كامل الوزير أمام «النواب»: لن أترك مصنعًا مغلقًا    أبرزها الأرز والسكر والمكرونة.. قرار عاجل من وزير التموين بحظر إخفاء 7 سلع    خريطة أماكن شقق الإسكان في 15 مدينة جديدة    من البناء إلى التكنولوجيا.. كيف دمر العدوان على غزة القطاعات الحيوية في إسرائيل؟    خبير علاقات دولية: إسرائيل أجهضت محاولات العودة إلى المفاوضات ووقف الحرب    "أطباء بلا حدود" تطالب بوقف القتل العشوائي للمدنيين بغزة    سجل أهدافا أكثر من عدد مبارياته.. مبابي لاعب الشهر في ريال مدريد    الأهلي يطير إلى الإمارات 17 أكتوبر لخوض السوبر المصري    مصرع وإصابة 3 آخرين إثر حادث انقلاب سيارة ملاكي في أسيوط    هل يستمر الارتفاع فى درجات الحرارة أثناء فصل الخريف؟ الأرصاد الجوية تجيب    انطلاق «غزة الدولى لسينما المرأة»    «أرشيف القاهرة» فى احتفالية ب «بيت السنارى»    أمين الفتوى: الإسلام لا يعارض العلم أو التقدم بل يشجع على الاستمتاع بالحياة    نادي أمريكي ينافس الدوري السعودي على ضم محمد صلاح فى الصيف    "اليوم" يرصد إقبال المواطنين على منافذ حياة كريمة لطرح اللحوم بأسعار مخفضة    وزيرة التضامن تستقبل اتصالا على الخط الساخن لبطاقة الخدمات المتكاملة.. فيديو    زمالك 2009 يهزم الإسماعيلى 1 - 0 فى بطولة الجمهورية للناشئين    د. محمد حسن البنا يكتب: ترشيد الإنفاق    اللواء نصر سالم: مصر السادسة عالميا بالقوات البحرية,, وتفتيش الحرب أظهر قوتنا    بتر ساق طفل صدمه قطار أثناء عبور السكة الحديد بأسوان    ضبط عامل نظافة تحرش بسيدة في القطامية    اكتويت بنار مجتمع البحث العلمى فسعيت لعلاج أمراضه    وزيرة التضامن: نهتم بخدمة المواطنين ومتابعة الخطوط الساخنة لتلقى الشكاوى    طرح البوستر الرسمي لمسلسل «6 شهور» بطولة نور النبوي    جميعة المؤلفين والملحنين تنعى الملحن محمد عبد المجيد    بالأرقام.. نقيب الصحفيين يكشف جرائم الاحتلال الصهيوني    انطلاق دورات التعامل اللائق مع رواد المساجد في الغربية ضمن مبادرة «بداية»    محافظ الأقصر يبحث مع وفد ياباني تبادل الخبرات في المجال الطبي    فحص 1513 مريضا خلال قافلة طبية مجانية لمبادرة" بداية جديدة" بالبحيرة    وكيل صحة الدقهلية يجرى زيارة مفاجئة لمستشفى حميات المنصورة    جامعة جنوب الوادي تنظم قافلة طبية بقرية أبنود بقنا    الشعب الليبي يحيي ويقدر الرئيس السيسي علي وقف الحرب الليبية ومنع تقسيم ليبيا..بقلم : اسعد امبية ابوقيلة .    