أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن الانتقادات التركية للكيان الصهيونى ستستمر حتى يغير من سياساته ويعود الى "طريق السلام"، وذلك عشية زيارة وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك الى أنقرة· وقال داود أوغلو في تصريحات للصحفيين الذين رافقوه في زيارته لكرواتيا السبت (16-1)، نشرتها صحيفة "يني شفق" أمس إن الأزمة الدبلوماسية مع "إسرائيل" قد انتهت بوصول رسالة الاعتذار عن الخطأ الذي وقع بحق السفير التركي لديها، لكننا سنستمر في انتقاداتنا "لإسرائيل" حتى تتبع سياسة سلمية وتعود عن سياستها الحالية·
وأضاف أن رسالة الاعتذار تضمنت المطلوب من "إسرائيل" وأن حل هذه الأزمة يعد تطورا ايجابيا، لافتا إلى أن العلاقات بين تركيا و"إسرائيل" هي علاقات موسعة، لكن الهجوم الصهيوني على غزة أحدث ردود فعل سلبية حادة لدى الرأي العام التركي، ومن الممكن القول بأن الهجوم الصهيوني أدى أيضا إلى قطع الجهود التركية المبذولة للوساطة·
استمرار الانتقادات وتابع أن تركيا أبدت ردود فعلها لأنها محقة وستستمر تركيا في انتقاداتها ل"إسرائيل" حتى تغير من نهجها وتتبع سياسة سلمية، فنحن نتمنى أن تكون علاقتنا مع "اسرائيل" جيدة، لكننا نعتقد أن العلاقات الجيدة ستكون ضمن إطار ومفهوم تحقيق السلام.
وتمنى أن تتضمن عملية السلام في الشرق الأوسط في المرحلة المقبلة محورا يضم فلسطين وسوريا ولبنان وأن يتبع الكيان الصهيونى سياسة سلمية للمساهمة في تأمين الاستقرار الدائم في المنطقة·
وأشار إلى أنه بهذا الشكل ستسير العلاقات التركية الصهيونية في اتجاه صحيح، لأن تركيا لا يمكن أن تقبل بأن تعيش المنطقة في توترات مستمرة·
من جهة ثانية قالت تسيبي ليفني رئيسة حزب كاديما الصهيوني المعارض بأن قيام نائب وزير الخارجية داني أيالون بإهانة سفير تركيا لدى "إسرائيل" كانت خطوة تثير السخرية وتدل على الضعف·
وقالت ليفني أمس إن هذه الخطوة أدت إلى توجيه الأنظار إلى "إسرائيل" بدلا من التعامل مع ما أسمته مشكلة المواقف التي يبديها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان·
وأضافت أنه يجب مجادلة أردوغان ومناقشته ولكن دون إذلال الغير، وانتقدت رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لعدم رده على ما حدث بشكل فوري·
أردوغان وتوبيخ الكيان وأمس زعمت مصادر في مكتب نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني أيالون بعد يوم من اضطراره إلى الاعتذار الرسمي إلى أنقرة على معاملته غير اللائقة للسفير التركي في الكيان أوجوز تشليكول أن أنقرة تعلمت الدرس وستتريث وتمعن النظر في أي تصريح بشأن الكيان في المستقبل، في الوقت الذي قال فيه مسئولون آخرون أن أردوغان اعتاد على توبيخ "إسرائيل" وان هذا الاعتذار سيدفعه الى توجيه المزيد من الانتقاد للكيان الصهيوني·
وكان لمسئولين صهاينة في الوزارة رأي آخر، فقد قال مسئول بارز إن أردوغان الذي اعتاد توبيخ "اسرائيل" في تصريحاته لن يهدئ من لهجته بعد رؤيته تأثير تصريحاته وإثارتها للغضب الشديد في "إسرائيل"·
وقال المسئول الصهيوني إن تصريحات أيالون قد جرحت أشخاصا في تركيا يرغبون أن يهدئ أردوغان من أسلوبه الانتقادي ضد الكيان، حيث إن معاملة أيالون للسفير التركي التي التقطتها ونقلتها كاميرات التلفزيون وشاهدها الجميع في تركيا أثارت حفيظتهم ووجدوها مهينة حتى هؤلاء الذين يرغبون في أن يهدئ أردوغان لهجته فجاءت النتيجة عكسية·
هذا وقد كشف أيال بيرتز أحد زعماء الطائفة اليهودية في تركيا عن تزايد معدل هجرة اليهود الأتراك الى فلسطينالمحتلة بمعدل 10 أضعاف خلال العام الماضي مقارنة مع العام 2008·
وقال بيرتز أمس إن التوترات التي شهدتها العلاقات التركية الصهيونية منذ مطلع العام الماضي، والتي وصلت ذروتها هذا الأسبوع، أثرت على هجرة اليهود من مواطني تركيا إلى فلسطين المحتلة·