أثار اتهام الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله الحكومة بإصدار أوامر لمنع إيصال إمدادت السلاح للمقاومة اللبنانية، أثناء الحرب مع العدو الصهيوني، في تموز/يوليو الماضي، ردود فعل من جانب القوى المساندة لحكومة فؤاد السنيورة ومن قبل السنيورة ذاته. إذ اتهم رئيس الوزراء اللبناني الجمعة (8/12) نصرالله "بالتهديد بانقلاب"، بينما استمر الاعتصام لليوم الثامن في وسط بيروت، للمطالبة بإسقاط الحكومة، في ما يعكس استمرارا للأفق المسدود في الأزمة الراهنة في لبنان، نافيا اتهام نصر الله له بالعمل على منع وصول السلاح للمقاومة في الجنوب. ورد السنيورة في كلمة أمام وفود شعبية مؤيدة، زارته في السراي الحكومي، على خطاب نصرالله الليلة الماضية، متهما إياه بأنه "يحاول القيام بانقلاب، أو يهدد بانقلاب"، وأن "لهجته تحمل كل التهديد وبذور الشقاق بين اللبنانيين". ورد رئيس الحكومة على نقاط عديدة من خطاب نصرالله، متهما إياه بأنه بث "أجواء مشحونة، وساده "التوتر والغضب والصلف". وقال رئيس السنيورة إن "أسلوب التهديد والوعيد لا ينفع، وأسلوب الفرض، ووضع الناس على أعصابها، وتدمير الاقتصاد كله يسبب مشكلات". وأضاف أن هذا الأسلوب "يؤدي إلى أن يخسر نصرالله والمقاومة كل رصيدهما عند العرب والمسلمين في العالم". وسأل "هل شوارع بيروت هي للمقاومة؟ هل نقاتل "إسرائيل" في بيروت؟" في إشارة إلى الاعتصام المفتوح الذي دعت إليه المعارضة بقيادة حزب الله في وسط العاصمة اللبنانية، وعلى مقربة من مقر رئاسة الحكومة. من جهته قال مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في خطبة الجمعة "إننا نقف بكل قوة إلى جانب رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ونعتبر أن إسقاطه وحكومته في الشارع هو خط أحمر لن نسمح بتجاوزه أبدا". في حين قال الشيخ فتحي يكن الذي يترأس "جبهة العمل الإسلامي" إن الحشد المستمر تجاوبا مع الدعوة إلى الاعتصام "يمكن أن يستمر لا لأسبوع آخر ولا لشهر آخر.. يمكن أن يستمر سنة بعد سنة، حتى إسقاط المشروع الأميركي". وأضاف "سيكون لبنان مقبرة المشروع الشرق الاوسطي الجديد"، في إشارة إلى مشروع الرئيس الأميركي جورج بوش حول "الشرق الأوسط الكبير". وكان الشيخ حسن نصر الله قد اتهم الحكومة اللبنانية بإصدار مرسوم لمنع إيصال إمدادات السلاح إلى المقاومة اللبنانية في حربها ضد الكيان الصهيوني، في فترة الحرب. كما اتهم جهازا أمنيا مقربا من الأغلبية الحاكمة بأنها كانت تتعاون مع جيش الاحتلال الصهيوني، وأنها كانت تبحث عن مقر إقامته، بهدف تزيد جيش الاحتلال به لاغتياله. واعتبر نصر الله أن الحرب شنت على لبنان بتحريض من بعض الجهات داخل الحكومة اللبنانية، مشددا على أن تلك الجهات اتصلت بالجانب الأمريكي وطلبت منه أن يأمر قوات الاحتلال الصهيوني بشن الحرب على لبنان للتخلص من دور حزب اله ونفوذه. وقد نفت قيادة الجيش اللبناني أن تكون تلقت أمرا من رئيس الحكومة "بمصادرة سلاح المقاومة" خلال الحرب في تموز/يوليو الماضي. وقالت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان صادر عنها إن "الجيش الذي لم يتوان طيلة الفترة السابقة لحرب تموز/يوليو وخلالها عن دعم المقاومة والتصدي للعدوان الإسرائيلي (...) تؤكد قيادته أنها لم تتلق أمرا من رئيس الحكومة بمصادرة سلاح المقاومة الذي ينقل إلى الجنوب".