زعم وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني إن "ايطاليا بلد مهدد من قبل الإرهاب الإسلامي" وفق تعبيره. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة (أفينيري) في عدد الثلاثاء (12-1)، ذكر الوزير فراتيني كيف أن "الجماعات المسلحة الناشطة في منطقة الصحراء الأفريقية، والمسئولة عن خطف اثنين من المواطنين الإيطاليين، ترتبط بالإرهاب الجزائري"، والذي "تم العثور على آثاره مرات عديدة في إيطاليا في السنوات الأخيرة". حسب زعمه.
كما أعرب رئيس الدبلوماسية الايطالية عن معارضته ل "تقليص الوقت اللازم لمنح الجنسية الإيطالية للمهاجرين"، مطالبا بأن "تكون خطب أئمة المساجد في بلادنا باللغة الايطالية"، وأضاف "فحتى الدول العربية تدرك أن الوعظ المتطرف يشكل خطرا حقيقيا".
مصلحة أوروبا وبشأن ما اسماه بالاضطهاد المستمر الحالي للمسيحيين في مصر وماليزيا، ذكر فراتيني بكيف أن القاهرة وعدت ب"التنكيل" بالمسئولين عن هذه الأعمال، "لكن المشكلة الحقيقية هي غياب أوروبا، التي تخشى الدفاع عن جذورها المسيحية، والتراجع عندما ينبغي أن ترفع صوتها لتقول للعالم أجمع إن حماية المسيحيين تصب في مصلحة أوروبا بأسرها" على حد تعبيره.
قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني "أنا مستعد للحديث حول أي شيء وسأوضح للمصريين الذين لديهم جالية مهاجرة تمتثل للقانون، أننا في ايطاليا نود أيضا أن يحظى القانون بالاحترام" حسب تعبيره.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الإيطالية قبيل مغادرته موريتانيا متوجها إلى مالي محطته الأولى في إطار جولة افريقية تشمل سبعة بلدان "إن العنف كذلك الذي شهدناه في "روزارنو" غير مقبول ولا علاقة له لا بمصر ولا بالمصريين"، وأضاف "إن مسألة الأقلية العربية والمسلمة لم تثر قط، فالأمر يتعلق بأعمال عنف غير مبررة تصدت لها قوى الأمن". على حد زعمه.
وتابع فراتيني تصريحاته "كل إيطاليا، وأعتقد أن كل أوروبا شاهدت أناسا يقتحمون المنازل أو يحطمون ويحرقون السيارات، وهذا ليس له علاقة على الإطلاق بالدوافع الدينية ، بل هو العنف غير المقبول". حسب وصفه.
وعلى نفس الوتر عزف وزير الإصلاحات الدستورية الايطالي أومبرتو بوسي، حيث قال أن "المسيحيين في مصر يقتلون" وذلك في رد على احتجاج وزارة الخارجية المصرية إزاء أحداث الشغب التي شهدتها بلدة جنوب ايطاليا بين سكان محليين ومهاجرين عرب وأفارقة.
وأوضح بوسي "المتطرف اليمينى" وزعيم رابطة الشمال الشريك الرئيسي في الحكومة، في رد على أسئلة الصحافة لدى خروجه من قاعة مجلس النواب بروما بعد ظهر الثلاثاء (12-1)، حول موقفه من احتجاج القاهرة "انظروا كيف يعاملون المسيحيين لديهم، فهم يقومون بقتلهم" وأضاف "اطمأنوا فالمشكلة غير ذلك" حسب تعبيره. الأمر لا يعنيهم وقال وزير تبسيط التشريعات الايطالي روبرتو كالديرولي، إنه "لم يكن وسط الأحداث حتى نصف مصري، لذلك فالأمر لا يعنيهم، وهي حالة لا تمت للعنصرية بصلة" وذلك تعليقا منه على احتجاج الخارجية المصرية حول أحداث العنف في "روزارنو".
