يحتفل العالم الإسلامي فى مثل هذا اليوم بإحياء "يوم القدس العالمي"، والذي يوافق الجمعة الأخيرة في شهر رمضان المبارك، ويأتي هذا اليوم ليذكر الجميع بأهمية توحد الأمة الإسلامية واستنهاض قواتها للدفاع عن القدس الشريف. إلا أن اليوم، يحل والأمة الإسلامية ممزقة، والعالم العربي منقسم، فالدول الإسلامية تتصارع فيما بينها، والاقتتال الشعبي الداخلي يفتك بالكثير من بلدان العرب والعالم الإسلامي. سوريا إيران الدولة الداعية لاحتفالات يوم القدس العالمي قبل 36 عاما من الآن على لسان مرشدها الأعلى "الخميني" تدخل في صراع مع المملكة العربية الإسلامية أحدى أكبر الدول الإسلامية السنية. واليمن إحدى الدول الإسلامية والعربية الذي يحتفل كل عام بذكرى يوم القدس، إلا أن احتفال العام يأتي في ظل اقتتال حاد بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران ومواليها من جهة، والقوات اليمنية الحكومية مدعومة من السعودية من جهة آخرى. وكذا الوضع في ليبيا التي تشهد اقتتالا طائفيا داخليا هو الأقوى في تاريخها، أما في سوريا فالوضع مستمر في الانحدار منذ 4 سنوات، فالنظام السوري بقيادة بشار والجماعات المسلحة من جهة أخرى وداعش من جهة ثالثة يفتكون بالسوريين. أما العراق فيشهد موجة من الصراع الدموي المصبغ بصبغة الطائفية، بالإضافة إلى اضطرابات لبنان والبحرين وانتشار التنظيمات المسلحة في باقي بلدان العالم العربي. الاحتفال بيوم القدس العالمي كان عادة يوحد العرب والمسلمون على كلمة سواء، ورغم عدم توقف الاحتفالات بذلك اليوم في معظم تلك البلدان إلا أن الهدف الأسمى منه وهو التوحد لم يعد موجودا. الاحتلال يتوحش لم تمنع أصوات شعوب العالم العربي والإسلامي الاحتلال الإسرائيلي من وقف عدوانه على فلسطين، فالاحتلال والذي خاض أشرس معاركه ضد قطاع غزة العام الماضي يمضى قدما في مخطط تهويد الأقصى. ويمر ذكرى يوم القدس العالمي ولم تزل فلسطين محتلة وشعبها يعاني ما بين أسير أو جريح أو مهجر أو نازح، وآخرون يعيشون وسط ركام منازلهم المهدمة، لاسيما في قطاع غزة المنكوب والذي ينتظر الإعمار. تتوحش قوات الاحتلال الإسرائيلي يوما بعد يوم ضد الفلسطينيين، وتتبع سياسة التهويد الممنهجة عبر ضم الأراضي الفلسطينية وزيادة عدد المستوطنات، مع أسر أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب الفلسطيني. وتشير البيانات لعام 2014، إلى أن نسبة السكان اللاجئين في فلسطين حوالي 41.2% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين، وتشير البيانات إلى أن حوالي 25.2% من السكان في الضفة الغربية لاجئين، في حين بلغت نسبة اللاجئين في قطاع غزة حوالي 66.8%. وذكر مركز الإحصاء الفلسطيني، أن سجلات وكالة الغوث (الأونروا) تظهر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها بتاريخ الأول من يوليو عام 2014، نحو 5.5 مليون لاجئ وهذه الأرقام تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين. خامنئي ويوم القدس العالمي هو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس، ويوافق آخر جمعة في شهر رمضان ويتم فيه حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في بعض الدول العربية والإسلامية في مختلف أنحاء العالم. ونشأ الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة في إيران بعد ثورة 1979، وجاء الاحتفال باقتراح من قبل آية الله الخميني، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آنذاك، في أغسطس من ذلك العام. وقال الخميني في إطلاقه لذلك اليوم: “إنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين”. احتفالات إسلامية واحتفلت العديد من الدول الإسلامية بيوم القدس، إذ جابت التظاهرات الحاشدة شوارع إيران لاسيما في العاصمة طهران. وفي العراق خرجت مسيرات في عدد من المناطق وجابت مسيرات حاشدة شارع فلسطين شرقي بغداد، لإعلان تضامنهم مع البلدان الإسلامية بمناسبة يوم القدس العالمي، بحضور شخصيات دينية وعشائرية. وتوافد آلاف المصلين إلى المسجد الأقصى في يوم القدس العالمي في الجمعة الرابعة من شهر رمضان المبارك. وفي غزة، تتواصل الاستعدادات لإحياء يوم القدس العالمي حيث رفعت يافطات تدعو لإحياء هذا اليوم بعنوان" صرخة المستضعفين"، فيما دعت فصائل المقاومة الدول الإسلامية لتحمل مسؤولياتها تجاه قضية القدسوفلسطين. وفي لبنان، دعت كتلة المقاومة في البرلمان إلى أن يكون يوم القدس العالمي مناسبة لتوحيد الجهود والإمكانات لمواجهة العدو الوجودي المتمثل بالكيان الإسرائيلي . وتعد القدس أكبر مدن فلسطين التاريخية مساحةً وسكانا وأكثرها أهمية دينيًا واقتصاديًا. تُ ونعرف بأسماء أخرى في اللغة العربية مثل: بيت المقدس، القدس الشريف، وأولى القبلتين، وتُسميها إسرائيل رسميًا: أورشليم ويعتبر النزاع القائم حول وضع القدس مسألةً محورية في الصراع العربي الإسرائيلي، إذ أقدمت حكومة الاحتلال بعد حرب سنة 1967 بين الجيوش العربية والإسرائيلية على احتلال القدسالشرقية التي كانت تتبع الأردن، وألحقتها بإسرائيل واعتبرتها جزءاً لا يتجزأ منها. ولم يعترف أغلبية المجتمع الدولي بهذا الضم، وما زال ينظر إلى القدسالشرقية على أنها منطقة متنازع عليها ويدعو بين الحين والآخر إلى حل هذه القضية عن طريق إجراء مفاوضات سلميّة بين إسرائيل والفلسطينيين.