في تطور جديد لأزمة صواريخ "ياخونت" الروسية التي تنوي روسيا تسليمها لسوريا وتخشى تل أبيب منها كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية في تقرير لها أمس عن قيام إيهود باراك وزير الحرب الصهيوني بمحاولة الحصول على مصادقة الإدارة الأمريكية لشراء وسائل قتالية متطورة على خلفية ما أسمته "صفقات الأسلحة الأخيرة في الشرق الأوسط" وهي الوسائل التي تتضمن صواريخ موجهة و قنابل خارقة للتحصينات. وكان باراك قد توجه إلى الولاياتالمتحدة، مجتمعا بعدد من كبار المسئولين الأمريكيين، بينهم وزير الحرب روبرت جيتس، ورئيس المجلس للأمن القومي الجنرال جيمس جونز، والمستشار الخاص دنيس روس، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
وقالت "يديعوت" في تقريرها أنه "في ظل التطورات في الأسابيع الأخيرة، من بينها صفقة الصواريخ الروسية لسوريا، وصفقة الأسلحة الأمريكية للسعودية، تضم مروحيات وسفن حربية وأنظمة دفاع مضادة للصواريخ، فإن إسرائيل تسعى لزيادة "الفجوة التكنولوجية" التي تقلصت في السنوات الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية"، وفقا لما نقلته الصحيفة عن إيهود باراك وزير الحرب الصهيوني.
يأتي هذا في الوقت الذي حذر فيه بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الصهيونية، مساء الأحد من تزويد روسيا لسوريا بصواريخ الياخونت موضحا ان تلك الصفقة تتطلب "ردا عسكريا"، ووصف نتنياهو الصفقة خلال جلسة وزراية طائرة ب"الإشكالية" قائلا "نحن نعلم بالصفقة منذ فترة وأجريت محادثات مع الروس على كافة المستويات لكن للأسف تتم الصفقة على مراحل وهي إشكالية".
في سياق متصل كشفت صحيفة "معاريف" الصهيونية، عن قيام هيئة الصناعات العسكرية بتل أبيب بالتعاون مع الجيش الصهيوني في تطوير منظومة سلاح متقدمة لوحدات المشاة أطلق عليها اسم "رفائيم"، وهي عبارة عن قاذف للقنابل اليدوية دقيقة التصويب وتعتبر من أدقّ أنواع الاسلحة في إصابة الأهداف التي تم تزويد المشاة في الجيش الصهيون بها.
وذكرت الصحيفة الصهيونية، أن منظومة السلاح الحديثة يمكنها إصابة تشكيلة متنوعة وواسعة من الأهداف وقد مرت بنجاح سلسلة تجارب أخيرة وبدئ بعرضها على جيوش أجنبية موضحة في تقريرها أن قاذفات "رفائيم" تعتمد على اجهزة تصويب بصري وتتيح أقصى درجة من الدقّة في إصابة الهدف، ونقلت "معاريف" عن ضابط بالقوات البرية قوله إن هذه المنظومة الذكية تتيح لجندي المشاة المقاتل التحرك بسرعة من مكان لآخر في نطاق قتال الشوارع المليء بالأهداف مع إطلاق ذخيرة متنوعة الى داخل المباني عبر نوافذها وذلك حتى من مسافة أكثر من 100 متر.
من ناحية أخرى حذر جيفري وايت المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي اي ايه)، من حرب محتملة بين تل أبيب ومنظمة حزب الله اللبنانية، وفي دراسة أصدرها وايت أكد أنه "اذا اندلعت الحرب مجددا على حدود فلسطين لاحتلال لبنان، لن يشبه الصراع كثيرا حرب 2006، بل سيكون حادثة، ربما مصيرية، وستؤدي الى تحول المنطقة بأكملها".
وقال المسئول الاستخباري السابق أن "مسرح الاعمال الحربية سيشمل 40 الف ميل مربع"، ويتضمن "لبنان وإسرائيل واجزاء من سورية"، موضحا أن "نهاية الاعمال الحربية في 2006 شكلت نقطة بداية التحضيرات للحرب المقبلة من قبل الطرفين، وان "الطرفين يستخدمان اسلوبا هجوميا بالنظر الى المواجهات السابقة"، على حد وصفه.
توقعات بنشوب حرب من ناحية أخرى، توقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، نشوب حرب جديدة بين الدولة الصهيونية من جهة وحزب الله و"حلفائه"، حماس وسوريا وإيران، من جهة أخرى.
وذكر المعهد فى دراسة حديثة له، حملت عنوان "إذا حانت ساعة الحرب: إسرائيل ضد حزب الله وحلفائه"، أن هذه الحرب من شأنها أن تغير الوضع فى الشرق الأوسط برمته حال نشوبها، مشدداً على أن هناك إمكانية أن تقضى الدولة الصهيونية على حركة حماس، وإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، على حد زعم الدراسة.
وبحسب الدراسة، أكد المسئول السابق فى وزارة الحرب الأمريكية جيفرى وايت، أن الجيش الصهيونى سيحاول تحسين أدائه العسكرى مقارنة بما خاضه خلال الهجوم على غزة فى 2009، متوقعا أن يتمكن الجيش الصهيونى من احتلال أجزاء من لبنان إضافة إلى قطاع غزة.
فى سياق آخر، أعرب السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، عن قلق مصر من جراء تطورات الأحداث فى لبنان. وقال المتحدث، فى تصريح له أمس، إن مبعث القلق لا يقتصر على تحدى بعض اللبنانيين المدعومين بقوة السلاح بالخارج عن سيطرة الدولة اللبنانية للسلطتين التنفيذية والقضائية فى البلاد بشكل سافر، وإنما يمتد ليشمل الوضع اللبنانى فى مجمله.
وذكر المتحدث الرسمى أن مصر، التى طالتها من تلك التطورات تجاوزات من بعض "المأجورين والحاقدين" على المواقف المصرية والمدفوعين لمهاجمة مصر وتوجيه السب لرموزها، آثرت "الترفع عن تلك التفاهات" تماما وعدم تمكين هؤلاء من الاستمرار فى تجاوزاتهم، حسب قوله.