أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس "مسئوليتها الكاملة" عن العملية البطولية، التي نفذها مقاومها مساء الثلاثاء (31-8) قرب قرية بني نعيم شرق مدينة الخليل المحتلة، وأسفرت عن مقتل أربعة مغتصبين صهاينة. وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، "نزف إلى شعبنا الفلسطيني بشرى تمكن مجاهدينا في كتائب القسام في الضفة الغربيةالمحتلة تنفيذ هذه العملية البطولية، كحلقة أولى من سلسلة عمليات في إطار الرد على جرائم الاحتلال". وشدد على أن "هذه العملية بمثابة رد طبيعي على جرائم الاحتلال التي تطال شعبنا في الضفة المحتلة، ورد على جرائم المغتصبين الصهاينة واستهداف المساجد والمقدسات". وقال إن هذه العملية توجه عدة رسائل، "الرسالة الأولى، أن المقاومة وبالرغم من حرب الاستئصال التي تتعرض لها على أيدي سلطة فتح والاحتلال هي باقية وموجودة وتستطيع أن تضرب في الوقت والمكان والزمان الذي تختاره".
وأضاف أن الرسالة الثانية، هي التأكيد على استمرار المقاومة والجهاد، وأن هذه العملية تأتي في هذا السياق.
رد على الجرائم الصهيونية وتابع "أن هذه العملية جاءت رداً على جرائم الاحتلال وقطعان المغتصبين الصهاينة ضد شعبنا لا سيما في الضفة المحتلة".
وأكد أن هذه العملية لن تكون الوحيدة، مشدداً على أنها جزء من سلسلة عمليات نفذتها "كتائب القسام" وستستكملها بإذن الله، في إطار استراتيجية المقاومة وفي إطار الرد على جرائم الاحتلال.
وحول تهديدات الاحتلال بشن عدوان رداً على هذه العملية، اكد أبو عبيدة، أن الاحتلال يحاول أن يقلب المعادلة، فهذه العملية هي رد فعل على جرائم الاحتلال، وهي حق مشروع في وجه الجرائم التي يشنها الاحتلال ضد شعبنا.
وقال "الاحتلال مستمر في عدوانه، وهو لا يحتاج إلى مبررات لشن عدوانه، وما نقوم به هو رد فعل على هذه الجرائم".
وأشار إلى أن هذه العملية البطولية وقعت داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، واستهدفت قطعان المغتصبين الصهاينة، الذين انفلت سعار جرائمهم ضد شعبنا في الفترة الأخيرة، وبالتالي هي عملية مشروعة ولا تعدو عن كونها ردة فعل على مجمل هذه الجرائم التي لا يمكن السكوت عليها.
جاهزون للرد وشدد على أن المقاومة وفي طليعتها كتائب القسام جاهزة للرد وللتعامل مع تطورات الموقف في إطار حماية أبناء شعبنا والرد على العدوان.
وحول الأنباء التي تحدثت عن بدء حملة مشتركة بين سلطة عباس، والاحتلال لملاحقة المقاومين، قال إن ذلك غير مستبعد بالنظر إلى التاريخ الأسود الذي تقوم به هذه الأجهزة ضد المقاومة.
وأضاف "عملية الخليل كانت رسالة واضحة بان كل محاولات الاستئصال لن تنجح في القضاء على جهادنا ومقاومتنا وبأننا ماضون بإذن الله".
وكان مقامون فلسطينيون قد نفذوا عملية جريئة مساء الثلاثاء أسفرت عن مقتل أربعة مغتصبين صهاينة قرب بلدة بني نعيم شرق مدينة الخليل المحتلة، وذلك قبل يومين من إطلاق المفاوضات المباشرة بين سلطة فريق أوسلوبرام الله والكيان الصهيوني.
وأفاد مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، التابع لحركة حماس، أن سيارة كان يستقلها مقاومون فتحوا النار من أسحلة رشاشة على سيارة لمغتصبين صهاينة كانت تنطلق من مغتصبة "كريات أربع" إلى الطريق الاستيطاني "60"، ما أسفر عن مقتل أربعة من ركابها.
وأضاف أن السيارة تمكنت من الانسحاب من المكان إلى جهة مجهولة، فيما تجري في المكان عمليات تمشيط مكثفة لقوات الاحتلال بالطائرات المروحية والمشاة على الأرض، وتطلق القوات القنابل المضيئة، كما وتشهد المنطقة استنفارا عسكريا صهيونيا كبيرا، حيث فرضت قوات الاحتلال طوقا أمنيا مشددا على المكان، ونصبت حواجز عسكرية مفاجئة على كافة مداخل الخليل.
جرأة ودقة في التنفيذ وقالت مصادر صهيونية أن القتلى الأربعة من عائلة واحدة ويقيمون في مغتصبة "بيت حجاي" جنوب الخليل، وهما رجلان وسيدتان وكانوا يستقلون سيارة من نوع "سوبارو" عندما هاجمهم مقاومون بإطلاق النار بشكل كثيف عليهم.
ونقلت المصادر عن أن المقاومين تمتعوا بجرأة كبيرة جعلتهم يترجلون من سيارتهم للانقضاض على المغتصبين من مسافة قريبة جدا، والتأكد من قتلهم جميعاً، قبل أن يتمكنوا من الانسحاب.
اقتحام بني نعيم وقد اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال قرية بني نعيم، شمال مدينة الخليل (جنوب الضفة الغربيةالمحتلة)، بحثاً عن منفذي العملية.
وقال شهود عيان إن قوات كبيرة من الجيش الصهيوني داهمت القرية، وفرضت حظر التجول على البلدة، بعد أن حاصرت جميع مداخلها.
كما أفاد شهود عيان أن ميليشيا عباس نصبت حواجز على مداخل المدينة الشمالية والغربية والشرقية، وتعمدت احتجاز المركبات والتدقيق في بطاقات ركابها وتفتيشها بحثا عن المقاومين.
حماس تبارك العملية من جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن العملية رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال المستمرة.
وقال الدكتور سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة في تصريحٍ مقتضب له مساء الثلاثاء (31-8): "نبارك هذه العملية، ونؤكد أنها دليل على فشل التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال لإجهاض مشروع المقاومة".
اعتراف صهيونى وفى المقابل، أكدت الإذاعة الصهيونية وقوع العملية، وقالت أن أربعة مغتصبين صهاينة قد قتلوا مساء الثلاثاء في اعتداء إرهابي بإطلاق النار قرب الخليل. بعد أن تعرضت سيارتهم التى كانوا يركبونها لإطلاق النار المكثفة إما من كمين أو من سيارة مسرعة بالقرب من مفرق "بني نعيم" مما أسفر عن مقتل جميعهم.
وقالت الإذاعة، أن القتلى الأربعة من سكان مغتصبة بيت حجاي جنوبي الخليل وهم رجلان وامرأتان تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعشرين والأربعين.
غير أن الإذاعة الصهيونية زعمت أن كتائب شهاد الأقصى التابعة لحركة فتح أعلنت مسئوليتها عن العملية.