قال العميد المهندس أركان حرب صفوت الزيات، الخبير العسكرى والإستراتيجى، أن حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية تأخر كثيراً فى ظل عالم "المجانين"، على حد وصفه، الذى يعيش فيه العالم فى الفترة الراهنة، مضيفاً أن ما يحدث الآن هو خطير للغاية لأن النظام أصبح عاجز عن حماية أفراد الشعب. وأكد فى الندوة التى عقدها حزب الوسط، مساء الاثنين، تحت عنوان "الأمن القومى المصرى فى ضوء قضية شبكة التجسس وحادث الإسكندرية"، أن طبيعة الحروب مازالت مستمرة إلا أنها مرت بعدة مراحل على مدى التاريخ منها ما كان يعتمد على حشد البشر مثلما فعل نابليون، أو حشد قوة النيران كما حدث فى الحرب العالمية الأولى ، بجانب حرب المناورة فى الحرب التى مثلت الحرب العالمية الثانية.
واعرب الزيات عن انزعاجه عندما رأى عنصرى الأمة كل فئة تهتف لنفسها ضد الأخرى، واصفاً رد الفعل المسيحى بأنه مفرط وقد يؤدى إلى صدام دامى مع الطرف الآخر المتمثل فى المسلمين، وأعرب الزيات عن اندهاشه من اهتمام العالم بحادث كنيسة القديسين فى الوقت الذى يقتل الآف من المسلمين يوميا بطرق بشعة فى العواصم الإسلامية دون أن يستنكر أحد تلك الجرائم، ورأى أن المجتمع لمصرى سيتعرض لمزيداً من الكوارث خلال الفترة القادمة لأن الشعب فقد المقاومة.
وأشار الى أن الديمقراطية قوة كبيرة تقوى الزعماء ولا تضعفهم، مثلما دعمت موقف بيجن، رئيس الوزراء الصهيونى الأسبق، فى مفاوضات السلام أمام السادات الذى كان يمثل القائد الملهم الذى لا يرجعه أحد فى قراراته لذلك كان من الطبيعى تقديم التنازلات، ومثلما جاءت برئيس مدنى اسمر على الولاياتالمتحدةالأمريكية هو باراك أوباما، وأعطته الحق فى أن يقيل الجنرالات، ورفض السيناريوهات الثلاثة التى عرضها عليه روبرت فيسك بخصوص مستقبل أفغانستان ، وخط بيده سيناريو جديد، موضحاً أن أوباما ليس رجل سلام بدليل أنه نفذ عمليات عسكرية فى العراق ضعف ما كانت فى عهد بوش ثلاث مرات، واستخدام طائرات بدون طيار فى أفغانستان، رغم ذلك أصبحت حركات التمرد أكثر تمردأً.
وأكد الزيات أن العالم العربى أصبح أمام "مجانين" عبروا المحيط الأطلنطى لقتال العرب والمسلمين الذين يجب أن يكونوا "مجانين" مثلهم، موضحاً أن الاحتلال هو من صنع اعداءه الذين يطورون من قدراتهم يوما بعد آخر مثلما يفعل تنظيم القاعدة الذى لا يتحرك زعيمه أسامة بن لادن إلا عن طريق الإنترنت، وحزب الله الذى لم ينشأ إلا بعد سقوط بيروت، لافتا إلى أنه لم يشعر بهزيمة 1967 إلا بعد أن قرأ نصوص كامب ديفيد التى وضعت قيود عسكرية وسياسية على مصر.
وأشار الزيات إلى التفوق العسكرى الإسرائيلى عن غيرها من البلدان العربية، موضحاً أن الدولة الصهيونية هى الثانية فى العالم بالنسبة لعدد الطائرات التى تعمل بدون قائد، وصنعت أول دفاع جوى صاروخى فى العالم، بجانب امتلاكها ستة أقمار صناعية على درجة كبيرة من الكفاءة، وكشف أن تل أبيب تحتاج إلى 8 بطاريات لتغطيتها كلياً، إلا أنها تمكنت من إنجاز بطاريتين وعجزت عن استكمال الباقى لعدم توفر ميزانية، مما دفع اوباما إلى تحمل 205 مليون دولار لتنفيذ ست بطاربات إضافية.
وقال أبو العلا ماضى، رئيس حزب الوسط، أن غضب المسلمين والمسيحيين مفهوم ومشروع، إلا أن هناك بعض الأطراف تستغل الأحداث لتصفية حسابات، مضيفاً أن مصر تعانى من ثلاثة احتقانات طائفى، اجتماعى، سياسى، هى التى تولد الكوارث الكبرى خاصة الاحتقان الطائفى.
ودعا ماضى المؤسسات الدينية المسلمة والمسيحية إلى تحمل المسئولية، موضحاً أن مسئولية مواجهة ما يحدث فى الفترة الراهنة من تداعيات حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية يقع على عاتق الجميع، رافضا تصريحات بابا الفاتيكان واعتبره تدخل فى الشأن الداخلى المصرى.