فضل يوم الجمعة: عبادة الدعاء بين الثواب والاستجابة    مسلسل برغم القانون الحلقة 18.. بلطجي يعتدي على إيمان العاصي    رابيد بوخاريست: بوبيندزا جاهز للمشاركة وأزمة الزمالك ستُحل قريبًا    هشام زكريا: محمد عبد المنعم غير مؤهل للتواجد في أوروبا    هل سينتخب الأهلي نائبا جديدا خلفا ل العامري فاروق؟.. شوبير يكشف التفاصيل    زي النهارده.. اندلاع حرب البلقان الأولى بين الدولة العثمانية وصربيا وبلغاريا    النيران تلتهم محتويات شقة عروسين في كفر الشيخ| صور    ابتسامة وعلامة النصر.. كيف ظهر المتهم بقتل صديقته السويسرية بالفيوم في قفص الاتهام؟    خطوة جديدة لديوكوفيتش نحو البطولة 100 في مشواره    أمين "البحوث الإسلامية": الفتوى لها مكانة عظيمة في بناء إنسان قادر على التناغم مع الحياة    الحوار الوطنى يعلن بدء العد التنازلى لانتهاء استقبال مقترحات قضية الدعم    مجلس النواب يوافق على منحة بمليونَي دولار لإنشاء ممر ملاحي -تفاصيل    وزير المالية: الانتهاء من تنفيذ الحزمة الأولى للإصلاحات الضريبية    من أوراق التحقيقات .. حكاية ال 5 ملايين جنيه والفيديو الجديد فى قضية فبركة أعمال سحر وطلاسم لمؤمن زكريا    فريق طبي بقصر العيني يجري جراحة خطيرة لاستخراج "سيخ معدني" من عظام طفل    وزير خارجية المكسيك يتقدم بتعازيه إلى الحكومة المصرية وأسر الضحايا في حادث وفاة 3 مصريين    رئيس جامعة الأزهر يفرق بين «الفتوى والفتوة» ب ندوة دار الإفتاء    زعيم كوريا الشمالية: لا نسعى إلى الحرب مع جارتنا الجنوبية    إرادة الحياة المنتصر الوحيد.. لينا شاماميان تروج لحفلها المقبل في مهرجان الموسيقى    القدس خلال عام من العدوان.. 78 شهيدا و340 عملية هدم وأكثر من 50 ألف مقتحم للأقصى    «صاحبوهم تكسبوهم».. مبادرة جديدة لدعم الأهالي في تنشئة الأطفال    البابا تواضروس يستقبل وزير الري ووزير الأوقاف لمناقشة سبل رفع الوعي بأهمية ترشيد المياه بين المواطنين    أحمد مظهر.. فارس علق ملابسه العسكرية من أجل السينما    بنك المعرفة المصري يشارك بفاعلية في مبادرة بوابات التعلم الرقمي العام بإندونيسيا    موعد أول اختبار للطلاب في المدارس بالعام الدراسي الجديد    «إسقاط عضوية إسرائيل».. ننشر بيان مؤتمر التحالف التقدمي العالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثيقة: عريقات يبتكر حلا للحرم الشريف.. ويؤكد للصهاينة: القدس بالنسبة للسعوديين هى الحرم الشريف!
نشر في الشعب يوم 24 - 01 - 2011

