إليعازر، وزير الصناعة والتجارة الصهيوني السابق، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس المتنحي حسني مبارك مساء الخميس قبيل أن يلقي الأخير خطابه المتلفز الذي أثار صدمة بالغة بين المتظاهرين مع إعلانه القرار بتفويض نائبه عمر سليمان اختصاصات رئيس الجمهورية. فبعد ساعات من الاتصال خرج بن إليعازر ليؤكد في تصريحات لإذاعة الجيش الصهيوني بثتها صباح الجمعة أن الرئيس المصري يبحث عن مخرج، مضيفًا بقوله "يعلم (أي مبارك) أن الأمر انتهى وأنها نهاية الطريق. لم يقل لي سوى شيء واحد قبل خطابه وهو أنه يسعى إلى مخرج".
وجاءت الكلمات التي وردت على لسان السفاح الصهيوني الأقرب إلى مبارك لتعطي مؤشرًا قويًا داخل الدولة الصهيونية على قرار وشيك لمبارك بالاستجابة للضغوط الشعبية الهائلة بالتنحي عن السلطة، قبل أن يصدر بيان بعد أقل من 24 ساعة أكد فيه تخليه عن السلطة.
وكشف بن إليعازر، الذي يقضي إجازة خارج فلسطينالمحتلة، أنه أجرى مع مبارك حديثا مطولاً، حلل خلاله مبارك الاوضاع في مصر، وأوضح أنه تحدث عن "أمور صعبة" حول مستقبل الشرق الاوسط، وأعرب عن مخاوفه من سقوط مصر بأيدي "الإخوان المسلمين"، كما نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وكان هذا هو الحديث الثاني الذي يجريه بن إليعازر مع مبارك، وذلك منذ اندلاع الثورة الشعبية في مصر، ويعد هو القيادي الصهيوني الوحيد الذي حافظ على اتصاله المباشر معه. كما حاول بن إليعازر الاتصال بصديقه عمر سليمان نائب الرئيس، لكنه لم يجد وقتا للحديث.
وقال بن إليعازر مستبقًا قرار مبارك "الوضع الآن هو ما الذي سيحدث بعد مبارك، وكل ما لدي قوله الآن هو السؤال: ما الذي سيحدث في المرحلة الانتقالية؟ من سيكون الزعيم المصري؟ ماذا ستكون عليه العلاقات الإسرائيلية - المصرية؟ وماذا سيكون وضع الإخوان المسلمين؟".
وفي أعقاب إصدار البيان بتنحي مبارك مساء الجمعة، قابلت تل أبيب القرار برد فعل حذر ممزوج بالخوف من تداعيات سقوط الرئيس الذي حافظ على علاقات سلام معها لأكثر من ثلاثة عقود.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسئول صهيوني كبير "إن اسرائيل تأمل ألا يحدث تخلي الرئيس مبارك عن السلطة تغييرا في علاقاتها السلمية مع مصر". وأضاف "من السابق لأوانه توقع كيف سيؤثر (التنحي) على الأمور"، وتابع "نأمل أن يحدث التغير إلى الديمقراطية في مصر بدون عنف وأن تبقى اتفاقية السلام".