خيمت على الشارع القبطي أمس صدمة إثر تسرب أنباء من داخل الكاتدرائية بوسط القاهرة تفيد بانسحاب البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية من مجلس كنائس الشرق الأوسط بعد اتهام بطريرك الروم الأرثوذكس بالقدس للكنيسة القبطية 'بالخيانة' في مؤتمر عقد بالأردن في 19 نيسان/ابريل الماضي.وقال مصدر كنسي ان البابا رفض السماح للأنبا بيشوي وعدد من مستشاريه بالرد على بطريرك الروم، كما رفض البابا وساطات بعض البطاركة ورؤساء الطوائف التي استمرت طوال الأسبوعين الماضيين إلى أن انتهى لقرار 'الانسحاب' من المجلس. وتواترت أنباء عن عزم عدد من قساوسة لبنان التوافد للقاهرة من أجل حث البابا على التراجع عن قطيعته والعودة للتعاون مع ذلك التجمع. ووصف المصدر أن المجلس الذي كان لسان حال مسيحيي المنطقة في بقية المجالس المسكونية العالمية، وحضرت اليه وفود لتسمع شكاوى مسيحيي المنطقة، وحصل الأقباط على أموال طائلة، ملايين الدولارات تأتي إلى كنائسنا وأساقفتنا وخاصة أسقفية الخدمات التي لعبت دوراً هاماً في تنمية الكنيسة في كل الجهات خاصة من الناحية الاجتماعية.وقال قس بارز من احدى كنائس شبرا الخيمة إلى أنه منذ شهرين تنبأ بعض المطارنة والشيوخ بسقوط وانهيار مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي ولأكثر من ثلاثين سنة كان فضاءً واسعاً تلتقي فيه كنائس الشرق الأوسط ومكاناًَ يتبادل رؤساء الكنائس من بطاركة ومطارنة وشيوخ ورؤساء كنائس ويتداولون شؤون المسيحيين في الشرق الأوسط. وأشار أحد قيادات الكنيسة إلى أنه عندما تسلمت الكنيسة المصرية لأول مرة منصب الأمين العام وجاء د.جرجس صالح وهو المقرب جداًَ من قداسة البابا ونيافة الأنبا بيشوي، بدأ الضعف يدخل في هذه المؤسسة المسكونية ويؤثر على نشاطاتها وموظفيها، وقد بذلت الكنائس غير القبطية جهوداً من أجل عدم غرق سفينة المجلس في لجة البحر، ولكن جهودها كانت تصطدم دائماً بعقلية غير متطورة لا ترى الأمور إلا من زاوية واحدة ولا تفكر إلا بمصلحتها الخاصة، وقد تحدث بعض رؤساء الكنائس عن قلق الكناس إذا استمرت الأمور على الشكل الذي كان يقوده الأمين العام ولكن دون جدوى قالمكتوب كان واضحاً.وأشار المصدر الى أن العلاقة بين الاقباط والكنائس الاخرى في الامور الايمانية كانت سيئة، فضلا عن أن العلاقة بين الكنائس المختلفة كانت سيئة أيضا. وفي سياق متصل عبر عدد من الرهبان عن فرحتهم بسبب قيام البابا بتلك الخطوة معتبرين إياها ثأراً للكنيسة الأرثوذكسية التي اتهمت بالخيانة بغير جريرة على حد رأيهم. وقد تقدم البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية باستقالته رسميًا من عضوية مجلس كنائس الشرق الأوسط، بعد اتهام بطريرك الروم الأرثوذكس للكنيسة القبطية بخيانة "عهد" المسيح، خلال المؤتمر الأخير للمجلس الذي عقد بالأردن في 19 من أبريل الماضي. وكانت مشادة قد اندلعت بين البابا ثيوفيلوس الثالث بطريرك الروم الأرثوذكس بالقدس، والأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والممثل الرسمي للبابا في المؤتمر، إثر رفض الأول منح الثاني الكلمة للرد على اتهامه الكنيسة القبطية بالخيانة والكيل بمكيالين، وذلك بدعمها استمرار جرجس صالح الأمين العام الحالي للمجلس الذي ينتمي للكنيسة القبطية، وذلك خلال الجلسة التي كان يرأسها. وعلى إثر ذلك قرر البابا شنودة الاستقالة من المجلس كممثل للكنيسة الأرثوذكسية، وقرر تجميد جميع النشاطات الخاصة بالكنيسة القبطية بالمجلس، بعد فشل كل الوساطات لإثناء البابا عن "الانسحاب" من المجلس. وقال مصدر بالمقر البابوي إن البابا شنودة اشترط اعتذار بطريرك القدس عما بدر منه تجاه الكنيسة القبطية وبشكل علني للتراجع عن استقالته. ومجلس كنائس الشرق الأوسط هيئة دينية تضم العائلات الكنسية الأربع في الشرق الأوسط أي الأرثوذكسية والأرثوذكسية المشرقية والإنجيلية والكاثوليكية، ويتخذ من بيروت مقرًا له وله مكاتب أخرى في القاهرة وليماسول وعمان والقدس وطهران. وتأسس المجلس في عام 1974، وكان يضم في البداية كنائس العائلة الأرثوذكسية والعائلة الأرثوذكسية المشرقية والعائلة الإنجيلية، ولاحقا عام 1990 انضمت العائلة الكاثوليكية للمجلس بكنائسها السبع الموجودة في المنطقة. ويقول المجلس إن غايته العمل على تعزيز روح الوحدة المسيحية بين الكنائس المختلفة في المنطقة، وذلك من خلال توفير سبل الحوار فيما بينها ومن خلال إقامة الدراسات والأبحاث المشتركة التي تشرح تقاليد الكنائس الأعضاء، وإقامة الصلوات المشتركة لاسيما أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس المسيحية.