قال تقرير أعدته وزارة الحرب الأمريكية (البنتاجون) إلى أن التهديد الداخلي يمثل مشكلة لا تستطيع الوزارة التعامل معها، وتمثل ذلك في عدم القدرة على تجنب حادثة قاعدة "فورت هود" حيث قتل الرائد الأمريكي الفلسطينى الأصل نضال حسن 13جنديا أمريكيا كانوا فى طريقهم للشرق الأوسط. وزعم خبراء في الأمن القومي الأمريكي أن تكون الخشية من الإساءة للمسلمين أو من الظهور بمظهر عدم الاكتراث إزاء الدين هو السبب الذي جعل الجيش الأمريكي يغفل عن المؤشرات التي كانت تدل على منفذ عملية "فورت هود".
وأشارت صحيفة واشنطن تايمز إلى أن مسئولين بالبنتاجون سعوا الأسبوع الماضي إلى التقليل من أهمية الأسئلة حول لماذا غفل المشرفون في الجيش والمسئولون في مكافحة "الإرهاب" بمكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكى عن ما أسموه بالمؤشرات التحذيرية أو فشلوا في اتخاذ إجراءات ضد نضال حسن قبل قتله 13 جنديا في "فورت هود".
ونسبت إلى الديمقراطي أيك سكيلتون المسئول عن لجنة الخدمات العسكرية التابعة لمجلس النواب قوله إن جلسات الاستماع العسكرية المزمع إجراؤها يوم الأربعاء القادم ستبحث التباينات في تقارير المسئولين بالجيش التي تتعلق بنضال حسن.
ومن هذه التقارير المزعومة أنه تمت ترقية نضال حسن "رغم المؤشرات على تطرفه"، وأن "التقارير الاستخبارية" التي تشير إلى أن الرائد حسن على صلة بالإرهاب قد تم تجاهلها.
أما المستشار الحكومي في شؤون مكافحة الإرهاب باتريك بول فقد ادعى إن تقرير الدفاع لم يعالج مشكلة التصحيح السياسي في الجيش الذي سمح لحسن بالترقي "رغم أدائه الضعيف". حسب تعبيره.
وأضاف بول أن أجواء الترويع داخل الجيش التي تتعلق بالتهديدات الإسلامية منعت من تقديم أي شكوى أساسية ضد تصريحات حسن المتطرفة. حسب زعمه.
أما الوزير السابق للجيش توغو ويست الذي ساعد في إعداد تقرير مراجعة البنتاجون لعملية إطلاق النار في فورت هود، فقد دحض المخاوف من أن تدين حسن كان عاملا في معاينات أدائه خلال حياته المهنية بوصفه المستشار الطبي في الجيش. ولدى سؤاله عما إذا كانت المشكلة الحالية في "فورت هود" تتعلق ب "التطرف الإسلامي"، رفض ويست تحديد الإسلاميين، وقال للصحفيين في البنتاجون "إن اهتمامنا لا ينصب على الدين، بل على تأثيره المحتمل على قدرة جنودنا على القيام بواجبهم".
ملحق تقرير البنتاجون من جانبه رفض الأدميرال فيرنون كلارك وهو القائد السابق للعمليات البحرية والمساعد الثاني في التحقيق، الإجابة عندما سئل عما إذا كان التصحيح السياسي أدى إلى الإخفاقات الأمنية في الجيش.
وأضاف أن المسألة قد عولجت في ملحق سري لتقرير البنتاجون بمساعدة ويست.
أما المتحدث باسم البنتاجون، فقد رفض التعليق على ما إذا كان التصحيح السياسي ساهم في الهفوات الأمنية.
وكان تقرير البنتاجون الذي نشر الجمعة (15-1)، قد سرد سلسلة من الإخفاقات داخل الجيش قال التقرير أنها ساهمت في عدم تحديد كون نضال حسن تهديدا محتملا رغم أنه بعث برسائل إلكترونية إلى رجل القاعدة اليمني أنور العولقي.
وخلص التقرير إلى أن الجيش يفتقر إلى التجهيز المناسب للتعاطي مع التهديدات الداخلية.
ولم يذكر التقرير شيئا عن التطرف الإسلامي، ولكنه أشار إلى التهديد الأمني الداخلي الذي يأتي من التأثيرات الخارجية غير المحددة على الجنود.
وقالت واشنطن تايمز إن ملحق التقرير حول عوامل الخطر قلل من أهمية التهديد الإسلامي بالإشارة إلى أن "التطرف الإسلامي وحده ليس عامل خطر، فكل الجماعات المتطرفة ليست عنيفة، وأن العنف القائم على الدين لا يقتصر على أعضاء الجماعات المتطرفة".