أكدت دول مجلس التعاون الخليجي على موقفها الثابت تجاه الملف النووي الإيراني وحرصها على أن يكون سبباً في استقرار المنطقة وحسن الجوار وليس التدخل في شؤون دول الخليج جاء ذلك خلال لقاء دول التعاون الخليجي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الاثنين، الذي يزور قطر لإجراء مباحثات لإقناع دول الخليج بمنافع الاتفاق النووي الإيراني. وقال وزير خارجية قطر خالد العطية، متحدثاً باسم دول التعاون باعتبار قطر المضيفة للمحادثات: إن المجلس يريد أن يقي المنطقة من أية أخطار أو تهديدات للأسلحة النووية. وأضاف أن وقاية المنطقة من أخطار وتهديدات الأسلحة النووية تتم من خلال السماح باستخدام التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية طبقًا للقواعد الدولية. وتابع قائلا: “نتطلع بأمل لأن يؤدي الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1) إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدين أهمية التعاون مع إيران على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفض المنازعات بالطرق السلمية”. وتخشى معظم دول الخليج العربية أن يسرع الاتفاق المبرم بين إيرانوالولاياتالمتحدة وخمس قوى عالمية أخرى، من وتيرة تحسن العلاقات بين طهران وواشنطن ويشجع إيران على دعم حلفائها في المنطقة، وفقاً لرويترز. وفي الشهر الماضي، وافقت القوى العالمية الست على رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف لإنتاج قنبلة نووية، وهو ما تنفيه طهران باستمرار مؤكدة على سلمية برنامجها. واتهم كيري، الأحد، إيران بأنها الراعي الأول للإرهاب في العالم، وأنه من المهم للغاية لهذا السبب تحديدًا ضمان عدم حصولها على سلاح نووي. وقال كيري: “لا يوجد شك على الإطلاق في أنه إذا طبقت خطة فيينا بالكامل فإنها ستجعل مصر وكل دول المنطقة أكثر أمنًا”، مضيفا أنه سيناقش سبل ضمان مستقبل أمن المنطقة خلال محادثات الدوحة.
الدور الروسي
وسيعقد كيري أيضاا اجتماعًا ثلاثياً مع نظيريه الروسي سيرجي لافروف والسعودي عادل الجبير، يقول مسؤولون أمريكيون إنه سيركز على الحرب في سوريا. وتحاول روسيا تحقيق تقارب بين الحكومة السورية وبين دول في المنطقة مثل السعودية وتركيا لتشكيل تحالف من أجل محاربة تنظيم داعش. وقال كيري الشهر الماضي، إنه يعتزم مناقشة سبل محاربة داعش مع لافروف، والدور الذي يمكن أن تلعبه إيران بهذا الشأن. ونشرت أكثر من صحيفة عربية مقالاً لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، يحث فيه دول الخليج العربية على العمل مع إيران للتصدي لموجة انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط. ويرى مسؤولون أمريكيون إن مساعي كيري الدبلوماسية في الدوحة هي استكمال لقمة مع قادة دول الخليج استضافها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في منتجع كامب ديفيد في (مايو)، ولم يحضرها ملكا السعودية والبحرين. وخلال هذه القمة رد أوباما على مخاوف دول الخليج من الاتفاق النووي مع إيران وتعهد بدعمها ضد أي “خطر خارجي”، وبأن تدرس الولاياتالمتحدة استخدام القوة العسكرية للدفاع عنها. لكن أوباما لم يصل إلى حد عرض معاهدة دفاع رسمية كانت بعض دول الخليج تسعى لإبرامها، لكنّه أعلن عن إجراءات تتضمن دمج أنظمة الدفاع الصاروخية وتعزيز الأمن البحري وأمن الإنترنت ووافقت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء على بيع صواريخ باتريوت الاعتراضية للسعودية بتكلفة متوقعة 5.4 مليار دولار إلى جانب ذخيرة لعدد من أنظمة الأسلحة بقيمة 500 مليون دولار.