ذكرت مصادر في حزب الله أن هناك ما وصفته بأنه تحرك دولي مريب يستهدف الحزب "ولكننا على أعلى درجات الاستعداد والتهدئة". وقالت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة اليوم السبت "إنهم يحضرون شيئا ما لنا، لكننا على أعلى درجات الاستعداد والتهدئة". وكان الجيش الصهيوني قد نشر خرائط لمخازن ومستودعات أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان. ونقلت الإذاعة الصهيونية عن مسئول أمني قوله إنه في حالة تدهورت الأوضاع العسكرية في المنطقة الشمالية من البلاد، فسيتم تحذير السكان في الجنوب اللبناني مسبقا وسيمنحون مهلة لترك منازلهم وذلك لإفساح المجال أمام الجيش لمهاجمة قواعد ومستودعات حزب الله داخل قرى الجنوب مباشرة وبشكل مكثف ومركز. وأضافت مصادر حزب الله "سنبقى بعيدين كل البعد عن السجالات الكلامية النارية لأننا نريد أن يكون صيف اللبنانيين متكاملا وأن يمر بألف خير على الرغم من كل محاولات إسرائيل لتنفيذ ما فشلت فيه عام 2006 من تحجيم للمقاومة".
واعتبرت المصادر أن "تصرفات القوات الفرنسية العاملة في إطار قوة الأممالمتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) تماما كالسياسة الفرنسية الجديدة، تدل على أن فرنسا عادت لعام 1965 لتنفيذ سياسة التآمر على الوطن العربي".
تحذيرات صهيونية من ناحية أخرى، حذرت السلطات الصهيونية ليل الخميس الجمعة، رجال اعمالها وكبار المسئولين السابقين فيها من مخاطر التعرض للخطف في الخارج، فيما كشفت انباء عن قيام وزراء ومسئولين بارزين في الحكومة البريطانية بالعمل على تغيير قانون مذكرات التوقيف لمنع اعتقال المسئولين الصهاينة لدى قيامهم بزيارات الى المملكة المتحدة.
وحذر بيان لمكتب مكافحة الارهاب التابع لرئيس الوزراء الصهيوني هؤلاء المواطنين الذين يعتبرون اهدافا بارزة، من مخاطر "التعرض لخطف او اعتداء" في الخارج.
وقال المكتب انه "يملك معلومات تشير الى تهديدات مصدرها حزب الله وايران".
وبحسب المكتب الصهيوني، فان حزب الله اللبنانى يسعى للانتقام لمقتل عماد مغنية القيادي العسكري في الحزب الذي قتل في فبراير 2008، في انفجار سيارة مفخخة بدمشق نسبه حزب الله للصهاينة.
وطلب المكتب الصهيوني لمكافحة "الارهاب" من المواطنين الصهاينة مضاعفة الحذر، ومن ذلك "العدول عن عقد لقاءات غير مبرمجة خصوصا في اماكن معزولة وليلا، وعدم استقبال زوار في غرف فنادق وتفادي السير في طرق معتادة". كما ذكر بتعليماته بعدم السفر الى بلدان تعتبر "خطرة" مثل بعض الدول العربية.
الى ذلك ذكرت صحيفة "جويش كرونيكل" الجمعة ان وزراء ومسئولين بارزين في الحكومة البريطانية يعملون على تغيير قانون مذكرات التوقيف لمنع اعتقال المسئولين الصهاينة لدى قيامهم بزيارات الى المملكة المتحدة.
وقالت الصحيفة، التي تصدر من لندن، ان القضية عادت الى سطح الاحداث من جديد هذا الاسبوع بعد الغاء العقيد في الجيش الصهيوني، اودي بن موحا، سفره الى بريطانيا بقصد الدراسة الجامعية خوفا من اعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب.
واضافت ان الحكومة الائتلافية الجديدة في بريطانيا تريد تجنب الجدل السياسي الذي اندلع مطلع العام الحالي في اعقاب اصدار محكمة بريطانية مذكرة اعتقال بحق زعيمة المعارضة الصهيونية وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، وتأمل ان تحسن العلاقة مع الدولة الصهيونية لكي يتمكن وزير خارجيتها ويليام هيغ من زيارتها لطمأنة السياسيين الصهاينة ان بامكانهم زيارة المملكة المتحدة للمشاركة في المؤتمرات السنوية للاحزاب البريطانية.
