ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن اليونان تواجه أزمة مصرفية حقيقية، بعد انهيار اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو، بتبادل حاد للاتهامات الليلة الماضية، ما يجعل احتمالية خروج اليونان من منطقة اليورو يقترب خطوة. وقالت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، إنه تم سحب نحو ملياري يورو من الودائع من حسابات مصرفية في بنوك يونانية حتى الآن هذا الأسبوع، من بينها سحب قياسي يبلغ مليار يورو، ما يثير مخاوف من أن يفسح انهيار المحادثات، المجال أمام هروب المزيد من الأموال. ولفتت إلى موافقة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، ورئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تسيبراس، على تنظيم قمة طارئة للاتحاد الأوروبي، الاثنين المقبل، في محاولة حاسمة أخيرة للحيلولة دون إفلاس اليونان. وأفادت بأن ممثل البنك المركزي الأوروبي أبلغ اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو أنه من غير المؤكد ما إذا كانت البنوك اليونانية ستتمكن من الحصول على الأموال اللازمة لتكون قادرة على فتح أبوابها يوم الاثنين المقبل. أضافت الصحيفة البريطانية أنه في الوقت الذي يحتشد فيه الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للاتحاد الأوروبي خارج مبنى البرلمان في أثينا، يوجه قادة منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي انتقادات لاذعة للحكومة اليسارية، متهمين إياها بالكذب على شعبها، وتشويه وتضليل قادة الاتحاد الأوروبي ورفض التفاوض بجدية وقيادة البلاد نحو حافة الهاوية. وتابعت "جارديان" إن انهيار المحادثات سريعا في لوكسمبورج وبروكسل، دفع دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي، لعقد قمة طارئة لقادة منطقة اليورو مساء الاثنين المقبل، ما يضع المسؤولية على عاتق كل من ميركل وتسيبراس، باعتبارهما الزعيمين الرئيسيين اللذين يميلان نحو تنازلات للتوصل إلى اتفاق. وفي السياق ذاته، قال مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي يشارك في الاجتماع، في تصريح ل"جارديان"، إنه تم تحديد موعد قمة الاثنين بمجرد أن تيقن قادة الاتحاد الأوروبي من انهيار محادثات لوكسمبورج، مضيفا أن شبح انهيار النظام المصرفي اليوناني تحت وطأة السحوبات المصرفية.