تعرض العشرات من صحفيي الدستور، أثناء الوقفة الاحتجاجية التي نظموها صباح اليوم أمام مقر حزب الوفد بشارع بولس حنا بالدقي، للاعتداء من قبل الوفديين المتواجدين داخل المقر بالضرب والسب بألفاظ نابية يحاسب عليها القانون، قبل أن يقوموا بتفريق المتظاهرين بخراطيم المياه ورشقهم بالزجاجات التي تكسرت بالقرب منهم، إلا أن الصحفيين تماسكوا ورفضوا الرد عليهم أو الاشتباك معهم وفوتوا عليهم فرصة إفساد الوقفة بل على العكس زاد هتافهم حماسة وقوة، فيما حاولت قوات الأمن التصدي للوفديين ومنعهم من الاعتداء على المتظاهرين والمارة. وبدا أن رجال الوفد قد تفاجأوا بالوقفة، حيث لم يكونوا على علم بها أو لم يكونوا يتوقعون حجمها، بعدما أصابهم الذعر والفزع وتجمعوا أمام البوابات بعدما أغلقوها بشكل شبه كامل، قبل أن تتوتر أعصابهم ويثورون بشكل كبير على كل المتواجدين، حتى أنهم سبوا الصحفيين والمراسلين الذين جاءوا لتغطية الوقفة وهددوهم بالاعتداء عليهم بالضرب في حالة عدم مغادرتهم.
وكان المتظاهرون قد رددوا هتافات منها: أصحى يا سعد ويا نحاس .. البدوي كره فيكوا الناس، وبيع يا بدوي ضميرك بيع .. عمر الدستور مش هايضيع، ياللا يا بدوي قولها الآن كام كرسي في البرلمان، حزب الوفد رأيك إيه في اللي عمله سيد بيه
وأنهى الصحفيون وقفتهم وغادروا في شبه مسيرة وهم يهتفون لسعد زغلول ويرددون النشيد الوطني، برفقة رجال الأمن تحسبا لعودة رجال الوفد للاعتداء على الصحفيين.
فيما تعتبر تلك الوقفة أحد الوقفات النادرة التي تنظم من قبل أحد فئات الشعب للتنديد برجال حزب سياسي خلاف الحزب الوطني الحاكم.
شعور بالدهشة! من ناحية أخرى، أصدر ستة أعضاء بمجلس نقابة الصحفيين بيانا استنكروا فيه إقدام قيادات في حزب الوفد بالاستعانة بفرق من البلطجية والخارجين عن القانون ودفعهم للاعتداء الهمجي على صحفيي الستور، وهذا نصه..
استقبلنا بمزيج من الدهشة والاشمئزاز معلومات مؤكدة وموثقة عن إقدام قيادات في حزب الوفد بالاستعانة بفرق من البلطجية والخارجين عن القانون ودفعهم للاعتداء الهمجي على عشرات الزملاء الصحفيين أعضاء النقابة العاملين في صحيفة الدستور أثناء تجمعهم السلمي ظهر اليوم أمام مقر الحزب للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم لممارسات وارتكابات رئيسه الدكتور السيد البدوي شحاتة وزميله رضا إدوارد تجاه صحيفتهم بعد انتقال ملكيتها إليهما، وهي ارتكابات بدأت بإقالة غير قانونية لمؤسس الصحيفة ورئيس تحريرها إبراهيم عيسى وانتهت بالانقلاب الفوري على خطها التحريري والسياسي ومن ثم تصفيتها كأحد أهم منابر الصحافة الحرة في البلاد.
إن ما جرى اليوم وهذه الفعلة المشينة التي تورط فيها قادة في حزب يدعي معارضته للديكتاتورية والاستبداد والحكم البوليسي ويتشدق بشعارات الحرية والديمقراطية هو فضيحة مدوية بكل المعايير.
إن الموقعين على هذه البيان بصفتهم أعضاء في مجلس نقابة الصحفيين المعنية بالدفاع عن حقوق وكرامة كل الزملاء يعلنون أنهم سيبحثون في اجتماع قريب للمجلس اتخاذ الإجراءات القانونية والمهنية الكفيلة بحفظ حقوق الزملاء المعتدى عليهم فضلا عن عقاب وفضح المشاركين في هذا الاعتداء الآثم والمحرضين عليه بما في ذلك مناشدة جموع الصحفيين أعضاء الجمعية العمومية للنقابة مقاطعة أخبار حزب الوفد وقياداته حتى يتخذ الحزب إجراء عاجل وفوري ضد كل من تورط في هذه الفضيحة.
وختاما فنحن على ثقة تامة أن الزملاء الأعزاء العاملين في صحيفة الوفد يقفون معنا ويستنكرون مثلنا ما جرى وما تعرض له زملاء لهم يشاركون الانتماء لمهنتنا النبيلة ونقابتنا العريقة التي كانت وستبقى دائما في طليعة المدافعين عن حرية الرأي والتعبير.
جمال فهمي جمال عبد الرحيم محمد عبد القدوس صلاح عبد المقصود ياسر رزق عبير السعدي