أعلنت السفارة البريطانية في صنعاء إغلاق أبوابها لأسباب أمنية الأحد، بعد ساعات من قرار مماثل اتخذته واشنطن إثر تهديد صادر عن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية بمهاجمة المصالح الأمريكية في اليمن. وذكر مصدر دبلوماسى رفض كشف اسمه في وزارة الخارجية البريطانية أن القرار جاء على خلفية أمنية، دون أن يحدد ما إذا كانت لندن تمتلك معلومات حول خطة لتنظيم القاعدة، مضيفاً أن وزارته ستحدد لاحقاً ما إذا كانت ستعاود فتح سفارتها الاثنين. وكانت السفارة الأمريكية بصنعاء قد أرسلت مذكرة تحذيرية للمواطنين الأمريكيين في اليمن تذكرهم فيها باستمرار التهديدات الإرهابية التي قد تستهدفهم، والتي قد تستهدف كذلك الأمريكيين والمصالح الأمريكية في مختلف أنحاء العالم، وفق البيان الصادر عن السفارة الأمريكية بصنعاء. كذلك حذرت السفارة الأمريكيين من ضرورة أخذ الحيطة والحذر تجاه أي شيء يثير الريبة. ذكرت مصادر صحفية أن السفارة الأمريكية في صنعاء نشرت على موقعها على الإنترنت بيانا تعلن فيه إغلاق أبوابها بسبب خشيتها من التهديدات المستمرة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب باستهداف المصالح الأمريكية في اليمن.
ولم تعلن السفارة عن موعد محدد لإعادة فتح السفارة. وقالت المصادر أن السفارة الأمريكية في اليمن ودبلوماسيون أجانب أعلنت اليوم الأحد إن السفارة أغلقت أبوابها بسبب تهديدات من تنظيم القاعدة وطلبت من العاملين بها من اليمنيين عدم التوجه للعمل لحين إشعار آخر. وقال موظفون يمنيون في السفارة إنهم قد طلب منهم البقاء في منازلهم. وقال بيان من السفارة الأمريكية في موقعها على الانترنت "أغلقت السفارة الأمريكية في صنعاء اليوم الموافق الثالث من يناير 2010 بسبب تهديدات قائمة من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لمهاجمة المصالح الأمريكية في اليمن." ولم يتسن الاتصال بدبلوماسيين أمريكيين للتعليق. وقال مسئولون أمريكيون هذا الأسبوع إن الولاياتالمتحدة تبحث سبل توسيع تعاونها العسكري والمخابراتي مع الحكومة اليمنية لزيادة الضغط على مقاتلي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. و كان شابا نيجيريا قد قام بمحاولة تفجير طائرة أمريكية كانت تقل 300 شخص يوم عيد الميلاد قد تلقى تدريبا من القاعدة في اليمن. وقالت القاعدة إن محاولة تفجير الطائرة الأمريكية جاءت ردا على دعم القوات الأمريكية العسكري للحكومة اليمنية التي شنت هجوما على التنظيم. اتفاق أمريكى بريطانى من ناحية أخرى اتفقت كل من الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة على تمويل وحدة شرطة متخصصة في مكافحة "الارهاب" في اليمن، كما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون. وقال البيان إن بريطانيا وأمريكا قررتا تكثيف العمل المشترك بينهما للتصدي لما أسماه التهديد "الارهابي" المتنامي في اليمن والصومال بعد محاولة التفجير لطائرة الركاب الامريكية في 25 ديسمبر الماضي. ويعتقد أن النيجيري عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة فوق مدينة ديترويت الأمريكية قد تلقى التدريب والتسليح على يد تنظيم القاعدة في اليمن. وجاء في بيان مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن براون قد بحث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما "زيادة العمل البريطاني الأمريكي المشترك" وذلك في عدد من المكالمات الهاتفية منذ محاولة التفجير. ووصف براون اليمن ب "الحاضنة للإرهاب"، وقد تكون ملاذا آمنا له، وقال إن اليمن يشكل تهديدا على المستوى الإقليمي والدولي. وسيشمل الدعم الأمريكي البريطاني لليمن زيادة الدعم لحرس السواحل اليمني. وقالت رئاسة الحكومة البريطانية أن القرار قد صدر بعد مباحثات مع الحكومة اليمنية والبيت الأبيض. وأضاف بيان لندن أنه لم يتم وضع كافة التفاصيل بعد، لكن سيتم تعزيز العمل الذي تقوم به المملكة المتحدة حاليا في مساعدة اليمن على مكافحة الإرهاب. ويتزامن هذا الاتفاق مع اجتماع في صنعاء عقده الرئيس اليمني على عبد الله صالح مع قائد القيادة المركزية ديفيد باتريوس نقل خلاله الأخير رسالة من باراك اوباما لنظيره اليمني. وكان أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني قد صرح الثلاثاء بأن لدى بلاده الإرادة والقدرة على التعامل مع القاعدة، إلا أنها بحاجة إلى دعم أكبر من الغرب". أما يالنسبة للصومال فيعتقد الرئيس الصومالي ورئيس وزرائه أن هناك حاجة إلى زيادة حجم قوة "حفظ السلام" في بلادهما. يذكر أن الصومال لم تتمتع بوجود حكومة مركزية منذ عام 1991. علاقة بريطانيا وجاء في بيان داوننج ستريت نوايا براون كالتالي: أولا وضع الخطر المتنامي من اليمن والسودان على جدول أعمال مجلس الشؤون العامة للاتحاد الأوروبي المقرر انعقاده هذا الشهر. ثانيا حث قوة العمل في المهام المالية على تعزيز نشاطها بشان اليمن. وثالثا بحث رد الفعل البريطاني حول محاولة التفجير في اجتماع خاص للجان المن القومي والعلاقات الدولية والتنمية. وكان براون قد أعلن في وقت سابق ان المتهم بمحاولة تفجير طائرة فوق ديترويت عمر فاروق عبد المطلب الذي درس في بريطانيا قد أصبح على علاقة مع تنظيم القاعدة بعدما غادر بريطانيا إلى اليمن. وتابع براون في النص الذي نشر على موقع تابع لرئاسة الحكومة البريطانية ان محاولة التفجير تلك "إنذار آخر بان الإرهاب لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا للغاية، في الوقت الذي يدخل فيه العالم عقدا جديدا بعد ثماني سنوات من اعتداءات 11 سبتمبر". وشدد براون على ضرورة ان يتعاون زعماء العالم "بشكل عاجل" لتعزيز الأمن في المطارات والطائرات بعد محاولة شاب نيجيري تفجير طائرة متجهة إلى ديترويت يوم 25 ديسمبر كانون الأول. وأشار براون إلى ان هذه المحاولة الأخيرة "كشفت تهديدا إرهابيا في حالة تطور وقاعدة كبرى جديدة للإرهاب" في اليمن.