قتل 23 شخصا امس الاربعاء واصيب العشرات في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف موكبا من الشيعة الزيديين الذين كانوا ينوون الاحتفال بيوم الغدير في منطقة الجوف شمال اليمن حيث ينشط التمرد الحوثي، حسبما افادت مصادر متطابقة. واتهم مكتب زعيم حركة الحوثي في اليمن عبد الملك الحوثي الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية بالوقوف وراء تفجير سيارة مفخخة في موكب للحوثيين بمحافظة الجوف في محاولة لإشعال فتنة طائفية في اليمن بهذه العملية. وقال مكتب الحوثي في بيان رسمي "إننا نؤكد ومن خلال المؤشرات المستفادة من خلال التحقيق أن وراء هذا الحادث الإجرامي النشاط الاستخباراتي الأمريكي والإسرائيلي".
وأوضح "بينما كانت مجموعة من أبناء محافظة الجوف في طريقها للاحتفال بعيد الغدير في الساحة المعدة للاحتفال اعترضت الموكب سيارة مفخخة وانفجرت بجواره"، ولم يحدد البيان العدد الاجمالي للقتلى والجرحى، غير أن مصادر صحفية ذكرت أن عدد القتلى وصل إلى 23 قتيلا والعشرات من الجرحى.
وأضاف "هذا العدوان الإجرامي يحمل النمط والأسلوب الأمريكي الساعي إلى خلق مشاكل تحمل أبعادا مذهبية وطائفية كونه المستفيد الأول بكل الاعتبارات". وأشار الحوثي إلى أن "هذه الجريمة تسعى إلى إيقاف المناسبات الدينية التي تنمي الوعي السياسي تجاه المخاطر الكبرى التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية وخلق فوضى وإقلاق لأمن الناس واستهداف حياتهم كمسلمين'. وفي الوقت الذي دعا فيه المجتمع اليمني بكل أطيافه السياسية ومكوناته الاجتماعية إلى إدانة هذه الحادثة الدموية طالبهم بتحمل مسؤوليتهم 'في الدفاع عن أنفسهم كون الجريمة تستهدف الشعب اليمني المسلم".
ورجحت مصادر قبلية في الجوف وقوف عناصر تنظيم القاعدة وراء هذه العملية الانتحارية التي استهدفت موكب حوثيين والتي ليست من الشيم القبلية القيام بها، كما أنها لا تحمل بصمات الخصوم الآخرين لحركة الحوثي، حيث سارعت اللجنة الأمنية العليا للدولة إلى إدانة الحادثة ضد الحوثيين، رغم أن حركة الحوثيين خاضت ست حروب دموية منذ العام 2004 مع الدولة، توقفت آخرها مطلع العام الجاري.
وبررت المصادر القبلية فرضية وقوف تنظيم القاعدة وراء هذه العملية لأنها تحمل بصمات التنظيم كما أنها ربما "تأتي ردة فعل لما قامت به حركة الحوثي من إلقاء القبض على عناصر من تنظيم القاعدة خلال الشهور الماضية في الجوف".
وأوضحت المصادر القبلية أن سيارة رباعية الدفع اخترقت موكبا للحوثيين في محافظة الجوف المجاورة لصعده والتي أصبحت المعقل الأكبر للحوثيين بعد صعده، وانفجرت السيارة المفخخة بالقرب من سيارة الشيخ القبلي البارز عبدالله العجي بن عبدان الذي يعد السند القبلي للحوثيين والظهر الاقوى لهم في الجوف. وذكرت أن من بين القتلى في هذه الحادثة التي تعد الأكبر من نوعها ضد الحوثيين في الجوف نجلي زعيم الحوثيين في محافظة الجوف عبد الله العجي بن عبدان وحسين الهبيلي بن هضبان.
ويحتفل الحوثيون سنويا بمناسبة يوم الغدير الدينية في الثامن عشر من ذي الحجة، في العديد من المناطق اليمنية الشمالية التي أصبحت تحت سيطرتهم أو موالية لهم، كما يعد احتفال هذا العام بيوم الغدير "يوم الولاية"، الأكبر من نوعه في محافظة الجوف، خاصة بعد انضمام العديد من القبائل اليمنية المجاورة لمحافظة الجوف للمشاركة في احتفال هذا العام.
الى ذلك أدانت اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح امس الاربعاء حادث تفجير موكب للشيعة ادى الى مقتل عشرين منهم خلال توجههم للاحتفاء بيوم الغدير .وقالت اللجنة في بيان رسمي انها تدين 'الهجوم الانتحاري الذي استهدف تجمعاً للمواطنين في محافظة الجوف، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا الأبرياء'.
وقال مصدر في اللجنة الأمنية العليا في البيان "إننا ندين ونستنكر هذا الحادث وغيره من الحوادث والجرائم التي تستهدف الأمن والاستقرار والسكينة العامة والمواطنين الأبرياء، وتخالف قيم وأخلاق وتقاليد مجتمعنا اليمني الذي ينبذ كل أشكال التطرف والغلو والإرهاب والعنف". وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية في المحافظة تقوم بإجراء تحقيقاتها حالياً في هذا الحادث الإجرامي للكشف عن ملابساته، وستلاحق المتورطين فيه أينما كانوا وتقديمهم للعدالة.