جمدت الإمارات العربية المتحدة 41 حساباً مصرفياً متصلاً بهيئات وأفراد إيرانية يشملها قرار تشديد العقوبات على إيران الصادر عن مجلس الأمن الدولي. وذكرت صحيفة "بيزنس 247" الإماراتية امس الاثنين أن المصرف المركزي أرسل تعميماً إلى جميع المصارف والشركات المالية والاستثمارية وغيرها من الشركات العاملة في القطاع المالي في الإمارات قال فيه إن هذه الخطوة تستند إلى "القرار رقم 1929 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وأكد المصرف أنه يتعين على جميع المؤسسات المالية الخاضعة له تجميد أي حسابات أو ودائع وتوقيف أي حوالات بأسماء أفراد وهيئات واردة في قرار مجلس الأمن. ويشمل القرار 3 مرفقات بأسماء الهيئات والأفراد يضم الأول 22 هيئة وشخصا واحدا متورطين ببرنامج إيران الصاروخي أو النووي، فيما يشمل الثاني 15 هيئة تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني، ويشمل الثالث 3 هيئات تابعة لخطوط الشحن الإيرانية.
وشدد المصرف على ضرورة أن تجمد المؤسسات المالية بشكل فوري أي أموال تعود إلى الأسماء الواردة في التعميم غير أنه حذرها من تجميد حسابات أو منع تسليم أي أموال في حال لم تكن الأسماء والتفاصيل متطابقة تماماً من دون أدنى شك في ما ورد فيه. وكانت تقارير أفادت أن الإمارات أغلقت أكثر من 40 شركة دولية ومحلية لارتباطها بالحرس الثوري الإيراني. وأشارت إلى أن السلطات الإماراتية أعلنت أنها ستغلق أي شركة يثبت ارتباطها بالحرس الثوري الإيراني وغيره من الهيئات والأفراد التي يشملها قرار مجلس الأمن رقم 1929.
يذكر أن مجلس الأمن كان تبنى في التاسع من يونيو الماضي رزمة من العقوبات الجديدة على إيران شملت تجميد أصول المزيد من الشركات والأفراد في مسعى دولي لكبح طموحاتها النووية.
الى ذلك قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ان تأكيدات الولاياتالمتحدة بان ايران ربما يكون لديها وقود يكفي لصنع قنبلتين نوويتين تثير قلقه وحذر من انه اذا تأكد ذلك فان ايران ربما تواجه اجراءات جديدة.
وقال ليون بانيتا مدير المخابرات المركزية الأمريكية في مقابلة مع شبكة إيه.بي.سي التلفزيونية الأمريكية ان الوكالة تعتقد أن إيران لديها حاليا كمية من اليورانيوم المنخفض التخصيب تكفي لصنع قنبلتين لكن سيتعين على طهران تخصيب هذه الكمية اولا.
وقال ميدفيديف للصحفيين في تورونتو حيث حضر اجتماع قمة مجموعة العشرين "بالنسبة لهذه المعلومات لا بد من التحقق منها. على اية حال مثل هذه المعلومات تكون مثيرة للقلق دائما لان المجتمع الدولي لا يعترف اليوم بالبرنامج الايراني بوصفه شفافا".
ونادرا ما يعلق الزعماء الروس على بيانات وكالة المخابرات الامريكية وتشير تصريحات ميدفيديف الحادة الى الهوة التي زادت بين موسكووطهران في الاشهر الاخيرة.
وقال ميدفيديف "اذا ثبت صحة ما تقوله الاجهزة الامريكية الخاصة فهذا سيجعل بالتأكيد الوضع اكثر توترا ولا استبعد ضرورة النظر في هذه المسألة على نحو اضافي".
وذكرت وكالة المخابرات المركزية الامريكية انه كي تحصل ايران على مواد نووية تكفي لصنع قنابل يتعين عليها تخصيب اليورانيوم المنخفض التخصيب الموجود لديها.
وقال بانيتا "نقدر أنهم إذا اتحذوا هذا القرار فربما يستغرق الأمر عاما للوصول إلى ذلك وربما عاما آخر لتطوير نظام للإطلاق لجعل ذلك ممكنا".
