بعد يوم من الانفجار الذي استهدف موكبا للحوثيين في الجوف، أعلن في اليمن مساء الخميس الموافق 25 نوفمبر عن وفاة الزعيم الروحي للحوثيين بدر الدين الحوثي عن 86 عاما. وقال المكتب الإعلامي للحوثيين في بيان له "ننعي لأبناء الشعب اليمني وأبناء الأمة العربية والإسلامية وفاة العلامة بدر الدين الحوثي".
وأضاف البيان "العلامة أمضى جل أيامه مع القرآن حليفا وقائدا ومنهاجا في علمه وجهاده وثقافته وتربيته آمرا بالمعروف".
وتابع "الحوثي الأب كان أكثر علماء عصره معاناة وصبرا وتلقى المتاعب والاستهداف والنفي ومحاولات القتل المتعددة والمنع من السفر حتى لتلقي العلاج ذلك أنه كان يعاني طويلا من مرض الربو".
وكان بدر الدين تولى قيادة جماعة الحوثييين بعد مقتل نجله حسين الذي كان نائبا في البرلمان اليمني في انتخابات 1993 و1997 وذلك خلال المواجهة الأولى مع القوات اليمنية عام 2004.
ويعتبر بدر الدين الحوثي الأب الروحي لأتباع المذهب الزيدي في اليمن الذين خاضوا ستة حروب مع الحكومة انتهت بهدنة أعلنت في فبرير الماضي.
ويأتي الإعلان عن وفاة بدر الدين الحوثي بعد يوم من الانفجار الذي استهدف موكبا للحوثيين في شمالي اليمن وهم في طريقهم للاحتفال بيوم الغدير مما تسبب بمقتل 20 شخصا .
ووفقا لمصادر يمنية مطلعة ، فإن الانفجار الذي وقع الاربعاء الموافق 24 نوفمبر في مديرية الزاهر بمحافظة الجوف تسبب بإصابة عشرات الأشخاص ، هذا فيما رجح متحدث باسم الحوثيين أن الهجوم قد يكون انتحاريا، موضحا أن سيارة مفخخة اعترضت موكب الشيعة وأن بين القتلى أحد شيوخ القبائل في الجوف.
ومن جانبه ، اتهم الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام الحوثي الاستخبارات الأمريكية والصهيونية بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف قافلة من السيارات كانت متجهة للاحتفال بموسم ديني يعرف في المنطقة بعيد الغدير.
واعتاد الحوثيون الاحتفال بهذه المناسبة سنويا في ال18 من شهر ذي الحجة كل عام وهو يوم تولي الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه "الولاية" .
وقال الحوثي في حديث لقناة "الجزيرة" إن المؤشرات الأولى المستفادة من التحقيق تدل على أن هذا النشاط الإجرامي وراءه النشاط الاستخباراتي الأمريكي والصهيوني.
وأضاف أن طبيعة الحادث وأسلوبه وطريقته هي على النمط الأمريكي المعروف الداعي إلى إيجاد مشاكل طائفية ومذهبية بين فئات المجتمع الإسلامي.
وتابع "أمريكا وإسرائيل هما المستفيد الأول من مواجهة المناسبات الدينية التي تنمي الوعي السياسي تجاه المخاطر الكبرى التي تمر بها أمتنا اليوم وتفضح وتكشف المخططات الأميركية والإسرائيلية التي تسعى لاحتلال الشعوب والهيمنة عليها".
ومن جهته ، استبعد المحلل السياسي عادل الأحمدي المتخصص في شئون جماعة الحوثي وقوف تنظيم القاعدة وراء الحادث ، وقال ليس من مصلحة القاعدة أن تثير عليها حربا جديدة بينما تخوض حربا ضروسا على القوات اليمنية بدعم من أمريكا.
وأكد الأحمدي أن القاعدة والحوثي يلتقيان في معاداة أمريكا والنظام اليمني ولا توجد أي سوابق خلاف بين الحوثيين والقاعدة .
وتابع "المراقب لأعمال الحوثي في صعدة والجوف ضد القبائل والمواطنين الذين لا يوالونه لا يستبعد أن يكون مرتكبو الحادث مواطنين متضررين من جماعة الحوثي".
وتقع محافظة الجوف شرق محافظة صعدة معقل التمرد الحوثي، وأعربت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الثلاثاء عن قلقها من "التصعيد الخطير" للمعارك شمالي اليمن مع ارتفاع حدة المواجهات بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة رغم وقف اطلاق النار منذ حوالى تسعة أشهر بين الحكومة والحوثيين.