بينت سجلات التفاوض التي حصلت عليها الجزيرة أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قد اقترح حلا غير مسبوق لتقسيم القدس ومقدساتها.

تبين محاضر الاجتماعات التي أقيمت في مقر وزارة الخارجية الأمريكية أن عريقات كان راغبا في التخلي عن الحرم الشريف، وإخضاعه للجنة دولية مقابل السيادة على مساحات أكبر من المدينة القديمة في القدس.

لقد كان موضوع السلطة على الحرم الشريف الذي يضم المسجد الأقصى من أكثر المسائل الخلافية تعقيدا بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني خلال عقود من المفاوضات بين الطرفين.

ففي اجتماع بتاريخ 21 أكتوبر 2009 مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل ونائبه ديفيد هيل والمستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركية جوناثان شوارتز، أخبر عريقات الأميركيين عن حله "المبتكر" لتقسيم المدينة القديمة في القدس.

معايير كلينتون
اقترح عريقات التمسك بما يسمى معايير كلينتون، وهي خطة قدمها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، وتقضي بموافقة مشروطة على الكتل الاستيطانية الغير شرعية، وأن يكون تبادل الأرض بين أراضي ما قبل 1967 وأراضي الضفة الغربية.

عريقات: إنها محلولة. لديكم صيغة معايير كلينتون. بالنسبة للسيادة على المدينة القديمة، ما عدا الحي اليهودي وأجزاء من الحي الأرمني.. يمكن أن يترك الحرم للنقاش لاحقا، هناك طرق مبتكرة، مثل تعيين هيئة أو لجنة تتولى مثلا عدم الحفر تحت المسجد الأقصى.. الشيء الوحيد الذي لا أستطيع فعله هو أن أتحول إلى صهيوني.

شوارتز: يجب التشاور مع السيناتور ميتشل، هذه فكرتك الخاصة.

عريقات: هذه المحاورة هي بصفتي الشخصية.

شوارتز: لقد سمعنا الفكرة من آخرين، لذلك أنت لست أول من يطرحها.

عريقات: الآخرون ليسوا كبير المفاوضين الفلسطينيين.

(لاحقا)
عريقات: حتى المدينة القديمة يمكن حل مسألتها (مناقشة تفاصيل السيادة على المدينة القديمة) ما عدا الحرم الشريف وما يدعونه هم جبل الهيكل. هنا تحتاج إلى أفكار مبتكرة من أناس مثلي...

دوافع غامضة
لا يعرف إذا كان عريقات قد أدلى بدلوه ليكسب إعجاب نظرائه الأميركيين أم ليكسر جمودا في المفاوضات استمر لأشهر عديدة، ولكنه في 15 يناير تباهى أمام طاقم ميتشل مرة ثانية بالعروض الفلسطينية، من ضمنها القدس، التي قدمت في أنابولس، أملا في أن تعتبر إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما السلطة الفلسطينية "شريكا كاملا في السلام".

عريقات: الإسرائيليون يريدون حل الدولتين ولكنهم لا يثقون بأحد. إنهم يريدون هذا الحل أكثر مما تتخيلون، وفي بعض الأحيان حتى أكثر من الفلسطينيين. ما في تلك الورقة تعطيهم أكبر أورشليم في التاريخ اليهودي، وعودة عدد رمزي من اللاجئين ودولة (فلسطينية) منزوعة السلاح... ماذا يمكنني أن أعطي أكثر من ذلك؟.

مصير القدس الشرقية
كانت محادثات كامب ديفيد عام 2000 المرة الأولى التي يجتمع فيها قادة فلسطينيون وإسرائيليون وجها لوجه ليناقشوا مصير القدس الشرقية المحتلة والمواقع المقدسة.

القانون الدولي وحدود عام 1967 تبين بوضوح أن الحرم الشريف ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن رئيس الوزراء الصهيوني السابق إيهود باراك والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كانوا رغم ذلك راغبين بمناقشة الحرم الشريف في مفاوضات كامب ديفيد، ورغبتهما تلك كانت مثار جدل كبير. الكثير من المشاركين بتلك المحادثات أجمعوا على أن مسألة الحرم الشريف كانت العائق الأكبر في وجه نجاح المحادثات.

ورغم المقترحات المتعددة من كلينتون لتقسيم السيادة على الحرم الشريف، رفض عرفات بكل فخر وأكد رفض منظمة التحرير الفلسطينية المساومة على الحرم الشريف. كان موقفا مبدئيا من عرفات صب عليه جام غضب الأمريكيين والصهاينة، إلا أنه أكسبه احترام الفلسطينيين والعرب والأمة الإسلامية جمعاء.

ائتلاف أولمرت
الحرم الشريف كان موضوعا نادرا ما أثير في عملية مفاوضات أنابولس التي شملت 260 جلسة محادثات بين نوفمبر 2007 وديسمبر 2008. ويعود ذلك أساسا إلى أسباب سياسية داخلية صهيونية. كان شركاء إيهود أولمرت (رئيس الوزراء الصهيوني وقتها) في الائتلاف يطالبونه بأن تظل مسألة الحرم والمواقع المقدسة بدون حل، لا بل إن حزب شاس اليهودي المتطرف هدد بأن ينسحب من الحكومة إذا ما تمت مجرد إثارة مسألة الحرم.

وهكذا كان الوفد الصهيوني المفاوض غير مفوض بالتحدث عن الحرم، كما جاء في اجتماع بتاريخ 2 يوليو 2008 على لسان عودي ديقل كبير مفاوضي حكومة أولمرت.