واتهمت ايران وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية الاثنين بشن "حرب نفسية" عليها تعقيبا على تصريحات مديرها ليون بانيتا الاثنين، واكدت ان السي اي ايه تعلم ان البرنامج النووي الايراني لا يخفي اهدافا عسكرية. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن المتحدث باسم الخارجية رامين مهمانبرست قوله ان "مثل هذه التصريحات هي جزء من حرب نفسية اطلقت لاعطاء انطباع سلبي عن الانشطة النووية السلمية لايران". واضاف ان "المسئولين الامريكيين وخصوصا اجهزة استخباراتهم، يعلمون اكثر من اي كان بان البرنامج النووي الايراني ليس عسكريا".
من جانبه قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني امس الاثنين ان تصورات قادة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى حول ملف بلاده النووي "خاطئة".
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) ان كلام لاريجاني جاء تعليقا على بيان قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى حول الملف النووي الإيراني التي اختتمت في كندا السبت الماضي. وقال لاريجاني ان تصورات قادة الدول الثماني "خاطئة وان الامريكيين ضلوا طريقهم في التعاطي مع البرنامج النووي الإيراني".
وقال "انهم يواصلون إصدار القرارات، انهم ليسوا صادقين في قراراتهم وليسوا صادقين في المبادرات التي يطرحونها، انهم يصدرون قرارات من جهة ويقترحون إجراء الحوار من جهة أخرى". وكان قادة الدول الثماني انتقدوا إيران بشدة في بيانهم الختامي بسبب برنامجها النووي.
واعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاثنين ان ايران لن تستأنف المباحثات مع القوى الكبرى بشأن الملف النووي قبل نهاية اغسطس مع طرحه عدة شروط لهذه المحادثات وذلك ردا على فرض عقوبات دولية جديدة على طهران.
وقال احمدي نجاد ردا على سؤال وجه اليه اثناء مؤتمر صحفي "سنؤخر المفاوضات بسبب سلوكهم السيئ وتبني قرار جديد (في مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات على ايران)".
واضاف "لن تكون هناك مفاوضات قبل نهاية شهر مرداد (22 اغسطس) في منتصف (شهر) رمضان، انها الغرامة التي يتوجب عليهم دفعها لتعلم اللياقة واسلوب مخاطبة الامم الاخرى"، في تلميح الى العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي في التاسع من يونيو على ايران.
الى ذلك اكد الرئيس الايراني ان المحادثات بين ايران ودول "مجموعة فيينا" (الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية) بخصوص تبادل محتمل للوقود النووي ينبغي ان توسع لتشمل البرازيل وتركيا.
وقال "نحن مستعدون للتفاوض بشأن تبادل الوقود (النووي مع القوى العظمى) على اساس اعلان طهران" الذي وقعته في مايو ايران وتركيا والبرازيل. واضاف "اذا كانت روسيا وفرنسا والولاياتالمتحدة في جانب، فان ايران ستذهب مع تركيا والبرازيل".
واعتبر "ان تشكيلة المفاوضات يجب ان تتغير"، ايضا بالنسبة للمحادثات مع مجموعة الدول الست (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) المحاور الرئيسي لايران حتى الان لمجمل الملف النووي.
وتابع "من قال ان دول مجموعة 5+1 وحدها يجب ان تشارك في المفاوضات؟ يجب ان تكون دول اخرى ايضا حاضرة".
وطرح احمدي نجاد شرطا اخر لاستئناف المحادثات النووية مؤكدا ان على القوى العظمى ان تعطي "موقفها بكل وضوح بشأن الاسلحة النووية التي يمتلكها النظام الصهيوني".
ورفض احمدي نجاد ايضا اتهامات رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) ليون بانيتا بان ايران قد تمتلك اسلحة نووية اعتبارا من 2012، مؤكدا من جديد ان طهران لا تسعى لاقتناء مثل هذه الاسلحة و"تؤيد بقوة نزع الاسلحة".
واضاف "اننا قلنا بوضوح ان السلاح النووي جيد بالنسبة للدول المتخلفة سياسيا والتي تفتقر الى المنطق". واستطرد "ان تكديس الاسلحة الذرية هو اليوم اكثر الامور حماقة".