أمر جودلاك جوناثان نائب الرئيس النيجيري قوات الجيش بتولي مسئولية الأمن في مدينة جوس عاصمة ولاية باتو بوسط البلاد لمنع المزيد من الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين مسلمين ومسيحيين هذا الأسبوع وأدت إلى مقتل أكثر من 460 شخصا. وقال جوناثان في بيان بثه التلفزيون على الهواء : "أمرت اليوم الجيش بقيادة قوات الأمن وتولي الأمن بالكامل في المناطق المتأثرة بما في ذلك المناطق التي تعتبر معرضة للخطر"، مضيفا: "قوات الأمن لديها تفويضا واسعا من الحكومة الاتحادية للسيطرة على الوضع بصورة عاجلة"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء. وأوضح جوناثان أن الوضع في جوس بات تحت السيطرة، متعهدا باسم حكومته بمنع تكرار أعمال العنف الطائفي مرة أخرى. وكان الهدوء قد عاد الخميس 21-1-2010 إلى المناطق المشتعلة في مدينة جوس النيحيرية وبدأ السكان الذين فروا في العودة إلى ديارهم بعد تخفيف السلطات الحكومية حظر التجوال الذي فرضته في وقت سابق هذا الأسبوع بعد اندلاع الاشتباكات. وقال محمد أغوراغو الذي يقيم في الضاحية الشمالية بمدينة جوس للوكالة الفرنسية: "الأمر انتهى حاليا على ما يبدو.. لكن هناك جنودا في الشوارع"، وسمحت عودة الهدوء النسبي بإقامة جنازات ومقابر جماعية للعشرات من القتلى. وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت بين مسلمين ومسيحيين في مدينة جوس النيجيرية خلال الأيام الخمسة الماضية أسفرت عن مقتل نحو 460 قتيلا من الجانبين، وقدر الصليب الأحمر النيجيري أن نحو 17 ألف شخص فروا من منازلهم ولجئوا إلى الجامعات والمستشفيات والمدارس منذ أن بدأت الاشتباكات يوم الأحد الماضي. ويرجع خبراء نيجيريون الاضطرابات الأخيرة إلى أن خلافا سياسيا اقتصاديا عرقيا وراء هذه الاشتباكات وليس خلافا دينيا كما تشيع بعض وسائل الإعلام. ووقعت الاشتباكات الأخيرة بعد مشادة حول إعادة بناء منازل تم تدميرها في اشتباكات أخرى وقعت عام 2008، عندما وقع أسوأ قتال بين المسلمين والمسيحيين منذ سنوات في البلاد، وأسفر عن مقتل المئات من السكان آنذاك. ويبلغ تعداد سكان نيجيريا حوالي 125 مليون نسمة بحسب إحصاء رسمي حديث، لكنه لا يوجد تعداد دقيق لتقسيمات السكان في نيجيريا على أساس الدين أو العرق. ومدينة جوس هي عاصمة ولاية بلاتوه التي يمثل المسلمون 50% من سكانها، بينما يشكل المسيحيون النصف الآخر، وكانت عدة أحداث دامية قد تكررت في هذه المدينة في السنوات الماضية بسبب التنافس على النفوذ السياسي والاقتصادي بين الفريقين، وأسفرت هذه الصراعات عن مقتل مئات من المواطنين هناك، بحسب مصادر أمنية. وفي نيجيريا أكثر من 200 جماعة عرقية تعيش في سلام جنبا إلى جنب، رغم أن الحرب الأهلية خلفت مليون قتيل فيما بين عامي 1967 و1970، ومنذ ذلك الحين شهدت البلاد نوبات من الاضطرابات الدينية.