اعلن نائب رئيس المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم في السودان، نافع علي نافع الخميس ان السودان لن يعترف باعلان محتمل لاستقلال الجنوب عبر تصويت في برلمان جنوب السودان من دون اجراء استفتاء. وسيختار سكان جنوب السودان في التاسع من يناير في استفتاء بين البقاء ضمن سودان موحد او الاستقلال. لكن اللجنة التي كلفت تنظيم هذا الاستفتاء الحاسم الذي قد يؤدي الى انقسام اكبر بلد افريقي لجهة المساحة، معطلة ولم يتمكن مسؤولوها من التوافق حول تعيين امين عام لها.
وقد يؤدي هذا الخلاف الى تغيير الجدول الزمني لفترة ما قبل الاستفتاء (فترة تسجيل الناخبين والحملة السياسية ...) وربما الى ارجاء الاستفتاء وحتى الغائه كما يرى محللون.
وقد حذر المتمردون الجنوبيون السابقون في الحركة الشعبية لتحرير السودان من انهم سيلجأون الى "آليات اخرى" اذا لم يتم الاستفتاء في الموعد المحدد.
واعلن نافع في مؤتمر صحفي في الخرطوم "اذا اقدمت الحركة الشعبية لتحرير السودان على اعلان استقلال جنوب السودان من خلال اعلان لبرلمان الجنوب فان ذلك سيعني نهاية سياسة" اتفاق السلام الذي انهى في 2005 اكثر من عقدين من الحرب الاهلية بين قوى شمال السودان وجنوبه.
واكد "لا احد سيعترف بذلك (اعلان الاستقلال) لانه لا يمكن لاي كيان ان يعلن استقلاله دون اجراء استفتاء". واضاف "نأمل ان ينظم الاستفتاء في التاريخ المقرر ونحن منفتحون على كل نقاش يهدف الى تسوية المشاكل التي تواجهها اللجنة" المكلفة الاستفتاء.
من جهة اخرى اعرب قائد العمليات الانسانية للامم المتحدة في السودان الاربعاء عن قلقه البالغ بسبب تدهور مناخ الثقة بين الجمعيات الانسانية وسلطات اقليم دارفور، بعد طرد خمسة مسؤولين في هذه الجمعيات.
وقال مكتب الاممالمتحدة في الخرطوم في بيان انه "في ضوء التهويل الكلامي الممارس ضد موظفي الاممالمتحدة، المتضمن ضغوطا لحملهم على مغادرة غرب دارفور والبلاد، يكرر منسق العمليات الانسانية ان لا هدف اخر للطاقم الانساني في البلاد سوى مساعدة السكان".
وابلغت السلطات في ولاية غرب دارفور نهاية الاسبوع الماضي ثلاثة مسئولين في الاممالمتحدة انها لا تستطيع ضمان سلامتهم وبالتالي عليهم مغادرة المنطقة خلال 24 ساعة.
كذلك، امرت السلطات اثنين من مسؤولي اللجنة الدولية للصليب الاحمر بمغادرة دارفور. وابدى منسق المساعدات الانسانية للامم المتحدة في السودان يورغ شاربنتييه "قلقه العميق لتدهور مناخ الثقة بين الجمعيات الانسانية والسلطات المحلية في دارفور". وهذا اول رد فعل لشاربنتييه على هذه القضية التي تشغل المهتمين بالشأن السوداني.
ودعا شاربنتييه الى الهدوء لتأمين احترام الالتزامات بين وكالات الاممالمتحدة وحكومة السودان.