اعتبر رئيس كتلة حزب الله فى البرلمان اللبنانى "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن هناك من يتآمر من أجل حماية الدولة الصهيونية بعد أن أوقعت نفسها نتيجة ارتكاباتها وجرائمها فى الحرب على لبنان وعلى غزة وفى التهديد والاعتداء والقرصنة على أسطول الحرية والتجاهل المزمن للقرارات الدولية وعدم احترام حقوق الإنسان. وقال رعد اليوم الأحد، إنه رغم كل هذه المآزق يحاول الغربيون أن ينتشلوا الدولة الصهيونية منها لإنقاذ سمعتها وكيانها، لافتا إلى أن دعوة رئيس وزراء أسبانيا السابق خوسيه ماريا أزنار كل دول الغرب للدفاع عن تل أبيب واستنقاذها لأن نهايتها هى نهاية للغرب، ولأنها تشكل الخط الدفاعى الأول عن مصالح الغرب فى منطقة الشرق الأوسط تكشف عن حقيقة معتقدات الغرب تجاه الصهاينة.
وأضاف أنه على الرغم من أن تركيا صديقة للولايات المتحدة وعضو فى حلف الأطلسى وشريكة مع الدول الأوروبية، لكن ولأن المشكلة بينها وبين الدولة الصهيونية، فإن كل أصدقائها وحلفائها المفترضين وقفوا إلى جانب الأخيرة ضدها ولم تستطع تركيا حتى الآن أن تأخذ موافقة الغرب على تشكيل لجنة تحقيق دولية لتحدد المسئول عن العدوان على أسطول الحرية.
وأشار إلى أن لبنان ومنذ ثلاث سنوات ونصف السنة على انقضاء حرب يوليو 2006 فإنه مازال حتى الآن ينتظر جدوى الرهان على الدبلوماسية من أجل أن تخرج القوات الصهيونية ليس من مزارع شبعا وإنما من القسم الشمالى من بلدة الغجر، موضحا أن الوقائع تؤكد أن الصهاينة يريدون أن يفرضوا شروطهم ويصروا على عدم الانسحاب من البلدة أو حتى تسليمها إلى القوات الدولية.
ورأى أن تل أبيب تربط عودة قرية الغجر إلى السيادة اللبنانية بموافقته على مطلبها فى التفاوض المباشر وغير المباشر ولاستدراج لبنان إلى مفاوضات تريد تل أبيب من ورائها أن تنتهى إلى معاهدة بينها وبين لبنان.
وأكد رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد أن لا أحد فى هذا العالم يعطى شيئا للآخرين دون ثمن، والمقاومة تدرك هذه الحقيقة لأن أرض لبنان لم تتحرر إلا حين دفع ثمنا باهظا.
وسخر النائب رعد من الأطراف التى تدعو إلى حياد لبنان، مؤكدا أن الذين يطرحون موضوع حياد لبنان لا يدركون حجم المشكلة بين لبنان والصهاينة.
وانتقد رعد، البطريرك المارونى نصر الله صفير- دون أن يسميه- بسبب تصريح أخير له أكد فيه أن لبنان يحرص على أحسن العلاقات مع جميع جيرانه، معتبرا أن من الوهم تسويق مثل هذه القناعات عبر هذه التصريحات.
وطالب رئيس كتلة حزب الله بتشكيل لجنة تحدد المفهوم القانونى للجار، مشددا على أن الدولة الصهيونية ليست بجار للبنان، وإنما هى عدو وجودى للأمة وهى غاصبة ومحتلة للمقدسات وللأرض.
كما أشار رعد إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع- دون أن يسميه- معتبرا أن هناك من يقوم بجولات خارجية، ويقول إن المقاومة فى لبنان لا تملك قرارها وإنما هذا القرار فى يد دول أخرى.
وطالب رعد كل من يتهم المقاومة بأنها لا تملك قرارها بالتوقف عن المشاركة فى الحوار الوطنى والتوجه إلى الدول التى تملك قرار المقاومة للتحاور معها.
ووصف النائب رعد مثل هذه المواقف بأنها نوع من الخداع والابتزاز والتحريض وتكشف عن عنصرية، داعيا كل الطوائف فى لبنان إلى إبداء الحرص، لكى تعيش معا فى بلد توحده رؤية سياسية شاملة وموقف سياسى وطنى يلحظ حاجات ومصالح لبنان بعيدا عن أن يكون ممرا ومعبرا للمصالح الاستراتيجية للدول الكبرى.
