هددت حركة طالبان السبت بتصعيد الهجمات ضد القوات الألمانية في أفغانستان في أعقاب وقوع هجوم لطالبان أسفر عن مقتل ثلاثة جنود ألمان. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان لوكالة الأنباء الألمانية، سيكون هناك مزيد من القتلى في صفوف القوات الألمانية في حال استمرار توجدها في أفغانستان. وأضاف مجاهد، الذي كان يتحدث عبر الهاتف من مكان سري، إن الجماعة المسلحة حذرت الحكومة الألمانية والبرلمان لكي تسحب قواتها من أفغانستان، لكنهم لم يستجيبوا لذلك. وتابع "لا نرغب في أي مشكلات مع ألمانيا.. أفغانستانوألمانيا تربطهما علاقات تاريخية لذا يتعين عليها (ألمانيا) مواصلة مساعدة أفغانستان والامتناع عن دعم قوات الغزاة"، وذلك في إشارة واضحة للقوات الأمريكية التي أطاحت بنظام طالبان في أواخر عام 2001. وكانت حصيلة الاشتباكات الدامية الجمعة ثلاثة قتلى من الجنود الألمان وأربعة جرحى، إصاباتهم خطيرة، وأربعة آخرين إصاباتهم خفيفة. وجرت الاشتباكات بين نحو مئة من مقاتلي طالبان وعدة مئات من الجنود الألمان والجنود الأفغان. لم يعرف حتى الآن عدد قتلى طالبان في الاشتباكات. ورفض الجنرال الألماني لايدنبرجر تأكيد التقارير الصحفية التي ذهبت إلى أن قياديا بارزا في طالبان أصيب في هذه الاشتباكات التي وقعت في مقاطعة شار داره التي تسودها الاضطرابات، بل إنها أخطر منطقة في محيط مدينة قندز شمال أفغانستان. وتسيطر طالبان على أجزاء من هذه المقاطعة التي فقد العديد من الجنود الألمان حياتهم فيها. كما يتعرض معسكر الجنود الألمان في قندز بشكل متكرر لإطلاق الصواريخ من قبل طالبان. وتصلح المنطقة الجبلية في المقاطعة لإعداد كمائن حيث هوجمت الدورية العسكرية الألمانية الجمعة عندما كانت بصدد إخلاء أحد الطرق من الألغام. وقع الهجوم على مقربة من ضفة نهر قندز الرملية، وهي نفس الضفة التي شهدت قبل سبعة أشهر قصف شاحنتي وقود اختطفهما مقاتلو طالبان من القوات الدولية. وكان القصف بأمر من عقيد ألماني وطال 142 شخصا ما بين قتيل وجريح، تبين فيما بعد أن أغلبهم مدنيون. واستدعى العقيد الألماني جيورج كلاين مقاتلات حلف شمال الأطلسي (ناتو) لقصف الشاحنتين المختطفتين ظنا منه أن طالبان ستستخدمهما في تنفيذ هجمات على المعسكر الألماني القريب من مكان الاختطاف. واستدعت قوات الجيش الألماني الجمعة دعما جويا أيضا خلال الاشتباكات. غير أن الطائرات التي وصلت أرض المعركة لم تلق قنابل. وكانت هناك عقب الاشتباكات تكهنات بأنها وقعت انتقاما من طالبان للقصف الذي وقع قبل سبعة أشهر وأدى إلى مقتل عشرات المدنيين. وذهب البعض إلى أن طالبان تعمدت اختيار يوم الجمعة العظيمة لتنفيذ الهجوم الواسع. ولا يخفى على أحد التأثير الواسع الذي ستحدثه هذه الهجمات في الإعلام الألماني. وأكد الجنرال الألماني لايدنبرجر أن الجيش الألماني سيستمر في إنجاز مهمة حماية الشعب الأفغاني من طالبان مضيفا: سنضطر لتحمل ذلك وسنستمر في تنفيذ المهمة، هذا هو الهدف الذي أرسلنا الجيش الألماني من أجله إلى هنا. ومن المنتظر أن يتم نقل الجنود الأربعة المصابين بجروح خطيرة إلى ألمانيا اليوم. ومن المرجح أن يتم تأبين القتلى الأربعة هذا الأسبوع في قندز.