وأضاف الوزير كالديرولي في مقابلة أجرتها معه صحيفة (كورييري ديلا سيرا) اليوم الأربعاء أن "مصر بلد صديق"، واستطرد أن حكومة هذه الأخيرة "ترمي إلى التغطية على ما يحدث فيه هذه الأيام، وهو إشارة واضحة لعنصريتهم الدينية" في إشارة منه إلى حادث نجع حمادي الأسبوع الماضي.
وحسب زعم، كالديرولي فإنه بسبب ما آلت إليه الحال في قضية "روزارنو" هو "سوء العمل بقانون بوسي فيني"، حيث "تم إلغاء جزء كبير من بنوده أولا، وهناك من لم يطبق حتى الجزء الباقي منه، باستخدام فلسفة 'هؤلاء المساكين'، والتي لا تمثل إجابة يمكن أن تعطى للمواطنين الإيطاليين الذين ضاقوا ذرعا بالمهاجرين غير الشرعيين"، وختم بالقول "حتى أن هناك من زعم بأن عدم توفر دخل كاف بالنسبة للمهاجر لا ينبغي أن يكون سببا كافيا لطرده". على حد تعبيره.
استنكار مصرى وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية قد أعرب الثلاثاء (12-1)، عن استنكار مصر لأحداث العنف التي شهدتها مدينة "روزارنو" الإيطالية خلال اليومين الماضيين، وأضاف أن هذه ليست سوى "صورة للانتهاكات العديدة التي يواجهها المهاجرون والأقليات في إيطاليا، بما في ذلك الأقليات العربية والمسلمة"، لافتا إلى وجود مظاهر عديدة لهذه الانتهاكات، ومنها الممارسات التمييزية والعنف، وتفشي خطاب الكراهية، فضلا عما يعاني منه المهاجرون العرب والمسلمون في إيطاليا من ظروف احتجاز قاسية، وانتهاكات لحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، وتعرضهم للترحيل القسري، وهي ممارسات تدينها باستمرار كافة الجهات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان.
هذا وقد أشار المتحدث الرسمي إلى تطلع وزارة الخارجية المصرية إلى اتخاذ الحكومة الإيطالية الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية الأقليات والمهاجرين، مؤكدا اعتزام وزير الخارجية، أحمد أبو الغيط، إثارة هذه المسألة مع نظيره الإيطالي أثناء زيارة الأخير للقاهرة في السادس عشر من يناير الجاري، كما طالب المجتمع الدولي بالعمل على معالجة مسألة التمييز على أساس الدين والعرق والكراهية ضد الأجانب من جذورها منعا لوقوع مثل هذه الأحداث في المستقبل.
اضطهاد إيطالى وكانت أحداث عنف قد اندلعت يومي الخميس والجمعة الماضيين في بلدة "روزارنو" بمقاطعة "كالابريا" جنوبي ايطاليا بين السكان المحليين ومهاجرين عرب وأفارقة احتجاجا على هجوم استهدف زميلين يعتقد أنه نفذه إيطاليون ينتمون إلى الجريمة المنظمة التي تستغل العمالة الأجنبية المؤقتة في المنطقة، حيث قامت قوى الأمن الايطالية على اثر ذلك بترحيل المهاجرين العرب والأفارقة من البلدة، بينما تجري في الوقت الحاضر الاستعدادات لإبعاد قسم كبير منهم إلى ديارهم.
يذكر أن إيطاليا، التى نصبت من نفسها مدافعا عن المسيحية، كانت قد تدخلت فى الشأن الداخلى المصرى، عندما أعربت عن إدانتها لحادثة مقتل مصريين مسيحيين في مدينة نجع حمادي المصرية قبل أيام، حيث وصفها وزير الخارجية فرانكو فراتيني يوم الخميس الماضي بأنها "تثير الرعب والاستنكار"، وأضاف "إن المجتمع الدولي لا يمكن ان يظل غير مبال، ولا ينبغي أبدا أن يستكين في مواجهة التعصب الديني، الذي يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان الأساسية"، ونوه إلى أن "إيطاليا سوف تستمر في الدفاع في كل المحافل عن مبدأ حرية الدين، باعتباره قيمة حضارية مطلقة وغير قابلة للتصرف" حسب قوله.