واشارت الصحيفة الى ان وزارة الخارجية البريطانية اكدت أن هيغ ملتزم بتنفيذ التعهدات التي قطعها بعد الانتخابات بالتحرك بشكل سريع لتغيير قانون اصدار مذكرات التوقيف، ووصف الوضع القائم بأنه "غير مرض ويتعذر الدفاع عنه ويتعين تصحيحه".
ونسبت "جويش كرونيكل" الى مسئول وصفته بالبارز في الجيش الصهيوني قوله ان حكومة بلاده "تلقت ضمانات من الحكومة السابقة في بريطانيا ومن حزب المحافظين، الشريك الرئيسي في الحكومة الائتلافية، بشأن تغيير قانون اصدار مذكرات الاعتقال".
واضاف المسئول الصهيوني "ان ناشطين مدافعين عن الفلسطينيين، ومن بينهم بعض الاسرائيليين، يفعلون كل شيء لمطاردة ضباطنا".
وجهة نظر شخصية وعلى صعيد آخر، حذفت بريطانيا مدونة على الموقع الالكتروني لسفيرتها في بيروت أشادت فيها بالمرجع الشيعي اللبناني آية الله العظمى محمد حسين فضل الله وهو من الزعماء الأوائل لحزب الله الذي توفي الأسبوع الماضي.
واعتبرت وزارة الخارجية البريطانية التصريحات التي أدلت بها سفيرتها لدى بيروت بأنها وجهة نظر شخصية تعكس لغة الاعتدال في آرائه في السنوات الأخيرة.
وفي مدونتها التي كتبتها تحت عنوان "وفاة رجل دمث" قالت فرانسيس جاي إنها حزنت لوفاة فضل الله وإن العالم "بحاجة الى مزيد من الرجال من أمثاله الذين يريدون التواصل بين الأديان".
ويجل الكثير من الشيعة فضل الله في أنحاء الشرق الأوسط واسيا الوسطى وكان يشتهر بآرائه الاجتماعية المعتدلة ومحاولة تضييق هوة الاختلافات بين الطوائف الإسلامية المختلفة. لكن الولاياتالمتحدة والدولة الصهيونية كانتا تصنفانه إرهابيا لصلاته بحزب الله ولتأييده الهجمات الاستشهادية ضد الدولة الصهيونية.
وقال ييجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الصهيونية "الشيخ فضل الله كان ملهما للتفجيرات الانتحارية والاغتيالات والعنف الوحشي"، حسب زعمه. لكن السفيرة البريطانية قالت إن العالم بحاجة الى (المزيد من أمثاله).
وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن مدونة جاي حذفت "بعد بحث مدروس".
وجاء انتقاد مدونة السفيرة البريطانية بعد فصل محررة كبيرة لشئون الشرق الأوسط بشبكة (سي.إن.إن) الامريكية نشرت رسالة على موقع تويتر قالت فيها إنها تحترم فضل الله.
وفي مدونتها قالت السفيرة إنها بهرت حين التقت برجل الدين الراحل. وكتبت جاي "حين تزوره تكون متأكدا من حدوث مناقشة حقيقية ومجادلة محترمة وتعلم أنك ستترك مجلسه وأنت تشعر أنك انسان أفضل". وأضافت "اذا كنت حزنت لسماع النبأ (وفاته) فإنني أعلم أن حياة آخرين ستتأثر بشدة بالفعل. ليرقد في سلام".
وكان فضل الله مؤيدا للثورة الإيرانية وأحد أوائل الداعمين لحزب الدعوة العراقي الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي. كما كان الزعيم الروحي والمرشد لحزب الله حين تأسس بعد الغزو الصهيونى للبنان عام 1982 غير أنه نأى بنفسه فيما بعد عن علاقات الحزب مع ايران.
وألقيت باللائمة على حزب الله الذي تدعمه ايران في خطف غربيين في الثمانينات وشن هجمات انتحارية على أهداف امريكية وفرنسية بلبنان.