ألقى لبنان بالمسئولية على لصهاينة في الاشتباك الذي وقع، يوم الثلاثاء، بين قوات صهيونية وقوات لبنانية وقتل فيه 3 لبنانيين وضابط صهيوني كبير في أخطر اشتباكات على الحدود بين البلدين منذ حرب 2006. وعقد المجلس الأعلى للدفاع في لبنان اجتماعا طارئا رأسه الرئيس ميشال سليمان، وحضره عدد من الوزراء وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وقال المجلس في بيان إن "إسرائيل تتحمل المسئولية عن اشتباك الأمس والخسائر التي وقعت في الأرواح والممتلكات وأن لبنان سيتقدم بشكوى إلي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، وأضاف البيان أن المجلس أعطى توجيهات بالتصدي لكل اعتداء على لبنان بالوسائل المتاحة.
من جهة أخرى، قالت مصادر عسكرية صهيونية إن الاشتباك الحدودي الذي وقع أمس مع الجيش اللبناني قد تم تدبيره والتخطيط له مسبقا من الجانب اللبناني، فيما حملت مصادر سياسية صهيونية حركة حزب الله اللبنانية المسئولية عن وقوع الاشتباكات.
ونقلت الإذاعة الصهيونية عن المصادر الأمنية القول إن "الاشتباك تم بمبادرة المستوى الميداني ما بين قائد سرية وقائد اللواء الشيعي من الجيش اللبناني المنتشر في المنطقة"، وأضافت أن المصادر أعربت عن اعتقادها بأن قيادة الجيش اللبناني كانت على علم بهذا المخطط وكانت تريد على ما يبدو أن يقتصر على إطلاق النار في الهواء فقط.
وفيما ذكرت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية أن قائد اللواء التاسع في الجيش اللبناني الذي يقف أفراده وراء الاشتباك قد استِبدل مؤخرا "بضابط شيعي مقرب من حزب الله" ومع أنها أشارت إلى أن الحركة نفسها لم تكن ضالعة بشكل مباشر في الاشتباك، إلا أن مصادر سياسية حملت الحركة المسئولية عما وصفته بأنه "اعتداء" نظرا "لتغلغل عناصر من حزب الله إلى داخل صفوف الجيش اللبناني".
ونقلت صحيفة "معاريف" عن هذه المصادر قولها إن "الصحفيين والمصورين الذين تواجدوا في مكان الحادث يعتبروا محسوبين على حزب الله، ونقلوا تقارير وصورا من المنطقة حتى قبل بدء تبادل إطلاق النار بين قوات الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية".
ويمثل هذا التصعيد أمرا غير معتاد ، حيث تبادلت القوات الصهيونية النيران مع الجيش اللبناني بدلا من مسلحي حزب الله الذي خاضت معه حرب عام 2006. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل جنديين وصحفي لبنانيين وضابط صهيوني كبير.
وأعلن الجيش اللبناني أمس أنه تصدى لدورية تابعة للجيش الصهيوني أقدمت على تجاوز الحدود اللبنانية عند بلدة العديسة، غير أن الجيش الصهيوني قال إن الصهاينة كانوا داخل الحدود الصهيونية عندما تعرضوا لإطلاق النار وأن القوات كانت تنفذ مهمة بالتنسيق مع قوات يونيفيل.