سأل ديقل عريقات قائلا "لماذا تصرون أن تثيروا مسألة القدس في كل مناسبة، أليس هناك تفاهم بين القادة حول هذا الموضوع؟". بهذه الكلمات يعترف الصهاينة بأنه "لا يمكنهم التفاوض على أي مسألة بخصوص القدس".

ورغم ذلك السلطة الفلسطينية قدمت وطرحت أفكارها، ولم تعر بالا للعواقب التكتيكية التي تترتب على تلك العروض، ورغم ما هو معروف عن الصهاينة بابتلاع أي تنازل يأتيهم دون إزعاج أنفسهم بدفع الثمن.

خلال اجتماع بتاريخ 29 مايو 2008 في القدس في مرحلة ما بعد أنابولس، قال ديقل لمسئولي السلطة الفلسطينية إن معايير عملية السلام قد تغيرت.

عجلة الزمن
قال ديقل لخبير الخرائط في منظمة التحرير الفلسطينية "منذ عام 2000، حدثت أشياء وبالتالي نحن لسنا في نفس النقطة التي انطلقنا منها. لقد بدأتم حربا مروعة ضدنا فقمنا بخلق واقع على الأرض. هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم، لذلك لا يمكننا العودة إلى كامب ديفيد. الظروف تغيرت بشكل كبير منذ ذلك الحين. الحقائق تغيرت. لذلك لا نقدر أن نوقف عجلة الزمن ونعتبر أننا لا زلنا في العام 2000. الشرق الأوسط قد تغير".

وأضاف ديقل في وقت لاحق من الاجتماع "نحن لسنا في موقع من أخذ منكم شيئا وعليه إرجاعه لكم. نريد دولة فلسطينية لأن ذلك في مصلحتنا، لا يمكننا أن نتوانى مع منطق "إرجاع ما أخذ".

وبعد أن فشلت محاولات أحمد قريع في اجتماع لاحق بإقناع الصهاينة بالعودة إلى الوراء، بدأ الفلسطينيون ومع انطلاق عملية أنابولس الاقتناع بضرورة الاعتماد على تدويل القدس.

في 31 أغسطس 2008 تلقى عباس مقترحا شفويا من أولمرت ينص على أن تشكل لجنة بعضوية الولايات المتحدة ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية لتحديد مصير الحرم الشريف.

إلا أن اللجنة لم تكن لتملك القوة لتجبر تل أبيب على توصياتها ولا حتى السلطة الفلسطينية، الطرف الضعيف في المفاوضات.

لجنة دولية للقدس
عريقات بدا راغبا في قبول الاقتراح، حتى وإن كانت الولايات المتحدة تفتقر إلى فهم تاريخي لقضية الحرم الشريف وتعتبر أقرب وأصدق حلفاء الدولة الصهيونية.

الأدهى من ذلك، أن كلا من مصر والسعودية والأردن سوف تستخدم اللجنة لمصلحة قضاياهت وكلهم، وخاصة السعودية، لديهم مصالح في وضع الحرم الشريف. فمنذ إطلاق مبادرتها للسلام في الشرق الأوسط عام 2002، والتي تبنتها الجامعة العربية، أصبحت القضية الفلسطينية والدولة الصهيونية في صلب اهتمامات المملكة العربية السعودية.

مع مشكلة التطرف المتصاعد في المملكة (القاعدة) ومع هاجس مواجهة إيران التي قد تمتلك سلاحا نوويا، أصبح من الواضح أن الوصاية على الحرم ستكسب صاحبها الولاية على الحرم والمسجد الأقصى أولى القبلتين.

في نهاية محادثات أنابولس وفي 2 ديسمبر 2008، أي قبل أسابيع من حرب غزة قال عريقات لديفيد ويلش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية إن "جل اهتمام السعوديين هي القدس، وليس تبادل الأرض ولا المناطق".

"بالنسبة لهم القدس هي الحرم" أضاف عريقات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.